يوفر نظام الدفاع الجوي أفنجر دفاعا جويا قصير المدى أثناء التحرك، سواء كان يستخدم في العمليات القتالية في أوكرانيا أو يحيط بالبنتاغون في أرلينغتون بولاية فيرجينيا.
ويعد نظام أفنجر الأميركي الصنع عالي الحركة سلاحا دفاعيا قصير المدى يطلق أثناء التحرك ويتميز، بأتمتة كاملة للاستخدام ليلا أو نهارا على حد سواء. ويمكن استخدامه بصورة منفردة، كما يستطيع العمل مع نظام دفاع جوي وصاروخي متكامل.
واستخدم الجيش الأميركي وقوات مشاة البحرية نظام أفنجر للدفاع المتنقل قصير المدى لحماية الوحدات البرية.
ويستطيع نظام الصواريخ أرض-جو ذاتي الدفع الدفاع ضد صواريخ كروز والمسيرات والمروحيات أو الطائرات ثابتة الجناحين والتي تحلق على ارتفاع منخفض.
ويتميز تكوينه الأساسي ببرج دفاع جوي ذي ثبات جيروسكوبي يكون مركبا على شاحنة عسكرية رباعية الدفع ثقيلة ومعدلة.
ويمكن تركيب برج أفنجر على مجموعة آليات، بما في ذلك المركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام، أو يستخدم كمحطة أسلحة مستقلة وثابتة، بحسب الشركة المصنّعة بوينج.
أربعة عقود من الدفاع المتنقل
وطورت شركة بوينج نظام أفنجر في ثمانينيات القرن الماضي للقوات المسلحة الأميركية. وتم تطويره كوحدة متنقلة يمكن استخدامها على الأرض أو أثناء التنقل لحماية الوحدات البرية الأخرى. وأقر مجلس المشتريات الدفاعية نظام أفنجر للإنتاج على نطاق واسع في تسعينيات القرن الماضي.
وعندما تم اختباره للمرة الأولى في عام 1984، وجه ضربة مباشرة لصواريخ ستينجر اثناء تحرك أفنجر بسرعة 20 ميلا في الساعة (32 كيلومترا/ساعة). ونجح في بيئات قاسية أخرى في سيناريو الاختبار، فوجه ضربة مباشرة في الليل ونفذ عملية "قتل تكتيكي" فيما كان يتم توجيهه في الأمطار.
ومنح الجيش الأميركي أول عقد إنتاج لأفنجر سنة 1987 بمعدل 325 وحدة. ومنذ ذلك الحين، قامت شركة بوينج بتصنيع أكثر من ألف وحدة أفنجر لصالح الجيش الأميركي.
وبقيت نحو 400 وحدة قيد الخدمة حتى العام 2016. ويتم حاليا استخدام أفنجر بشكل أساسي من قبل الحرس الوطني بالجيش الأميركي.
وتم نشره بصورة ناجحة في حرب الخليج الأولى ودعما لعمليات حلف شمال الأطلسي خلال الحرب في البوسنة.
ونشر الجيش الأميركي شبكة من وحدات أفنجر محملة بصواريخ ستينجر في محيط البنتاغون وفي العاصمة واشنطن في شهر أيلول/سبتمبر 2002 مع حلول الذكرى السنوية الأولى لهجمات 11 أيلول/سبتمبر على البنتاغون ومدينة نيويورك.
ونشر أفنجر أيضا في أفغانستان والعراق دعما للقيادة الأميركية الأوروبية ولأوكرانيا في وجه الغزو الروسي.
نظام متخصص مع تعديلاته المتواصلة
ويشمل أفنجر آلية متخصصة فيضم رادارات ومنصات وصواريخ ستينجر ورشاش عيار 50. مم، بالإضافة إلى نظام قيادة وتحكم واستخبارات.
وتم تركيب برج دوار بـ 360 درجة على هيكل مركبة ثقيلة. ويضم البرج حجرتين صاروخيتين يحتوي كل منهما على ما يصل إلى 4 صواريخ ستينجر. والنظام مثبت جيروسكوبيا بحيث تتمكن حجرة الصاروخ من التصويب أثناء تحرك المركبة.
ويشتغل مطلق نار داخل محطة لإطلاق النيران بين حجرتي الصواريخ.
ويستطيع الطاقم تشغيل نظام الأسلحة من وحدة تحكم عن بعد، على مسافة تصل إلى 50 مترا وذلك من أجل تجنب نيران العدو المباشرة.
وعملت شركة بوينج والجيش على إدخال تحسينات وتعديلات على نظام أفنجر.
وتم تطوير أفنجر كنظام دفاع جوي، إلا أن بوينج بحثت في قدرات دفاع بري إضافية لتمكين استخدامه لأغراض متعددة. وفي عام 2011، قيّم الجيش جدوى هذه الفكرة عبر إطلاق اختباري لصاروخ إيه جي إم-114 هيلفاير من سلاح أفنجر معدل.
وفي اختبار آخر أجري في نيسان/أبريل 2017، أطلق أفنجر صواريخ ستينجر على مسيرتين، في أول اعتراض نفذه الصاروخ لمسيرة.
كذلك، طورت بوينج ليزر أفنجر، وهو نظام ليزر مثبت على نظام أفنجر. وتستطيع أشعة الليزر إسقاط مسيرات صغيرة في منتصف الرحلات باستخدام ليزر أشعة تحت الحمراء لا يمكن رصده بالعين المجردة.
صواريخ ستينجر
وفي غالبية الحالات، يكون أفنجر مزودا بصاروخ ستينجر، وهو نظام دفاع جوي وزنه خفيف نسبيا. وهو صاروخ سلبي أرض-جو.
وفي سجل ستينجر أكثر من 270 عملية اعتراض لأهداف ذات أجنحة ثابتة ودوارة، بحسب ما ذكرته الشركة المصنعة آر تي إكس (رايثيون سابقا).
ويمكن للمشغلين إطلاق ستينجر محمولا على الكتف أو إطلاقه من أفنجر أو من وحدة دفاع متنقلة أخرى هي إم 6 لاينباكر. كذلك يمكن استخدامه من قبل القوات الجوية أو نشره مباشرة على متن عربة هامفي.
وقدم صاروخ ستينجر أداء محسنا مقارنة بنظام إف آي إم-43 ريد آي السابق، ذلك أن ستينجر يستطيع تحديد هدف من الأمام ما يمنحه وقتا إضافيا لضرب الهدف وتدميره.
ويتم إطلاقه باستخدام محرك طرد صغير يدفعه على مسافة آمنة بعيدا عن المشغل، بحيث تتمكن وحدات الوقود الصلب العمل وتسريع وصوله إلى الهدف. ويشمل فتيل انفجار ومؤقت تدمير ذاتي.
ويستخدم خيار بديل آخر للصاروخ صمام تقارب يجعله أكثر فتكا في مواجهة الأهداف الصغيرة.