تعمل الولايات المتحدة منذ عقود مع عُمان لحماية مضيق هرمز الواقع بين الخليج العربي وخليج عُمان، والذي يُعد أحد أهم نقاط الاختناق البحرية الاستراتيجية في العالم.
من جانبها، لعبت عُمان وما تزال دورا حاسما في استقرار المنطقة عبر اتخاذ تدابير لمكافحة القرصنة والإتجار بالبشر، والتزامها الدائم بدعم حرية الملاحة في المضيق.
مع أكثر من 200 عام من التاريخ الدبلوماسي والاقتصادي، تتمتع الولايات المتحدة وسلطنة عُمان بواحدة من أقدم العلاقات في المنطقة، إذ يعود تاريخ أول معاهدة وقعت بين البلدين إلى عام 1833.
وفي حين تتعاون الولايات المتحدة وسلطنة عُمان في مجموعة واسعة من القضايا الدولية، فإن التزامهما المتبادل بالدفاع وتأمين مستقبل سلمي ومزدهر للشرق الأوسط يعزز علاقتهما.
ووقعت الدولتان اتفاقية تعاون عسكري أولية في عام 1980، ما جعل عُمان أول دولة خليجية توقع اتفاقا رسميا يسمح للجيش الأميركي باستخدام منشآتها. وتم تجديد الاتفاقية مؤخرا في عام 2010.
وتم تعزيز العلاقة بشكل أكبر عام 2014 مع توقيع اتفاقية الشراء والخدمات المشتركة، والتي تُمكن الولايات المتحدة وسلطنة عمان من تبادل الدعم العسكري اللوجستي.
في عام 2019، وقّع البلدان اتفاقية إطار استراتيجي ساهمت في توسيع نطاق وصول الولايات المتحدة إلى المرافق والموانئ في المواقع الحيوية في صلالة والدقم.
تبيع الولايات المتحدة أيضا إلى عُمان أنظمة أسلحة متقدمة وبنية تحتية أمنية، في مؤشر لإلتزامها الدائم بأمن السلطنة داخل المنطقة.
اعتبارا من عام 2021، حافظت الولايات المتحدة على أكثر من 70 اتفاقية مبيعات عسكرية أجنبية نشطة مع عمان بقيمة 2.7 مليار دولار.
مؤخرا، وافقت وزارة الخارجية الأميركية في تشرين الأول/أكتوبر على بيع عُمان 301 صاروخ تاو 2بي بقيمة 70 مليون دولار، وهي صواريخ بتردد راديوي تُطلق من الأنابيب ويتم توجيهها لاسلكيا وتتبعها بواسطة آلية تسديد بصرية (بي جي إم-71 أف-7-آر أف) .
صاروخ بي جي إم-71 تاو هو صاروخ موجه مضاد للدبابات، يخدم مهام اختراق وتدمير المدرعات والمخابئ والتحصينات وعمليات مواجهة الإنزالات البرمائية.
منذ عام 2015، تلقى أكثر من 927 عنصرا من القوات المسلحة العُمانية تدريبات عسكرية في الولايات المتحدة.
التعاون الأمني البحري
لطالما أظهرت الولايات المتحدة التزامها بسيادة عُمان وسلامة أراضيها وأمنها، وذلك من خلال مواصلة العمليات الأمنية في مضيق هرمز.
وقد تعاونت عُمان والولايات المتحدة معا في إجراءات مكافحة القرصنة والإتجار بالبشر حول المضيق البحري الرئيس.
ويعمل كلاهما كعضوين في القوة البحرية المشتركة، وهي شراكة بحرية متعددة الجنسيات، مكرسة لتعزيز حرية الملاحة والسلامة البحرية والتعاون الدولي ومكافحة الإرهاب والقرصنة.
إلى هذا، تجري القوات الأميركية والقوات العُمانية بشكل منتظم تدريبات مشتركة.
في أيار/مايو 2023، قادت عُمان تمرين خنجر الحد، وهو تمرين استمر خمسة أيام وركز على العمليات البحرية المشتركة بالإضافة إلى التدابير المضادة للألغام والتخلص من الذخائر المتفجرة والحظر البحري.
وشاركت القوات البحرية الأميركية والبريطانية والفرنسية في التدريبات، التي كانت تهدف إلى تعزيز العلاقات وقابلية التشغيل البيني بين القوات العسكرية المشاركة.
وفي وقت سابق من شباط/فبراير 2023، أجرى الجيشان الأميركي والعماني تمرين الحارس الذي لا يقهر، والذي صُمم لتعزيز إمكانية التشغيل البيني وتطوير استجابات متماسكةفي مواجهة التحديات الأمنية المتطورة.
تمرين الحارس الذي لا يقهر هو تمرين مع دول شريكة مختلفة يتكرر إجراؤه كل عام لتقييم جهوزية وقدرات القوات الأميركية والعمانية للاستجابة لحالات الطوارئ الإقليمية.
استخدم تمرين 2023 محاكاة لأزمة أمنية عابرة للحدود الوطنية للتحقق من سلامة التخطيط العماني الأميركي للاستجابة للأزمات، وتعزيز كفاءة أركان الحرب والقدرة على التنفيذ في مجالات المهام الحيوية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان، إن مثل هذه التدريبات "تظهر قيمة العمل معا في بيئات غير مألوفة وقابلية التشغيل البيني التنظيمي، بالإضافة إلى التعامل مع تحديات القيادة والسيطرة المشتركة ودمج الأنظمة وتطوير العمليات وتعزيز العلاقات والثقة".
ومن خلال التعاون العسكري المستمر، تظهر الولايات المتحدة إلتزامها بعلاقتها القوية مع عُمان وبشرق أوسط مستقر.