أنظمة الأسلحة

مركز الرمال الحمراء يجلب الابتكار والتعاون إلى تكنولوجيا مكافحة المسيرات

2023-08-31

سيقوم مركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة بتعزيز التعاون والعلاقات الأمنية طويلة الأمد مع تعزيز الردع الإقليمي والقدرة الدفاعية في المنطقة.

شارك هذا المقال

بطارية نظام صواريخ أرض-جو طراز باتريوت متمركزة في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالسعودية حيث كانت القيادة المركزية الأميركية في البداية تعتزم إقامة مركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة. [وزارة الخارجية الأميركية]
بطارية نظام صواريخ أرض-جو طراز باتريوت متمركزة في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالسعودية حيث كانت القيادة المركزية الأميركية في البداية تعتزم إقامة مركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة. [وزارة الخارجية الأميركية]

تقوم منشأة تدريب جديدة في الرياض بالسعودية بتعزيز التعاون الإقليمي على صعيد أساليب مكافحة المسيرات.

وفي عملية تدريب هي الأولى من نوعها، أجرت الولايات المتحدة والسعودية مناورة مشتركة ضد المسيرات في آذار/مارس في مركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة بالرياض، حسبما صرح قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي في ذلك الوقت.

وقد وصف الجيش الأميركي مركز التجارب العسكرية الجديد بأنه مقاربة مبتكرة للتدريب والجهوزية بين واشنطن وشركائها في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول مطّلع على المناورة لقناة العربية إن المناورة التي أجريت في آذار/مارس ركزت على مواجهة نظم المسيرات الصغيرة.

أحدث مسيرات إيران المصنعة محليا مهاجر-10، أثناء عرضها في معرض إنجازات قطاع الدفاع الإيراني يوم 23 آب/أغسطس في طهران. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]
أحدث مسيرات إيران المصنعة محليا مهاجر-10، أثناء عرضها في معرض إنجازات قطاع الدفاع الإيراني يوم 23 آب/أغسطس في طهران. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتضمنت المناورات تدريبات بالذخيرة الحية ودرس المشاركون التهديدات المعقدة وحددوا نقاط الضعف في المجالات الأخرى لمواجهة عمليات المسيرات، حسبما قال كوريلا للجنة.

مكافحة تهديدات المسيرات

ويتسبب انتشار تكنولوجيا المسيرات بتغيير ديناميكيات القوة بصورة كبيرة في الشرق الأوسط، ما يؤدي إلى تكيف الاستراتيجيات العسكرية القديمة القائمة منذ عقود على هذا الأساس.

ووفق معهد الشرق الأوسط، تلعب المسيرات المسلحة دورا يظهر على نحو متزايد في الصراعات حول العالم ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتعد إيران من كبار منتجي المسيرات ومصدّريها. وترسل معدات المسيرات والتدريب الخاص بها لشبكة متوسعة من الوكلاء والشبكات الشريكة في العراق وسوريا واليمن.

وقد ربطت الهجمات التي نفذت في أيلول/سبتمبر 2019 باستخدام مسيرات وصواريخ ضد منشأتي أبقيق وخريص النفطيتين بالسعودية والتي تبناها الحوثيون في اليمن، بإيران من خلال الحطام الذي عثر عليه في الموقع.

وأظهرت هذه الهجمات للرياض الحاجة الفورية لتطوير قدرات مسيرات وقدرات لمواجهتها. ويتعاون الجيش الأميركي وجيوش مجلس دول التعاون الخليجي من أجل مواجهة التهديد المتنامي بسرعة والمتمثل بالمسيرات المسلحة والذي يقوض الأمن في منطقة الخليج.

وذكر كوريلا للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي في آذار/مارس أن "النظام الإيراني لديه الآن أضخم قوة مسيرات وأكثرها قدرة في المنطقة".

وتابع "يقوم ببناء مسيرات أكبر يمكنها التحليق لمسافات أطول مع حمولة متفجرة فتاكة إلى حد أكبر".

وفي 22 آب/أغسطس، كشفت إيران عن أحدث مسيراتها المصنعة محليا وهي المسيرة مهاجر-10 التي تشمل قدرات أسلحة معززة ويمكنها التحليق على ارتفاع أعلى ولفترة أطول مقارنة بسابقاتها.

وتعتبر المسيرة الجديدة نسخة محدثة من المسيرة مهاجر-6 التي اتهمت إيران ببيعها لروسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.

ولدى الولايات المتحدة والسعودية علاقة أمنية طويل الأمد، كما أن السعودية تشكل أضخم عميل مبيعات عسكرية أجنبي بالنسبة للولايات المتحدة، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الأميركية.

وبحسب ورقة حقائق صدرت عن وزارة الخارجية الأميركية في أيار/مايو 2022، فإن الدولتين "لهما مصلحة مشتركة في الحفاظ على استقرار منطقة الخليج وأمنها ورخائها".

وفي هذا السياق، قالت ميليسا هورفاث وهي باحثة بارزة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط لقناة العربية إن المناورة التي أجريت في مركز الرمال الحمراء تظهر التزام الولايات المتحدة المتواصل إزاء السعودية بطريقة تتجاوز المساعدة الأمنية التقليدية مثل المبيعات العسكرية الأجنبية.

وأضافت أن مناورات مركز الرمال الحمراء تعكس قيمة الشراكة مع الولايات المتحدة وتفوق التكنولوجيا الأميركية في مواجهة تهديدات المسيرات.

وتابعت "ينبغي على الولايات المتحدة أن تتطلع للبقاء كالشريك المفضل في المنطقة".

أرض تجارب للتكنولوجيا الجديدة

ووفق تقرير صدر عن محطة إن بي سي نيوز في أيلول/سبتمبر الماضي ويوضح الخطط الموضوعة لمركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة، فإن المركز الذي تشغله القيادة المركزية الأميركية سيختبر تكنولوجيات جديدة لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تشكلها المسيرات.

وقال التقرير إن المركز سيطور ويختبر أيضا قدرات الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة.

وفي المستقبل، سيعمل المركز كمختبر ابتكار لمواجهة التهديدات المتزايدة المتمثلة بالصواريخ والمسيرات.

وسيتعاون الشركاء فيه للتدريب على أنظمة مختلفة، بحيث يكون من الممكن بعد ذلك دمج هذه الأخيرة لبناء شبكات دفاعية وهجومية.

وذكر الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الليفتينانت كولونيل ديف إيستبرن لقناة العربية في أيلول/سبتمبر الماضي أن المركز سيعزز التشغيل البيني بين الولايات المتحدة وشركائها من أجل "مواجهة مجموعة واسعة من تهديدات وأنظمة المسيرات".

وأضاف أنه تم تطوير المفهوم الخاص بالمركز في ظل سعي واشنطن لتعزيز الشراكات الاستراتيجية في المنطقة.

وقالت مصادر مطلعة إن مركز التجارب نوقش خلال رحلة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية في آب/أغسطس 2022.

وأوضح إيستبرن أن المركز سيكون "مثالا ساطعا على أن التعاون والابتكار أساسيان لكل من شركائنا والقيادة المركزية الأميركية، وذلك دعما لرؤيتنا المشتركة لشرق أوسط ينعم بالسلم والازدهار".

وكتبت هورفاث في تشرين الأول/أكتوبر الماضي لمعهد الشرق الأوسط أن المركز يعكس تركيز القيادة المركزية الأميركية على التكنولوجيا الناشئة والشراكات وأنه سيكون "عنصرا رئيسيا... في مقاربة كوريلا الاستراتيجية ثلاثية المحاور التي تعطي الأولوية لـ ʼالأفراد والشراكات والابتكارʻ".

وأوضحت أن "المشاريع التعاونية طويلة الأمد مثل مركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة تعزز العلاقات وتواجه تأثير القوى الكبرى وتساعد شركاءنا على تحديث ودمج أنظمتهم لمواجهة أكثر التهديدات الإقليمية خطورة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *