أنظمة الأسلحة

صاروخ ستاندرد 6 يوفر قوة متعددة المهام مع مدى معزز

2025-07-03

صمم صاروخ ستاندرد 6 لخوض حرب جوية مضادة بعيدة المدى، إذ يجمع بين القدرات الهجومية والدفاعية في سلاح واحد متعدد الاستخدامات.

شارك هذا المقال

مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس توماس هادنر من فئة آرلي بيرك تطلق صاروخ إس إم-6 خلال تمرين العرض البحري/الدرع الهائل في 20 أيار/مايو. [البحرية الأميركية]
مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس توماس هادنر من فئة آرلي بيرك تطلق صاروخ إس إم-6 خلال تمرين العرض البحري/الدرع الهائل في 20 أيار/مايو. [البحرية الأميركية]

يوفّر صاروخ ستاندرد 6 (إس إم-6) للقوات الأميركية والحليفة قدرة قوية بمدى ممتد يتجاوز الأفق بكثير، ما يوسع بشكل كبير نطاق القوات البحرية الحديثة وفتكها.

منذ دخوله الخدمة عام 2013، أسهم صاروخ ريم-174 ستاندرد بعيد المدى النشط (إس إم-6) في تحويل قدرات الدفاع الجوي لدى البحرية الأميركية.

انطلاقا من هيكل الدفع والهيكل الجوي المجرب في النسخ السابقة من صواريخ ستاندرد، يتميّز صاروخ إس إم-6 بقدرته على دمج أدوار الدفاع الجوي والهجوم على الأهداف السطحية والدفاع النهائي ضد الصواريخ الباليستية، ضمن منصة واحدة.

تمنح هذه القدرة متعددة المهام السفن الحربية السطحية مرونة في الدفاع ضد التهديدات الجوية والباليستية، إضافة إلى القدرة على ضرب الأهداف في البحر، ما يوفر قوة نارية معززة دون الحاجة إلى أنظمة متخصصة متعددة.

تُتيح جميع نسخ صواريخ ستاندرد الدفاع الجوي البحري على عدة مستويات. يُستخدم صاروخ إس إم-2 لاعتراض الطائرات وصواريخ كروز في المرحلة النهائية من الهجوم، بينما يُستخدم صاروخ إس إم-3 لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة خلال المرحلة الوسطى من مسارها.

تم تطوير صاروخ إس إم-6 اعتمادا على هيكل النسخة السابقة إس إم-2إي آر بلوك 4، ويتميّز بدمجه لباحث راداري نشط يوجهه نحو الهدف، ما يعزز بشكل كبير قدرته على اعتراض الطائرات السريعة والطائرات المسيرة وصواريخ كروز، وحتى التهديدات الصاروخية الباليستية.

بفضل التوجيه المتطور والقدرة المرنة على تحديد الأهداف، لا يُعتبر صاروخ إس إم-6 بديلا لسلسلة صواريخ إس إم-2، بل مكملا لها. فهو يوفر مدى أطول وقوة نارية أكبر، إضافة إلى قدرة على مواجهة مجموعة أوسع من التهديدات ضمن منصة واحدة.

يمكن استخدام الصاروخ في عدة أوضاع، بدءا من التوجيه بالرادار نصف النشط التقليدي، وصولا إلى الضربات التي تتجاوز الأفق باستخدام تقنية قدرة الاشتباك التعاوني، وهي شبكة استشعار في الوقت الفعلي طورتها البحرية الأميركية.

تصميم للعمل على مرحلتين

صاروخ إس إم-6 هو صاروخ يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، يبدأ بالدفع بواسطة معزز إم كاي-72 ليستمر بعدها بمحرك دفع رئيس ينقله نحو هدف.

يمكن إطلاقه بعدة طرق، منها استخدام التوجيه بالقصور الذاتي مع التوجيه النشط في المرحلة النهائية، أو التتبع بالرادار نصف النشط بشكل كامل، أو استهداف يتجاوز الأفق عبر شبكات قدرة الاشتباك التعاوني.

تتيح له هذه المرونة اعتراض التهديدات الجوية ودعم مهام الدفاع ضد الصواريخ الباليستية إلى جانب صاروخ إس إم-3، أو التحول إلى وضعية الضربة عالية السرعة ضد الأهداف السطحية في البحر.

عند توجيهه بواسطة أجهزة استشعار السفينة أو منصات خارجية، يقوم صاروخ إس إم-6 الغوص النهائي بدقة نحو الأهداف السطحية.

يعد الصاروخ مناسبا بشكل كبير لمواجهة التهديدات التي تشن على ارتفاعات عالية وهجمات التسلل قرب سطح البحر.

يستخدم الصاروخ رأسا حربيا متفجرا من طراز إم كاي 125 وباحثا ثنائي الوضع للتمييز بين الصواريخ المجنحة الأرضية والصواريخ المتناثرة، ويتتبعها حتى عندما تكون مخفية خلف التضاريس.

تستخدم فرقاطات ومدمرات البحرية الأميركية نظام القتال إيجيس لدمج صواريخ إس إم-2 وإس إم-3 وإس إم-6 وصاروخ إيفولفد سي سبارو وغيرها من أنظمة الدفاع.

يستخدم نظام القتال إيجيس مجموعة معقدة من الرادارات وأجهزة الاستشعار لتعقب وتحديد وتدمير الأهداف المعادية، ويساعد في الدفاع عن السفن البحرية ضد التهديدات الجوية والطائرات وصواريخ كروز.

يعزز صاروخ إس إم-6 فعالية مظلة الحماية لنظام إيجيس بفضل باحثه النشط ورابط قدرة الاشتباك التعاوني، ما يمكنه من استهداف الأعداء خارج مدى رادار السفينة المرسلة.

يمثل هذا الصاروخ قفزة نوعية في مدى الدفاع الجوي البحري مقارنة بنسخ إس إم-2 الأقدم. يبلغ مداه على الأقل 240 كيلومترا، رغم أن بعض الخبراء في الصناعة يقدّرون أنه قد يصل إلى مدى أبعد بكثير.

مرونة في مجال الاستخدام

تمتد مرونة تصميم صاروخ إس إم-6 لتشمل مجالات استخدام أخرى.

تُحمّل نسخة الصاروخ الجوية جو-جو، المعروفة باسم إيه آي إم -174بي غانسلينجر على مقاتلات إف/إيه-18إي/إف سوبر هورنت. ويُعد إيه آي إم -174بي، الذي ما يزال في مرحلة الاختبار، مزود بالباحث النشط الخاص بـ إس إم-6، ويمكن إطلاقه من ارتفاع عال لاعتراض الطائرات التي تكون خارج مدى بعض الصواريخ الأخرى.

يستخدم نظام تيفون لإطلاق النيران الاستراتيجية متوسطة المدى والتابع للجيش الأميركي قاذفة محمولة بنظام إم كاي 41 لإطلاق صاروخ إس إم-6 في مهام سطح-سطح والدفاع الجوي من الأرض.

في عام 2023، حقق الجيش الأميركي عمليات إطلاق ناجحة لصواريخ إس إم-6 وتوماهوك من نظام تيفون الحربي، وقام بنشر النظام في الفلبين عام 2024.

يوفر نظام إس إم-6 مرونة كبيرة للاستجابة للتهديدات الناشئة، بدءا من الصواريخ المضادة للسفن طويلة المدى بشكل متزايد إلى هجمات الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة.

ويعمل الباحث النشط ومدى الوصول البعيد والاستهداف الشبكي على تعزيز قدرات الدفاع متعددة المجالات، سواء في البحر أو في الجو أو على الشاطئ.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *