تتطلب إمكانية الوصول المتزايدة إلى المسيرات الجاهزة والعسكرية واستخدامها المعزز توفر دفاعات قوية.
وتطور الولايات المتحدة بالتالي تقنيات من شأنها اعتراض هذه المسيرات، ما يحمي البنية التحتية الحيوية والقوات المنتشرة ويضمن أمن المجال الجوي حول العالم.
وتعتمد دفاعات مواجهة المسيرات الفعالة على بنية مرنة ذات طبقات ومجموعة من المقاربات.
دفاع متعدد الطبقات
ويشكل الرصد والتعقب حجر الأساس في تقنية مواجهة المسيرات.
فتستطيع أنظمة الرادار رصد المسيرات على نطاق بعيد وفي الظروف المناخية الصعبة، في حين تقدم الكاميرات وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية وأجهزة الاستشعار ذات الأشعة تحت الحمراء تعقبا وتصنيفا مرئيا في الوقت الحقيقي.
وتشغل دفاعات مواجهة المسيرات أنظمة كشف عن الترددات الراديوية من شأنها مراقبة الطيف الكهرومغناطيسي خاصة بين 70 ميجاهرتز و6 جيجاهرتز، من أجل تحديد الإشارات الراديوية التي تتبادلها المسيرات والجهات المشغلة لها.
وتتميز المسيرات عادة بخصائص فريدة، ما يسمح لأنظمة الرصد تحديد طرازها وفئتها ورقمها التسلسلي وموقع مشغلها حتى.
كذلك، يضيف الكشف الصوتي مزيدا من الحماية. فعبر تحديد السمات الصوتية المميزة للمسيرات، تعتبر أجهزة الاستشعار الصوتية مفيدة في البيئات ذات انبعاثات ترددات الراديو المحدودة أو حيث تعمل هذه المسيرات بصورة مستقلة.
وفي هذه الأثناء، يعالج الذكاء الاصطناعي اليوم البيانات من أجهزة الاستشعار بسرعة ويستطيع بصورة تلقائية تعقب وتصنيف التهديدات الناشئة المرتبطة بالمسيرات.
تعطيل التهديد
وفور رصد المشغلين تهديدا ما، يستطيعون تدمير المسيرة عبر ضربات حركية تقليدية أو تقنيات "القتل الهادئ" مثل الحرب الإلكترونية والتشويش.
وتستطيع أنظمة التشويش الإلكتروني تعطيل الاتصالات بين مسيرة ومشغلها. وغالبا ما يؤدي ذلك إلى تفعيل هبوط اضطراري أو إعادة افتراضية إلى الجهة المرسلة أو يؤدي إلى تعطيل المسيرة بشكل تام.
وإن إجبار مسيرة على الهبوط يسهل عملية ضبطها وتقييمها. وفي الوقت عينه، تسهل تقنية القتل الناعم تعطيل عملية الإرسال عبر مسيرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
وتسمح التدابير المضادة المستندة إلى شبكات مثل الأسلحة الشبكية أو المسيرات الاعتراضية، للقوات بضبط المسيرات من دون تدميرها أو إتلاف البيانات التي تحتفظ بها.
ومن الممكن اتخاذ مجموعة واسعة من التدابير المضادة الحركية، لا سيما للتهديدات الخطيرة للغاية. وتستطيع الأسلحة النارية التقليدية وأجهزة الاعتراض الحركية والأسلحة الموجهة بالطاقة جمعيها مواجهة المسيرات.
كذلك، يستطيع الليزر عالي الطاقة استهداف وتدمير المسيرات على نطاقات تتراوح بين 200 متر و2.5 كيلومترا. ويستطيع حتى مؤشر الليزر البسيط تعطيل حركة المسيرات.
مرونة
وتشمل أسلحة دفاعات مواجهة المسيرات المطورة بالولايات المتحدة أنظمة ثابتة ونقالة.
وتقوم التكوينات الثابتة بصورة دائمة بحماية الأصول والبنى الأساسية مثل المطارات أو المنشآت الحكومية أو المراكز المدنية المكتظة بالسكان.
ومن جهتها، تستطيع المنصات النقالة على الآليات التكتيكية توفير دعم ميداني لوحدات المناورة أو المنشآت المؤقتة.
ومن الأمثلة الأساسية على ذلك نظام الدفاع الجوي للمناورة قصير المدى (إم-شوراد). ويتم تركيب النظام على آلية سترايكر قتالية وقد تم تصميمه لحماية وحدات الجيش في الميدان.
ويشمل النظام نسختين من 4 صواريخ ستينغر إف آي إم-92 ومدفع أوتوماتيكي إكس إم914 عيار 30 ميليمترا ومدفع رشاش إم 240 عيار 7.62 ميليمترا ورادار متعدد المهام للتعقب والرصد.
ويتضمن متغير الطاقة الموجهة التابع له والمعروف باسم إنكرمنت 2، ليزر بقدرة 50 كيلوواط ضد التهديدات الجوية.