إن الدفاعات الجوية المتكاملة للمملكة الأردنية ودور المملكة في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتعزيز التعاون الإقليمي، يجعلان منها حليفا أمنيا رئيسا في منطقة الشرق الأوسط.
فالدفاع الجوي والصاروخي المتكامل وجهود التطوير لمواجهة الأنظمة الجوية غير المأهولة، يمكّنا المملكة من أن تخدم كمثال للحلفاء في المنطقة.
وكان سلاح الجو الأميركي قد أسند في تشرين الأول/أكتوبر 2012 لشركة لوكهيد مارتين عقدا لإمداد الجيش الأردني بنظام أومنيكس سي4آي (OMNYX C4I)، ما يؤدي إلى زيادة سرعة الإبلاغ في الزمن الحقيقي تقريبا عن المجال الجوي الأردني وتسهيل قابلية التشغيل البيني بين الأفرع العسكرية في المملكة.
وقالت شركة لوكهيد مارتين في بيان إن "نظام أومنيكس، الذي يدمج اتصالات المجسات والصوت والبيانات، قادر على جمع المعلومات من الرادارات ووصلات البيانات الأخرى لتوفير قابلية التشغيل البيني عبر سلاح الجو الملكي الأردني بالكامل وغيره من مكونات القوات المسلحة بالمملكة".
وأضافت أن "النظام سيساعد في رصد الحركة الجوية القادمة وتزويد الأجهزة بالقدرات المطلوبة لأداء مهام إدارة المجال الجوي والسيادة الجوية والدفاع الجوي".
من جانبه، قال مدير وحدة سي 4 سيستمز بإدارة أعمال أنظمة ومجسات المهام بشركة لوكهيد مارتين، جون نيكولاي، إن "نظام أومنيكس يخدم كالعمود الفقري لتدفق المعلومات بين مراكز القيادة، ما يمكن العسكريين الأردنيين من تتبع الطائرات وتحديد هويتها وتقييم التهديدات وبدء الاشتباكات الجوية أو مراقبتها".
وأضاف أن "النظام سيوفر وعيا ظرفيا معززا للمجال الجوي الأردني في جميع الأوقات".
هذا ويكمل هذا النظام أنظمة ميم-23 هوك (MIM-23 HAWK) بالمملكة والتي تستخدم في الدفاع الجوي متوسط وطويل المدى.
وكان قد تم تبني نظام هوك، الذي طورته شركة ريثيون (التي أصبح اسمها الآن آر تي إكس)، في عام 1960، وقد خضع منذ ذلك الحين للعديد من برامج التحديث.
مواجهة المسيرات
الى هذا، فتح الأردن في تشرين الأول/أكتوبر 2022 الموقع الأول من نوعه في الشرق الأوسط لاختبار الأنظمة الجوية غير المأهولة ومواجهة الأنظمة الجوية غير المأهولة وأنظمة الحرب الإلكترونية، حسبما أوردت مجلة جينز نقلا عن القوات المسلحة الأردنية.
وتملك المنشأة التي طورتها شركة أردنية تسمى ديب إلمنت (Deep Element) بالتعاون مع المركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB)، نظام لإدارة الحركة الجوية.
وكجزء من عملية الافتتاح، نقلت مسيرة إقلاع وهبوط رأسي أردنية إمدادات طبية من موقع الاختبار إلى موقع مستهدف.
وقد صمم موقع الاختبار بحيث يوفر "مختبرا حيا" لتطوير عمليات التشغيل والتدريب والتحقق من صحة الأنظمة الجوية غير المأهولة ومواجهة الأنظمة الجوية غير المأهولة.
وسيختبر الموقع أيضا ويدعم أبحاث تكنولوجيات الحرب الإلكترونية لمواجهة المسيرات المعادية.
وقال مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للتخطيط والتنظيم والموارد الدفاعية العميد الركن يوسف الخطيب، إن "افتتاح موقع اختبار الأنظمة الجوية غير المأهولة ومواجهة الأنظمة الجوية غير المأهولة والحرب الإلكترونية يمثل مناسبة بالغة الأهمية للمملكة، ما يبين التطوير المتواصل لقدراتنا الوطنية عبر المستويات كافة".
وسيوفر موقع الاختبار الجديد كذلك المزيد من القيمة المضافة لشركاء الأردن، إذ سيساعد في تطوير استراتيجيات الحد من المخاطر وإعداد الإعفاءات التنظيمية لقواعد الطيران وترخيص المجال الجوي.
وسيساعد أيضا في توفير البنية التحتية للطيران والحصول على شهادات صلاحية الطيران الخاصة في الفئة التجريبية، بحسب الجيش الأردني.
قابلية التشغيل البيني مع الشركاء
مستفيدة من دفعة الابتكار الأخيرة التي أطلقتها، شاركت المملكة الأردنية في مناورات لإظهار المزيد من قابلية التشغيل البيني مع الشركاء الدوليين.
وفي هذا الإطار، توجه سرب من مقاتلات تايفون تابع لسلاح الجو الملكي البريطاني في نيسان/أبريل إلى الأردن للمشاركة في مناورة Agile Oryx، وهي مناورة دفاع جوي مشتركة.
وقد نشر السرب مع مجموعة صغيرة من المتخصصين في الحركة والمهندسين والطيارين بدعم من طائرات سي-130 هيركليز.
وأثناء المناورة، أجرت المقاتلات من طراز تايفون عمليات اندماج مع طائرات من طرز مختلفة إلى جانب مقاتلات طراز إف-16 تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني.
واستضاف الأردن خلية فرنسية متخصصة في مواجهة الأنظمة الجوية غير المأهولة تتألف من مشغلين من أسراب دفاع سطحي-جوي مختلفة.
وهذه الخلية من الاختصاصيين مدربة لاعتراض وتحييد جميع أنواع المسيرات التي من شأنها أن تدخل أي منطقة محظورة.