تطورت طائرة سلاح الجو الأميركي أيه-10 ثاندربولت 2 إلى طائرة مناسبة بصورة ممتازة للاستخدام في مفهوم التوظيف القتالي الرشيق بسلاح الجو.
ويركز هذا المفهوم، الذي تم تقديمه كعقيدة لسلاح الجو الأميركي في عام 2022، على نشر وتوزيع القوة والعمليات من القواعد الكبيرة المركزية إلى مواقع أصغر وموزعة، ما يوفر للسلاح قدرة أكبر على الحركة وقدرة على الاستجابة بسرعة لمجموعة واسعة من التهديدات.
ووفق سلاح الجو الأميركي، فإن التوزيع المادي يعقد على نحو إضافي قدرات الخصوم على استهداف القوة الجوية لسلاح الجو الأميركي والقوات المتحالفة، ما يمكن التوظيف القتالي الرشيق من "زيادة معدل القدرة على البقاء والنجاة وفي الوقت نفسه توليد القوة القتالية".
ويتمحور مفهوم التوظيف القتالي الرشيق حول العمليات البرية المتعددة صغيرة النطاق في منطقة ساحة عمليات متقدمة مدعومة بالعديد من المقاتلات وطائرات الهجوم البري.
وهو يتكون من خمسة عناصر جوهرية: القيادة والتحكم والوضع والاستعداد والحركة والمناورة والحماية والدعم.
وتدعم الطائرة إيه-10 على نحو خاص مفهوم التوظيف القتالي الرشيق في دور وحدة التحكم المتقدمة المحمولة جوا في البيئات المتنازع عليها، ما يمكن القوات البرية أو وحدات التحكم الجوية الأخرى من التموضع خارج قدرات التهديدات التابعة للخصوم.
قوة جوية مرنة
تعد الطائرة إيه-10، وهي طائرة هجومية ذات محركين ومقعد واحد ولا تتجاوز سرعتها سرعة الصوت، أول طائرة تابعة لسلاح الجو الأميركي تصمم خصيصا لتوفير الإسناد الجوي القريب للقوات البرية.
وهي تستطيع تنفيذ الهجوم البري والبحري الخفيف على حد سواء، كما أنها مجهزة لحمل مجموعة واسعة من الصواريخ الموجهة الدقيقة وغير الموجهة.
كما أن قدرتها على القيام بالعمليات على ارتفاعات تقل عن 1000 قدم (305 أمتار) والتحليق بالقرب من مناطق المعارك لفترات طويلة، إضافة إلى نصف قطرها القتالي الواسع، تجعل هذه الطائرة مناسبة للقيام بدور وحدة التحكم المتقدمة المحمولة جوا.
وهيكل الطائرة متين ومصمم لغرض المتانة. يحمي أكثر من 1000 رطل (454 كلغ) من دروع التيتانيوم الطيار ونظام التحكم في الطيران. يمكن لهذه الطائرة استيعاب الضرر والاستمرار في الطيران بخلايا الوقود ذاتية الإغلاق والأنظمة الاحتياطية في حالة حدوث هجوم شديد.
ومع قدرتها على الإقلاع والهبوط على مهابط طيران قصيرة نسبيا، فإن هذه الطائرة بارعة في الدخول والخروج من المواقع القريبة من الخطوط الأمامية، ما يقلل أوقات الاستجابة ويرفع من كفاءتها في توفير الإسناد الجوي القريب للقوات البرية.
ويضيف تصميم الصيانة البسيط لمتانة الطائرة وقدرتها على العمل من مهابط الطائرات القريبة من الخطوط الأمامية.
ومع توافر 11 نقطة صلبة على الأقل، تستطيع هذه الطائرة، التي تلقب بـ "الخنزير"، حمل ما يصل إلى 16 ألف رطل من الذخائر المختلطة (7260 كجم).
ونطاق الذخائر في الطائرة إيه-10 يشمل سلسلة قنابل السقوط الحر غير الموجهة إم كيه-84 وصواريخ الإسناد الجوي القريب إيه جي إم-65 مافريك وصواريخ جو-جو الحرارية إيه آي إم-9 سايدويندر وأيضا مقذوفات ومشاعل إضاءة.
ويجعل هذا التنوع هذه الطائرة مناسبة تماما لمفهوم التوظيف القتالي الشيق وتأكيده على تزويد الطائرات بمجموعة واسعة من الصواريخ والقذائف والقنابل، فضلا عن تمكين الحلفاء والشركاء من تقديم خدمات مشتركة للطائرات وحمولاتها.
وكل هذا يجعل هذه الطائرة المتينة مثالا دائما للمرونة، كما أنها مناسبة تماما لتعزيز تنفيذ سلاح الجو الأميركي لمفهوم التوظيف القتالي الرشيق، ما يؤكد على نحو إضافي تقاليد الهيمنة الجوية المستمرة منذ عقود في السلاح.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد