إن الشراكات الدولية القوية هي حجر الأساس لاستراتيجية الدفاع في سلطنة عمان، الدولة المعروفة بنفوذها في تحقيق الاستقرار في الخليج.
فعلاقات السلطنة في أوروبا والولايات المتحدة سهلت إنشاء نظام دفاع جوي متعدد الطبقات ومكنت التدريبات الثنائية والمتعددة الأطراف مع الحلفاء الدوليين جهوزية البلاد للرد على مجموعة متنوعة من التهديدات الأمنية.
تتضمن البنية التحتية للدفاع الجوي في سلطنة عمان، نظام صواريخ أرض-جو النرويجي المتطور (ناسامز)، الذي تم إنتاجه بشكل مشترك من قبل الشركة المصنعة النرويجية كونغسبرك وشركة أر تي أكس (رايثيون سابقا) المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأميركية، وذلك بحسب ما صرح تحالف الدفاع الصاروخي.
وناسامز، هو نظام دفاع جوي متنقل متوسط المدى قادر على استهداف الطائرات والمروحيات وصواريخ كروز والمركبات الجوية من دون طيار.
ويمكن نشره لحماية الأصول عالية القيمة والمراكز السكانية الجماعية من التهديدات الجوية والارضية، وفقًا لتحالف الدفاع الصاروخي.
وباستطاعة للنظام أيضا التعامل مع 72 هدفا في وقت واحد في الوضعين النشط والسلبي. وباستخدام الصواريخ النشطة، يمكنه اعتراض الأهداف خارج المدى البصري.
إن نظام ناسامز مسلح بثلاث قاذفات، يحمل كل منها ما يصل إلى ستة صواريخ.
ويستطيع استخدام رادارات إنذار وتتبع متعددة التي تتم مشاركتها عبر شبكات لينك 16 المتكاملة مع مجموعة متنوعة من صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية.
وبإمكان سلطنة عمان أيضًا استخدام نظام أفينجير الأميركي الصنع عالي الحركة، والذي يطلق عليه تحالف الدفاع الصاروخي "سلاح دفاع جوي قصير المدى قابل للإطلاق أثناء الحركة، آلي بالكامل، قادر على العمل ليلا ونهارا".
وإلى جانب ناسامز وأفينجير، يستخدم الجيش العماني نظام الدفاع الجوي الإسباني إيردف، والذي يحتوي على عدة مراكز للقيادة والسيطرة إلى جانب الرادار لتحديد الطائرات الصديقة والعدوة، بحسب ما أفادت الشركة الإسبانية المصنعة ايندرا في بيان عام 2019.
وأكد البيان أن هذا النظام يدمج بيانات استخباراتية، فضلا عن بيانات من مصادر أخرى من أجل توفير رؤية متكاملة للوضع الجوي. وتتضمن واجهته الثورية أدوات عرض البيانات التي تسهل وظائف كل مُشغل
تقديم الدعم للشراكات
تتمتع سلطنة عُمان، التي تحافظ على علاقات دفاعية وثيقة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بموقع استراتيجي في شبه الجزيرة العربية الشرقية، وتسيطر على الضفة الغربية لمضيق هرمز.
ويُعد المضيق نقطة تفتيش بحرية رئيسية تمر عبرها 30 في المائة من شحنات النفط البحرية في العالم.
وكان هذا الممر هدفاً للعدوان الإيراني، بما في ذلك حادثة وقعت في تموز/يوليو، حاولت فيها البحرية الإيرانية الاستيلاء على سفينتين تجاريتين في مضيق هرمز وخليج عمان، حتى أنها فتحت النار على إحدى السفينتين.
في السنوات الأخيرة، شاركت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في تدريبات عسكرية مشتركة مع سلطنة عمان للاستعداد لمواجهة التهديدات الأمنية، مستفيدة من التضاريس الوعرة والمعقدة فيها.
وفي عام 2018، كان تمرين السيف السريع 3، وهو تدريب عسكري مشترك بين المملكة المتحدة وعمان، بمثابة أكبر تدريب مشترك من نوعه منذ 15 عاما، إذ شارك فيه 5500 من العسكريين النظاميين والاحتياطيين في المملكة المتحدة إلى جانب أكثر من 60 ألف جندي عماني، وفقا لبيان صادر عن الجيش البريطاني في ذلك الوقت.
إلى ذلك، واصلت المملكة المتحدة التدريبات العسكرية المشتركة السنوية في السلطنة، وكان آخرها في آذار/مارس 2023 من خلال تمرين خنجر سلطنة عمان، بحسب ما أكدت وزارة الدفاع البريطانية.
في عام 2019، بدأت سلطنة عمان والهند، وهي شريك أمني رئيس آخر للسلطنة، في إجراء مناورة قتالية جوية مشتركة تُعرف باسم الجسر الشرقي في قاعدة مصيرة الجوية في البلاد.
وقال ضابط في القوات الجوية الهندية لصحيفة تايمز أوف إنديا، إن القوات الجوية العمانية والهندية سعت إلى تعزيز إمكانية التشغيل البيني من خلال التمرين الذي أتاح "فرصة للتعلم عبر أفضل الممارسات لكل منهما".
واعتبر الضابط أنه "إلى جانب تعزيز العلاقات الثنائية، فإنه سيوفر أيضا فرصة جيدة للمحاربين الجويين للعمل في بيئة دولية".
هذا وعقد البلدان آخر تكرار وهو السادس لمناورة الجسر الشرقي في شباط/فبراير 2022 في مستودع القوات الجوية جودبور بالقرب من راجاستان، الهند.
عامل الاستقرار
باعتبارها شريكا أمنيا مهما للغرب، تدعم سلطنة عمان الولايات المتحدة من خلال الوصول وتثبيت القواعد والتحليق التي تسهل جهود التحالف الدفاعية في المنطقة، وفقا للقيادة المركزية الأميركية.
ونوهت مساعدة وزير الدفاع الأميركي سيليست والاندر أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي في آذار/مارس بموقعها الاستراتيجي في مضيق هرمز، واعتبرت "سلطنة عمان قيّمة بالنسبة لعمليات وزارة الدفاع الأميركية وخططها".
ورأت والاندر أن "سلطنة عُمان هي بمثابة نقطة طريق حاسمة لعمليات القيادة المركزية الأميركية في (منطقة مسؤوليتها)، وهي صوت ثابت للدبلوماسية والاعتدال في الشؤون الإقليمية".
وبعد حصولها على لقب "سويسرا الجزيرة العربية" بفضل جهودها الدبلوماسية، ينظر اللاعبون الإقليميون والعالميون إلى سلطنة عُمان على أنها قوة استقرار حقيقية وسط الصراعات الأمنية المتزايدة، بحسب معهد واشنطن.
وتدعم شراكات سلطنة عمان الأمنية، إلى جانب البنية التحتية القوية للدفاع الجوي، هدف البلاد المتمثل في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وصرّحت وزارة الخارجية الأميركية، بأن "شراكة سلطنة عمان مع الولايات المتحدة الطويلة الأمد تعتبر أمرا بالغ الأهمية لأهدافنا المشتركة، بالإضافة إلى زيادة التنوع الاقتصادي وفرص التنمية وتعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب".
تمام
رد