رفع انتشار الأنظمة الجوية غير المأهولة من أهمية الدفاع الجوي أكثر من أي وقت مضى، مع مواجهة القوات البرية لتهديدات المسيرات والطائرات ذات الأجنحة الدوارة والطائرات ذات الجناحين الثابتين.
في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن نظام الدفاع الجوي قصير المدى للمناورة الأولية، إم-شوراد، التابع للجيش الأميركي، يدمج المدافع والصواريخ والقاذفات وأجهزة الاستشعار الموجودة في مركبة سترايكر إيه1 المدرعة، ما ينتج نظام دفاع جوي متنقل يتحرك مع القوات ويوفر لهم حماية دائمة.
وفي حين أن هذا النظام خُصص في المقام الأول للدفاع الجوي للقوات المناورة، إلا أنه يستطيع الاشتباك مع مجموعة متنوعة من الأهداف الأرضية.
فمركبات سترايكر المجهزة بالنظام قادرة على متابعة القوات في ساحة المعركة مهما كانت طبيعتها الجغرافية قاسية، وتحقيق سيطرة جوية قصيرة المدى مع تقدم المقاتلين في المناطق المتنازع عليها.
استخدمت نماذج سابقة من شوراد في حربي العراق وأفغانستان، وحققت نجاحا كبيرا في تأدية مهامها.
مكونات سلاح المدفعية
يضم نظام إم-شوراد برج دفاع جوي بزاوية 360 درجة من طراز أفنجر، وهو مزود بمدفع أوتوماتيكي إكس إم914 من عيار 30 ملم ومدفع رشاش إم-240 من عيار 7.62 ملم يعمل على الغاز.
يحتوي النظام على صاروخين إيه جي أم-114 هيلفاير، وصاروخ تكتيكي جو-أرض قصير المدى يبلغ وزنه 45 كجم قادر على ضرب أهداف أرضية، وأربعة صواريخ ستينغر إف آي إم-92 مزودة بتقنية التوجيه بالأشعة تحت الحمراء لتتبع الأهداف الجوية وضربها.
يتم تعزيز قدرات الدفاع الجوي والأرضي المشتركة هذه من خلال نظام رادار متعدد المهام يستهدف المركبات والطائرات المعادية ويركز عليها.
يقوم الجيش حاليا باختبار نظام أسلحة ليزر بقدرة 50 كيلووات (نموذج إم شوراد التجريبي) في بيئة عملياتية خارجية، مع أربع مركبات من طراز سترايكر مزودة بنظام الطاقة الموجهة.
يستخدم الليزر قدرات البطارية والحرارة لمهاجمة التهديدات الجوية دون انفجارات أو إطلاق نار مدوي.
إن القدرة على نشر أشعة الليزر بشكل مستمر تجعل مخازن أنظمة الطاقة الموجهة لا حدود لها تقريبا عند مقارنتها بأنظمة الدفاع الجوي التقليدية التي تعمل بالصواريخ والذخيرة.
وبمقدور الليزر أيضا التعامل مع التهديدات وتحييدها بسرعة الضوء.
علاوة على ذلك، تقلل دقة النظام من الأضرار الجانبية، ما يجعله مناسبا للعمليات في بيئات متنوعة لا سيما المناطق المأهولة بالسكان.
مستقبل الحرب
مع توفر المسيرات رخيصة الثمن، تغيّر طابع الحرب بشكل رفع من أهمية الدفاعات الجوية المتنقلة.
في حربها على أوكرانيا، وجدت روسيا صعوبة في تنفيذ ضربات عابرة للحدود في أجزاء كثيرة من البلاد، ما اضطرها إلى الاعتماد على أسلحة المواجهة المستقلة مثل المدفعية التقليدية والمسيرات لمهاجمة القوات الأوكرانية وسلاح المدفعية الأوكراني.
فشل نظام الدفاع الجوي الروسي قصير المدى، نظام بانتسير، في توفير دفاع جوي كاف بسبب ما يشوبه من أعطال ومشاكل تكنولوجية.
وفي حين يصف الجيش الروسي نظام الدفاع الجوي بانتسير إس-1 بأنه من الطراز الأول، فشل في مواجهة حتى المسيرات الصغيرة وأظهرت لقطات عدة نجاح مسيرات رخيصة الثمن في مهاجمته.
وأفاد موقع أوريكس الاستخباراتي الهولندي المفتوح، أن القوات الأوكرانية تمكنت من تدمير أو إلحاق الضرر بما لا يقل عن 20 مركبة بانتسير- إس1.