لم يكن أداء نظام الدفاع الجوي الروسي الشهير بانتسير جيدا في ساحة المعركة، وأثبت أنه عرضة لضربات الطائرات المسيرة.
يُعد نظام بانتسير-إس1 جزءا من شبكة الدفاع الجوي الروسية متعدّدة المستويات، والتي تشمل أنظمة أرضية ومعدات حرب إلكترونية وطائرات مقاتلة ورادارات.
وقال محللون إن الجيش الروسي يروّج لهذا النظام على أنه من الطراز الأول، لكنه في الواقع عاجز عن هزيمة الطائرات المسيرة بعيدة المدى أو الطائرات الصغيرة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طائرات مسيرة أوكرانية تقصف بحرية أو توجه نيران مدفعيتها باتجاه الأنظمة الروسية المصممة لإسقاط هذه المسيرات.
يعتبر بانتسير-إس1 من بين الأنظمة الفاشلة التي استخدمتها روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في شباط/فبراير، 2022.
فقد دمرت القوات الأوكرانية أو أتلفت أو استولت على ما لا يقل عن 20 مركبة بانتسير-إس1، وفقا لموقع أوريكس، وهو موقع استخباراتي هولندي مفتوح المصدر.
يحتوي بانتسير-إس1 على مدفع مضاد للطائرات قصير المدى بالإضافة إلى نظام دفاع صاروخي محمول على شاحنة ذات ثماني عجلات. وهو يجمع بين صواريخ أرض-جو ومدافع سريعة الإطلاق مضادة للطائرات عيار 30 ملم، ومخصص لحماية قوات الخطوط الأمامية أو القواعد العسكرية أو منشآت الأسلحة.
وهو مصمم لإسقاط الطائرات وصواريخ كروز والذخائر الموجهة بدقة ويدعم وحدات الدفاع الجوي الأخرى ضد الضربات الأكبر حجما. يمتلك بانتسير قناة تحكم كهروضوئية سلبية وتوجيه راداري.
تصف شركة روسوبورون إكسبورت الحكومية الروسية المصدرة للأسلحة العسكرية الروسية نظام بانتسير بأنه "قادر على الاشتباك بفعالية مع فئة واسعة من أسلحة الهجوم الجوي".
ولكن في الواقع، غالبا ما يفشل في الاشتباك مع الطائرات المسيرة.
فقد سلط تقرير روسي صدر عام 2020 الضوء على نقاط ضعفه، محذرا من أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية الحديثة غير مهيأة بشكل جيد لمحاربة الطائرات المسيرة.
وأكد البروفيسور سيرغي ماكارينكو من جامعة سانت بطرسبرغ الكهروتقنية في هذه الدراسة عدم صحة الادعاءات التي تزعم تفوق هذه الأنظمة.
وأشار التقرير، بحسب ترجمة فوربس، إلى أن "نتائج الاختبارات الميدانية لأنظمة صواريخ بانتسير-إس1 للدفاع الجوي، تظهر أن إطلاق الأسلحة الصاروخية على الطائرات المسيرة أمر مستحيل عمليا".
يحتوي نظام بانتسير على مدفعين مزدوجين احتياطيين سريعي الطلقات يمكّناه نظريا من تدمير المسيرات، غير أن صغر حجم هذه المسيرات يجعل استهدافها أصعب. وفي اختبار أجري عام 2020، فتحت أربع مركبات محملة بنظام بانتسير النار على طائرة مسيرة بطيئة لكنها فشلت في تدميرها.
في المحصلة، اعتبر محللون أن استراتيجية الدفاع الجوي الروسية المخطط لها حتى عام 2030 فشلت فشلا ذريعا في التصدي للتهديد المتزايد للمركبات بدون طيار وضربات الطائرات المسيرة.
مما دفع روسيا الى إتخاذ بعض الإجراءات الترقيعية لسد الثغرات والمشاكل في دفاعاتها الجوية.
ومن الخطوات التي اتخذتها هي نقل عدد من أنظمة الدفاع الجوي إلى قرب الحدود الأوكرانية، من بينها بانتسير-إس1، لكن المراقبين يشككون بمدى فعاليتها