التحالفات

قوات الدفاع الجوي الملكي تحمي السعودية من تهديدات الصواريخ والطائرات المسيرة

2023-09-20

تعتمد قوات الدفاع الجوي السعودية ذات الموارد الجيدة على البنية التحتية الدفاعية والشراكات الرئيسة لحماية أراضيها من المخاطر الأمنية الإقليمية والتي يأتي العديد منها من إيران.

شارك هذا المقال

بطارية صواريخ باتريوت بالقرب من قاعدة الأمير سلطان الجوية في الخرج في 20 فبراير/شباط 2020. [أندرو كاباليرو-رينولدز/وكالة الصحافة الفرنسية]
بطارية صواريخ باتريوت بالقرب من قاعدة الأمير سلطان الجوية في الخرج في 20 فبراير/شباط 2020. [أندرو كاباليرو-رينولدز/وكالة الصحافة الفرنسية]

تواصل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تطوير قدراتها الصاروخية لحماية أراضي البلاد وتعزيز التعاون الإقليمي المتكامل في مجال الدفاع الجوي.

تدافع قوات الدفاع الجوي السعودي، وهي فرع منفصل عن الجيش السعودي، عن المملكة وحلفائها من التهديدات الجوية المتنوّعة.

وكُلفت القوات الجوية الملكية السعودية بحماية سماء المملكة العربية السعودية، واعترضت مئات الطائرات المسيرة وصواريخ أخرى كما صواريخ من نوع كروز في الوقت الفعلي للقتال، وفقا لمعهد الشرق الأوسط.

هذا ووصف المعهد قوات الدفاع الجوي السعودية بأنها "ربما الفرع الوحيد الأكثر فعالية في أي مؤسسة عسكرية عربية".

عرض لطائرة مسيرة عسكرية في معرض الدفاع العالمي الأول للمملكة العربية السعودية، شمال العاصمة الرياض، في 8 مارس/آذار 2022. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]
عرض لطائرة مسيرة عسكرية في معرض الدفاع العالمي الأول للمملكة العربية السعودية، شمال العاصمة الرياض، في 8 مارس/آذار 2022. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

وكانت المملكة العربية السعودية قد بدأت السعي لامتلاك قدرات الدفاع الصاروخي للمرة الأولى خلال الحرب الإيرانية-العراقية في الثمانينيات، بحسب ما أورد تحالف دعم الدفاع الصاروخي، وذلك عندما تبادلت إيران والعراق إطلاق صواريخ باليستية على بعضها البعض وعلى دول أخرى غير مقاتلة في الخليج، بينها المملكة.

وكان التهديد الجوي المتطور هو المُحفز لتشكيل قوات الدفاع الجوي السعودية، كفرع عسكري رابع منفصل مسؤول عن الدفاع الجوي الإقليمي، هذا بالإضافة إلى الجيش والقوات البحرية والجوية، وفقا لموقع GlobalSecurity.org.

وبسبب قلقها من انتشار أسلحة الدمار الشامل وطرق إيصالها، قامت المملكة بفصل وحدات الدفاع الجوي عن الجيش لإنشاء قوات الدفاع الجوي السعودي في عام 1984.

إلى ذلك، يقع المقر الرئيس لقوات الدفاع الجوي الملكية في الرياض، ويرتبط بـ "درع السلام" السعودي، وهو نظام رادار ودفاع واتصالات متكامل متصل بجميع الخدمات العسكرية السعودية.

أما اليوم، فقد صممت البني التحتية للدفاع الصاروخي في المملكة العربية السعودية للحماية من تهديدات خصمها الرئيس، إيران، على حد قول تحالف دعم الدفاع الصاروخي.

وواجهت المملكة العربية السعودية لسنوات التهديدات الصاروخية القادمة من الحوثيين في اليمن، والذين تم تزويدهم بالمعدات والتكنولوجيا الإيرانية.

تتضمّن موارد الدفاع الصاروخي للمملكة نظام باتريوت/باك-3، وهو نظام دفاع صاروخي أرض-جو متطور أميركي الصنع، قادر على هزيمة الطائرات عالية المستوى والصواريخ الباليستية التكتيكية.

وتشمل أيضا أنظمة صواريخ أرض-جو من طراز شاهين وإم إي إم-23 هوك، وسكايغارد أورليكون.

سكايغارد أورليكون هو مدفع مضاد للطائرات مزود بنظام مدفع مزدوج، مدعوم بأنظمة رادار طويلة المدى للدفاع الجوي AN/FPS-117 و AN/TPS-43، وفق ما نشرت تقارير تحالف دعم الدفاع الصاروخي.

الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي شريكة في مواجهة التهديدات الإقليمية

تُؤمن هذه الامكانات القدرة للمملكة العربية السعودية على العمل كشريك موثوق به للدفاع الصاروخي الإقليمي.

وأفاد تحالف دعم الدفاع الصاروخي أنه "من خلال تعزيز بنيتها الأمنية عبر الدفاع الصاروخي، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز مكانتها كزعيم إقليمي وحماية وطنها وحماية حلفائها الإقليميين بما يؤدي الى مزيد من التعاون في الخليج العربي".

وفي قمة كامب ديفيد عام 2015، جدّدت الولايات المتحدة بشخص الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، شراكتها الأمنية الطويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية، إضافة إلى التزامها بالعمل مع المملكة والدول الأعضاء الأخرى في مجلس التعاون الخليجي من أجل ضمان سلامتها ازاء التهديدات الإقليمية الخارجية.

ومنذ ذلك الحين، دعمت كل من المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين والولايات المتحدة تطوير نظام دفاع صاروخي إقليمي متكامل، بما في ذلك مواقع الرادار والإنذار المبكر وصواريخ أرض -جو.

وأفاد البيت الأبيض في بيان عقب انعقاد القمة، "إن الولايات المتحدة تشارك مع شركائنا في مجلس التعاون الخليجي الاهتمام العميق في منطقة تنعم بالسلام والرخاء، ومصلحة أساسية تهدف لدعم الاستقلال السياسي والسلامة الإقليمية لشركائنا في مجلس التعاون الخليجي، في مأمن من العدوان الخارجي".

وأكدت الدول مجددا التزامها، وذلك خلال الجولة الأخيرة لمجموعات عمل مجلس التعاون الأميركي الخليجي حول الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري التي عقدت في الرياض في فبراير/شباط 2023.

وشدد البنتاغون في بيان على "إقرار المشاركين بالمصلحة المشتركة في تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال تحقيق التعاون الأمني وإزالة الفجوات القائمة التي تستغلها الجهات الحكومية وغير الحكومية، لافتا الى أنهم يهدفون أيضا إلى دمج الأنشطة والعمليات والاستثمارات الثنائية في نهج إقليمي متعدد الأطراف".

وتابع البيان "سيعمل كل من مجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء على بناء بنية أكثر ترابطا لتعزيز الدفاع الجماعي في الخليج من خلال العمل معا لتحقيق هذين الهدفين".

نظام وطني جديد مضاد للطائرات المسيرة

تعمل المملكة العربية السعودية أيضا على مواجهة التهديدات الصادرة عن الطائرات غير المأهولة، المعروفة باسم الطائرات المسيرة.

في عام 2020، نشرت مجلة ديفينس نيوز أن الصناعات العسكرية السعودية كانت تعمل على نظام وطني جديد لمكافحة الطائرات المسيرة لحماية البنية التحتية الحيوية والقواعد العسكرية المحلية".

وجاءت هذه الجهود بعد الهجوم بطائرات من دون طيار في 14 أيلول/سبتمبر عام 2019 على منشآت النفط في بقيق وخريص في المملكة العربية السعودية، والتي ربطها التحقيق الجنائي عبر فحص الحطام في مسرح الحادث بإيران.

الى ذلك، سيتضمن النظام المضاد للطائرات المسيرة خيارات "القتل السهل" و"القتل الصعب" لمواجهة التهديدات المتنوعة، ويمكن نشره كمنصة ثابتة أو متنقلة.

وقال أندرياس شوير، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الصناعات العسكرية السعودية، لموقع ديفنس نيوز في عام 2020، "سيكون للنظام القدرة على مواجهة جميع أنواع الطائرات المسيرة بدءا من الطائرات الصغيرة جدا … وحتى التهديدات العسكرية الاحترافية"، بالإضافة إلى ذلك، يشمل النظام رادارات ومحطات قيادة وتحكم وقدرات متقدمة للشبكات".

وبما أن الطائرات المسيرة المسلحة على أنواعها المختلفة باتت تُستخدم بشكل أكثر شيوعا في الهجمات في جميع أنحاء المنطقة، فقد توسع التدريب العسكري المتعدد الأطراف لمعالجة تكتيكات مواجهتها.

وفي مناورة عسكرية مشتركة هي الأولى من نوعها جرت في آذار/مارس، أكملت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تدريبا مشتركا لصد الطائرات المسيرة في مركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة في الرياض.

وركز التدريب على أنظمة الطائرات الصغيرة المسيرة، كما أجرى المشاركون تدريبات بالذخيرة الحية، ودرسوا التهديدات المعقدة وحددوا نقاط الضعف في مجالات أخرى لمواجهة أنشطة الطائرات المسيرة.

وقالت ميليسا هورفاث، زميلة بارزة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط، لقناة العربية، إن التدريبات في مركز الرمال الحمراء تُظهر مدى التزام الولايات المتحدة تجاه المملكة العربية السعودية بطريقة تتجاوز المساعدة الأمنية التقليدية كالمبيعات العسكرية الأجنبية على سبيل المثال.

وفي مقال لمجلة MEI في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كتبت هورفاث "إن مشاريع التعاون طويلة الأجل، مثل مركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة، تعمل على تفعيل العلاقات ومواجهة تأثير القوى العظمى ومساعدة شركائنا على تحديث أنظمتهم ودمجها للدفاع ضد التهديدات الإقليمية الأكثر تحديا".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

2023-09-28

وفق الله المعنيين والمسؤولين عن هذه الانظمة للدفاع عن اراضي المسلمين في كل مكان

رد