اختبار التقنيات الناشئة في مواجهة تهديدات إقليمية واقعية
أصبحت تمارين الرمال الحمراء التي يجريها الجيش الأميركي ميدانا محوريا لمواجهة تصاعد تهديد المسيرات والصواريخ والجماعات الوكيلة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وتتيح هذه التمارين للقوات الأميركية والسعودية تقييم منظومات متطورة صممت للتصدي للمسيرات والأساليب غير المتكافئة التي غالبا ما تستخدمها تنظيمات مدعومة من إيران مثل جماعة الحوثي.
وتجمع هذه السلسلة بين التقنيات الجديدة والبيئات الواقعية، ما يضمن بقاء القوات الأميركية والقوات الشريكة في جاهزية دائمة لمواجهة تهديدات المسيرات منخفضة الكلفة والتي تشهد تطورا متسارعا.
ووفقا للقيادة المركزية الأميركية، يدعم نموذج التجارب المتمثل بالرمال الحمراء الاختبار السريع للقدرات المتقدمة ويساعد في تحسين التكتيكات والأساليب والإجراءات المتبعة.
وأشار مسؤولو القيادة المركزية الأميركية إلى أن التمارين تضمنت عروضا لقدرات مواجهة المسيرات في مواقع ثابتة إضافة إلى الأنظمة المتنقلة المتكاملة المضادة للمسيرات المنخفضة والصغيرة والبطيئة.
وصممت هذه الأنظمة لرصد المسيرات المعادية وتعقبها وتحديدها وتصفيتها ضمن مجموعة واسعة من أنماط المهام. ويعتمد كلا النوعين من الأنظمة على عائلات تقنية متشابهة.
وتوفر أنظمة المواقع الثابتة حماية طويلة الأمد ودائمة لمنشآت مثل المطارات والقواعد العسكرية والبنى التحتية الحيوية.
وتعمل عادة كأطر دفاعية مستدامة تحيط بالمواقع ذات القيمة العالية.
أما الأنظمة المتنقلة، فتدعم المهام التكتيكية التي تتطلب حركة سريعة ونشرا مرنا بما في ذلك عمليات تأمين المواكب وحماية ساحات القتال وتوفير أمن الفعاليات المؤقتة.
ويسمح تصميمها القابل للنقل بإعادة تموضعها بسرعة استجابة لتغير طبيعة التهديدات.
وتشمل التقنيات الأساسية المستخدمة أجهزة استشعار تعمل بالذكاء الاصطناعي وأدوات كشف الترددات الراديوية وأنظمة رادار متعددة النطاقات وأنظمة تصوير كهروضوئي بالأشعة تحت الحمراء لتحديد وتأكيد التهديدات الجوية.
الأراضي الصحراوية السعودية بيئة مثالية للاختبار
وتشكل السعودية الموقع الأساسي لتمارين الرمال الحمراء، إذ توفر مناطقها القاحلة والنائية مساحات واسعة للاختبار بعيدا عن التجمعات السكانية الكثيفة.
وأفادت القيادة المركزية الأميركية بأن هذه الأراضي الصحراوية تعكس إلى حد كبير البيئات التي غالبا ما تعمل فيها القوات الأميركية والقوات الشريكة في الشرق الأوسط.
وتسمح المساحات المفتوحة بإجراء اختبارات بعيدة المدى لتقنيات الرادار والأسلحة الموجهة بالطاقة وحلول مواجهة المسيرات التي تتطلب نطاقات أمان واسعة.
هذا وتجري بعض أنشطة الرمال الحمراء أيضا قرب منشآت ذي قيمة عالية مثل مراكز الدفاع الجوي والبنى التحتية النفطية والمناطق الساحلية التي تدعم الأمن البحري بالبحر الأحمر.
وتساعد هذه المواقع المشاركين على تقييم أداء أنظمة مواجهة المسيرات في محيط المضائق الاستراتيجية حيث تعد حماية البنى التحتية الحيوية أمرا بالغ الأهمية.
وأشارت منصة أرمي ريكوغنيشن إلى أن الدورات الأخيرة من التمرين شملت ما يصل إلى 20 نظاما تم اختباره، ما يسلط الضوء على توسع نطاق البرنامج وتنامي التركيز على قابلية التشغيل البيني.
وتستمر هذه التمارين بتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية مع توفير ميدان قابل للتكيف لتقييم التهديدات الناشئة وتحسين تقنيات مواجهة المسيرات المصممة لمتطلبات الصراعات الحديثة.
![نفذت القوات الأميركية والسعودية تمرين الرمال الحمراء 4 في ميدان شمال 2 شمالي السعودية بين 7 و18 أيلول/سبتمبر 2025. وشكّل هذا التمرين محطة بارزة في مسار الابتكار المشترك في مجال مواجهة المسيرات وتطوير أساليب الدفاع المتكامل المطورة منذ عام 2023. [الجيش الأميركي]](/ssc/images/2025/12/08/52950-_13i__red_sands_1-600_384.webp)