طائرة كويوت هي مسيرة صغيرة قابلة للتغيير طورتها شركة آر تي إكس (ريثيون سابقا)، وتتمتع بالقدرة على التحليق فوق البيئات التي لا تستطيع الطائرات المأهولة الوصول إليها.
وهذه المسيرة قادرة على تنفيذ مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وأيضا المشاركة في الحرب الإلكترونية وتنفيذ الضربات وحرب مكافحة الأنظمة الجوية غير المأهولة وأمن الحدود والأبحاث وتقييم الكوارث ومساعدة الاستهداف.
ويمكن لهذه المسيرات، التي يبلغ وزنها 13 رطلا (5.9 كجم) وطولها 26 بوصة (66 سم) وطول جناحها 58 بوصة (147 سم)، أن تحلق وهي مرتبطة معا على شكل أسراب، أو أن يتم نشرها كطائرات فردية، وتستطيع العمل لأكثر من ساعة ولمسافة تصل إلى 50 ميلا (80.5 كم) من الطائرة المضيفة.
ويتم إطلاق هذه المسيرة من خلال أنبوب، ويمكن نشرها من الأرض أو الجو أو السفن البحرية، وهي مصممة لحمل شحنات متفجرة متبادلة تصل زنتها إلى 4 أرطال (1.8 كجم).
ويمكن أن تصل إلى سرعة 70 عقدة (129 كم/ساعة)، ولها سرعة طيران مستقر تصل إلى 55 عقدة (102 كم/ساعة)، وتستطيع العمل على ارتفاعات تصل إلى 30 ألف قدم (9 كم).
وكانت الشركة المصنعة، وهي آدفانسد سيراميك ريسيرش التي يقع مقرها في مدينة توسون بولاية أريزونا، أول من طور هذه المسيرة في العام 2004 بموجب عقد من المكتب الأميركي للأبحاث البحرية.
وبعد شراء تلك الشركة وإعادة بيعها لاحقا من قبل شركة التكنولوجيا بي إيه سيستمز، استحوذت شركة آر تي إكس على هذه الشركة ودمجتها في فرعها الخاص بتصنيع أنظمة الصواريخ.
وفي عام 2007، نفذت المسيرة أول رحلة طيران انطلاقا من طائرة دفع توربيني من طراز بيتش كرافت سي-12 هورون.
وبعد ثلاث سنوات، وتحديدا في عام 2010، أجرت المسيرة تجربة طيران انطلاقا من طائرة تتبع الأعاصير من طراز دبليو بي-3دي أوريون لتقييم فائدتها في تتبع الأعاصير.
وفي عام 2017، نشرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي للمرة الأولى المسيرة كويوت لتتبع ونمذجة شدة إعصار إدوارد.
وقامت هذه المسيرة، بعد نشرها من طائرة طراز أوريون تابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، بجمع بيانات الأرصاد الجوية عن الإعصار ونقل تلك البيانات إلى الباحثين في الزمن الحقيقي.
وفي عام 2017، نشرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أيضا هذه المسيرة لمراقبة ونمذجة الإعصار ماريا.
وخلال تجربة الطيران، واجهت المسيرات من طراز كويوت رياحا تزيد سرعتها عن 100 ميل في الساعة (160.9 كم/ساعة)، وقامت بنقل بيانات العواصف إلى المركز الوطني الأميركي للأعاصير.
في ساحة المعارك
هذا ويدرس الجيش الأميركي استخدام هذه المسيرة كحل على المدى القريب لمواجهة النظم الجوية غير المأهولة (المسيرات) .
وهذه المسيرة مزودة بأجهزة استشعار كهروضوئية وأجهزة استشعار تعمل بالأشعة دون الحمراء قادرة على جمع فيديو وصور مراقبة.
ويمكن أيضا أن تحمل رأس متفجر تقارب، وهو فتيل ينفجر بصورة أوتوماتيكية حين يصل إلى مسافة معينة من هدفه، قادر على تدمير مسيرة العدو.
وحين تستخدم أداة البحث عن التردد الراداري بها، تستطيع المسيرة كويوت تحديد الأنظمة الجوية غير المأهولة وتدميرها، ويمكنها أيضا اعتراض وتدمير مسيرات العدو من خلال عمليات الارتطام أو التفجيرات المستهدفة.
وفي تموز/يوليو، أعلنت شركة آر تي إكس أن المسيرة كويوت بلوك 3، وهي نسخة أخرى من المسيرة كويوت الأصلية تستخدم رأسا متفجرا غير حركي لإسقاط مسيرات العدو، تمكنت من القضاء على سرب معاد مكون من 10 مسيرات في اختبار أجراه مكتب النيران غير المباشرة والقدرات السريعة التابع للجيش الأميركي.
وقالت شركة آر تي إكس إن الاختبارات، التي أجريت في كانون الأول/ديسمبر 2020، "حققت العديد من الإنجازات المهمة، بما في ذلك تحقيق الهزيمة غير الحركية جو-جو والقدرة على البقاء والاستعادة والتجديد وإعادة الاستخدام خلال نفس الاختبار، فضلا عن الإطلاق الناجح للنسخة بلوك 3 من النسخة كويوت بلوك 2 [التي تم نشرها بالفعل من قبل الجيش]، إلى جانب الاشتباكات واسعة النطاق والاتصالات والمسار الراداري KuRFS [نظام الترددات الرادارية Ku-band]".
واجتذبت هذه المسيرة اهتمام حلفاء الولايات المتحدة الذي يبحثون عن حلول لمكافحة الأنظمة الجوية غير المأهولة.
ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على بيع نظام الهزيمة المتكامل لنظام المسيرات المنخفضة والبطيئة والصغيرة (FS-LIDS) بقيمة مليار دولار أميركي، بما في ذلك 200 مسيرة اعتراضية من طراز كويوت بلوك 2 ومنصات إطلاق المسيرة كويوت ونظام الحرب الإلكترونية المضاد للمسيرات ورادارات متعددة المهام بزاوية 360 درجة KuRFS وغيرها من تقنيات الدفاع والدعم للمسيرات.
وقالت الوكالة الأميركية للتعاون الأمني الدفاعي في بيان إن "البيع المقترح سيحسن قدرة قطر على مواجهة التهديدات الراهنة والمستقبلية عبر توفير قدرات الهزيمة الإلكترونية والحركية ضد [الأنظمة الجوية غير المأهولة]".