أنظمة الأسلحة

أنظمة سي-رام تتحسس التهديدات الجوية القادمة وتتعقبها وتدمرها

2023-10-06

تعد أنظمة سي-رام القادرة على تدمير الصواريخ القادمة والمدافع وقذائف الهاون قبل ارتطامها بالأرض أدوات دفاع جوي فعالة وقصيرة المدى.

شارك هذا المقال

نظام سي-رام يضرب هدفا جويا في فورت كامبلفي ولاية كنتاكي في آذار/مارس 2019. [الجيش الأميركي]
نظام سي-رام يضرب هدفا جويا في فورت كامبلفي ولاية كنتاكي في آذار/مارس 2019. [الجيش الأميركي]

منحت أنظمة سي-رام (المضادة للصواريخ والمدفعية والهاون) لعدد لا يحصى من الجنود الذين انتشروا خلال العقد الماضي والذين سمعوا صافرة إنذار بهجوم وشيك، منحتهم ثوان ثمينة كانت لازمة ليتمكنوا من الاختباء.

وبحسب حلف الناتو، يتكون نظام سي-رام من مجموعة أنظمة لا تتحسس فقط الهجمات القادمة من الجو وتنذر منها، بل تستطيع أيضا تدمير الصواريخ القادمة والمدفعية وقذائف الهاون في الجو قبل سقوطها على الأرض.

وتستخدم الأنظمة من قبل جيوش حول العالم للدفاع عن قواتها وعن الأصول الأساسية والبنى التحتية والمناطق المدنية المأهولة.

القبة الحديدية تسجل معدل نجاح عال

وأشهر أنظمة سي-رام هو نظام القبة الحديدية الإسرائيلي الذي يستخدم لحماية الإسرائيليين والبنية التحتية الإسرائيلية، وسجل معدل نجاح بنسبة 96 في المائة في اعتراض الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة خلال آخر المعارك بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حسبما نقلت وكالة رويترز.

ويقوم نظام القبة الحديدية، الذي طورته شركة آر تي إكس (راثيون سابقا)، وهي متعاقدة مع وزارة الدفاع الأميركية، وشركة الدفاع الإسرائيلي رافاييل أدفنسد ديفنس سيستمز، بتقييم واعتراض مجموعة من التهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ والمدفعية وقذائف هاون، بحسب ما ذكرته آر تي إكس.

وقالت الشركة إن النظام يعمل ليلا أو نهارا وفي كل الظروف المناخية، بما في ذلك عندما تكون الغيوم منخفضة وفي الأمطار والعواصف الترابية والضباب.

وهو مصمم لإطلاق مجموعة من الصواريخ الاعتراضية، ويستطيع صاروخ تامير التابع له القضاء على التهديدات القادمة من على مسافة تتراوح بين 4 و70 كيلومترا.

وبحسب شركة رافاييل، يستطيع النظام التعامل مع عدة تهديدات في آن واحد.

قدرات ʼالتحسس والإنذارʻ في نظام سي-رام

وتم تطوير نسخة الجيش الأميركي من نظام سي-رام في البداية خلال عملية حرية العراق/الحرية الدائمة في مطلع العقد الأول من القرن 21، بحسب تحالف دعم الدفاع الصاروخي.

وأورد موقع GlobalSecurity.org أنه تم تطويره ردا على عدد القتلى الكبير في صفوف الجنود في العراق بسبب الهجمات المنفذة بصواريخ ومدفعية وقذائف هاون.

وقالت الشركة المصنعة نورثروب غرومان إن مكونات نظام سي-رام الأميركي تشمل برنامج نظام القيادة والسيطرة للدفاع الجوي (فاد سي2) الذي "يتحسس ويؤكد وجود التهديد ويوفر إنذارا مبكرا للمنطقة المحددة المعرضة للخطر ويتعقب مسار التهديد ويشتبك مع هذه التهديدات القادمة".

ويشمل نظام سي-رام أيضا أنظمة أسلحة فالانكس الأرضية ورادارا سريعا يتم التحكم به بكمبيوتر ونظام رشاش عيار 20 ميليمترا يقوم بالتقاط تهديدات العدو وتعقبها وتدميرها.

ويضم رادارات مضادة لمدافع الهاون خفيفة الوزن ورادار مكتشف النيران، وهي أنظمة رادار متنقلة تستخدم لتحديد نقطة انطلاق الهجمات الصاروخية والمدفعية والهجمات بقذائف هاون.

ونقل تحالف دعم الدفاع الصاروخي أنه إضافة إلى ذلك، يضم سي-رام نظام ترددات الراديو متعدد المهام كو باند، وهو نظام 360 درجة يتحسس المسيرات والصواريخ والمدفعية قذائف هاون القادمة، إضافة إلى محطة عمل للدفاع الجوي والصاروخي وأداة وعي ظرفي في ساحة المعركة، إلى جانب مكونات أخرى تساهم في اتصالات وقدرة النظام على الاعتراض.

وأشار التحالف إلى أنه في العراق وأفغانستان حيث تم نشر وتشغيل سي-رام، قامت قدرات "التحسس والإنذار" في النظام برصد أكثر من 2500 هجوم صاروخي ومدفعي ضد قواعد التشغيل الأمامية المزودة بنظام سي-رام.

وتم شراء النظام من قبل أستراليا والمملكة المتحدة.

نسخ أخرى

وتستخدم هولندا نظام غول كيبر (Goalkeeper)، وهو نظام أسلحة قتال قريب يوفر دفاعا قصير المدى للسفن ضد الصواريخ والطائرات والسفن السطحية ذات القدرة العالية على المناورة، حسبما ذكر موقع سي فورسز اونلاين.

ويعمل النظام بصورة مستقلة، وفور تنشيطه، يصبح قادرا على مراقبة ورصد وتدمير التهديدات تلقائيا مع تحديد الهدف الأساسي التالي.

وتم إطلاق غول كيبر في عام 1979، ويستخدم مدفع غاتلينغ بـ 7 سبطانات، جي إي يو-8/إي أفنجر عيار 30 ميليمترا.

وبحسب موقع أرمي تكنولوجي، فمن النسخ الأخرى لنظام سي-رام، نظام حماية المنطقة القريبة مانتيس، وهو نظام حماية دفاع جوي قصير المدى إلى حد كبير تم تطويره بهدف حماية القواعد العسكرية الألمانية في أفغانستان.

ويتكون نظام المدفعية المضاد للطيران، وهو ليس متحركا، من 6 رشاشات عيار 35 ميليمترا تستند إلى أبراج أرضية وجهازي استشعار ونظام تحكم، حسبما ذكر موقع مزها (Mezha).

ويتمتع النظام بأتمتة كاملة، ما يسمح للرشاشات بإطلاق النار على الفور عندما تتعقب أجهزة الاستشعار التهديدات القادمة. وتستطيع الرشاشات إطلاق ألف طلقة في الدقيقة، حسبما ذكره موقع أرمي تكنولوجي.

وحصلت القوات الجوية الألمانية في عام 2010 على أول وحدة نظام حماية للمنطقة القريبة قابلة للتشغيل، وتم نشر هذه الأخيرة عام 2011.

ووفق موقع مزها، يوجد نظام سي-رام آخر صمم للجيش الإيطالي، وهو نظام بوركيوبين، لكنه لم يتخط أبدا مرحلة النموذج الأولي.

هذا وأعلنت شركة الدفاع الإيطالية أوتو ميلارا في 2014 أن النظام سيشمل مدفع غاتلينغ إم61إي1 الذي يتم التحكم به عن بعد، إلى جانب ذراع معالجة الذخيرة ونظام تتبع مستقر بالأشعة تحت الحمراء الضوئية لتأمين قدرة اشتباك مع الأهداف على مدار الساعة، حسبما نقلته مجموعة أرمي ريكوغنيشن.

وتشمل تهيئة بوركيوبين القياسية 4 وحدات لإطلاق النار ومركز تحكم مركزي ونظام رادار ثلاثي الأبعاد للرقابة وتعقب الأهداف.

كذلك، طورت شركة أوتو ميلارا محطة السلاح دراكو متعددة الأغراض التي تعمل ضد الأهداف الجوية والصاروخية والمدفعية والقذائف والأهداف الأرضية. وذكر موقع مزها أن نظام الدفاع هذا لم يتجاوز أيضا مرحلة النموذج الأولي.

ووفق أوتو ميلار، يتمثل المكون الأساسي في دراكو برشاش عيار 76/62 ميليمترا مع نظام تحميل تلقائي للذخيرة، ويمكن تركيبه على منصات ذات عجلات 8x8 لعمليات الدعم القتالي أو الدفاع عن القوافل.

وبحسب الشركة، يمكن أيضا تركيبه على المركبات المجنزرة أو بالملاجئ للدفاع عن الأهداف الصغيرة.

وتعد أنظمة سي-رام هذه معا أدوات دفاع جوي قصيرة المدى وفعالة من شأنها حماية الأرواح والبنى التحتية والأصول. وتتطور للاستجابة لتهديدات جديدة مثل الطائرات المسيرة، بحسب شركة نورثروب غرومان.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

2023-10-15

جيد جدا

رد