التحالفات

قرار تعميق الشراكة العسكرية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والسعودية

2024-03-05

إن المساعدات العسكرية والتدريبات الأميركية المتواصلة للمملكة العربية السعودية، تسلط الضوء على التزام واشنطن بأمن واستقرار الدولة الخليجية ومدى العمق الذي بلغته العلاقات بينهما على مدى العقود السبعة الماضية.

شارك هذا المقال

أحد ضباط القوات الجوية الملكية السعودية أثناء إحاطة بشأن قدرات ومميزات مروحية بلاك هوك من طراز يو إيتش-60 التابعة للجيش الأميركي، كجزء من مناورات الرمال الحمراء 23.2 في 7 أيلول/سبتمبر. [الجيش الأميركي]
أحد ضباط القوات الجوية الملكية السعودية أثناء إحاطة بشأن قدرات ومميزات مروحية بلاك هوك من طراز يو إيتش-60 التابعة للجيش الأميركي، كجزء من مناورات الرمال الحمراء 23.2 في 7 أيلول/سبتمبر. [الجيش الأميركي]

تقدم الولايات المتحدة دعما قويا للجيش السعودي أكثر من أي مكان آخر في العالم وتستعد لتعميق هذه العلاقات في السنوات المقبلة من خلال شراكات تدريب واتفاقيات عسكرية جديدة.

وتأتي الشراكة العسكرية المستمرة في الوقت الذي تتحرك الدولتان بديناميكيات جيوسياسية معقدة وتسعيان بجهد لمعالجة المخاوف الأمنية.

وقد زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المملكة العربية السعودية في 5 شباط/فبراير والتقى بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كجزء من المفاوضات المستمرة والالتزام الأميركي تجاه المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر عن الاجتماع "لقد ناقشا أهمية بناء منطقة أكثر تكاملا وازدهارا، وأكدا مجددا الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية".

جندي احتياطي بالجيش الأميركي (في الوسط)، يقدم إرشادات حول تقنيات الدفاع عن النفس لاثنين من طلاب قوات الأمن السعودية في موقع تدريب في المملكة العربية السعودية في حزيران/يونيو 2019. [الجيش الأميركي]
جندي احتياطي بالجيش الأميركي (في الوسط)، يقدم إرشادات حول تقنيات الدفاع عن النفس لاثنين من طلاب قوات الأمن السعودية في موقع تدريب في المملكة العربية السعودية في حزيران/يونيو 2019. [الجيش الأميركي]

وتعهد المسؤولون الأميركيون بدعم جهود المملكة لتطوير قطاعها الأمني ووزارة الدفاع والخدمات العسكرية.

وقال ميلر إنه من بين مواضيع أخرى، ناقش الوزير وولي العهد أيضا الحاجة الملحة لتخفيض التوترات الإقليمية والدفاع عن حرية الملاحة في البحر الأحمر.

في كانون الأول/ديسمبر، أطلقت الولايات المتحدة "عملية حارس الازدهار" ضمن تحالف متعدد الجنسيات بهدف حماية السفن في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين المدعومين من إيران.

شراكة متنامية

تتمتع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بتاريخ طويل من الشراكة تمتد جذورها إلى أكثر من سبعة عقود من التعاون. بعد الاعتراف بها في عام 1931، أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية كاملة في عام 1940.

وقد عزز الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت العلاقة الثنائية في عام 1945 عندما التقى بالملك عبد العزيز على متن السفينة يو إس إس كوينسي في مصر.

ومنذ ذلك الحين، شكلت الولايات المتحدة الشريك الأمني الرئيس للسعودية ومصدرها للأسلحة.

ومن الممكن أن تشهد العلاقات الأميركية السعودية في السنوات المقبلة المزيد من "التوسع الجوهري"، وفقا لتقرير حديث صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس.

فقد استخدم المشرعون في مجلس الشيوخ الأميركي لغة في قانون تفويض الدفاع الوطني المقترح لعام 2024 حددت المملكة العربية السعودية بأنها "شريك أمني رئيس"، وجعلت من الطلبيات السعودية ضمن الشراء العسكري الأجنبي مؤهلة للحصول على أولوية الإنتاج والتسليم.

إلى هذا، وقع مسؤولون من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية "اتفاقية للتعاون الفني" في الربيع الماضي، كجزء من تعهدهم المستمر بالعمل معا لحماية البنية التحتية وشعب المملكة العربية السعودية والتكيف مع التهديدات المتغيرة.

شكلت اتفاقية التعاون الفني الجديدة أحدث نسخة للاتفاقية الموقعة لأول مرة عام 2008 وهي تركز على التدريب وتقديم المشورة للحكومة السعودية لتعزيز الأمن العام وحماية البنية التحتية الحيوية من التهديدات المتنامية.

ووفقا لوزارة الخارجية الأميركية، تعد المملكة العربية السعودية أكبر عميل لخدمات الشراء العسكري الأجنبي للولايات المتحدة. ولديها العديد من طلبيات الشراء العسكري الأجنبي النشطة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والصواريخ.

في آب/أغسطس 2021، وقعت المملكة العربية السعودية وروسيا اتفاقية تعاون دفاعي، لكن التعاون العسكري الروسي مع إيران وأداء الجيش الروسي خلال الحرب في أوكرانيا يمكن أن يثني المملكة عن تعميق العلاقات العسكرية، وفقًا لخدمة أبحاث الكونغرس.

الاستعداد لتنمية شراكة التدريب

بعيدا عن المعدات، عملت الولايات المتحدة جنبا إلى جنب مع القوات العسكرية السعودية وقدمت لها تدريبا منتظما على مر السنين، ومن المتوقع أن تنمو هذه العلاقة مع طلب المملكة المزيد من التدريب العسكري.

ووافقت وزارة الخارجية في كانون الأول/ديسمبر الماضي على مجموعة من برامج التدريب العسكري للمملكة العربية السعودية. وستشمل التدريبات تدريبا خفيفا وتقنيا ومتخصصا، بالإضافة إلى التعليم العسكري المهني.

وحتى حزيران/يونيو الماضي، تم نشر ما يقرب من 2700 عسكري أميركي في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، يتمركز مئات من الموظفين الأميركيين هناك لدعم برامج التعاون الأمني الأميركية السعودية طويلة الأمد المخصصة للقوات العسكرية وقوات الأمن الداخلي.

تقوم بعثة التدريب العسكري الأميركية إلى المملكة العربية السعودية بتدريب القوات المسلحة السعودية وتقديم المشورة لها ومساعدتها.

إن استثمار الولايات المتحدة في تدريب القوات السعودية يشمل بالفعل تدريبات خاصة مثل تدريب الغضب الأصلي، وهو تمرين يقام كل عامين ويجمع القوات الأميركية والسعودية للعمل معا على الوصول الاستراتيجي والقيادة والسيطرة المحسنة.

في عام 2022، تمت استضافة التدريبات الأخيرة لأول مرة في المملكة العربية السعودية، ونشرت قوة أميركية متقدمة.

وبالإضافة إلى اختبار القدرات العسكرية، سمح التمرين للقوات الأميركية بالعمل جنبا إلى جنب مع نظرائها السعوديين، والتعرف منهم على الثقافة السعودية وتناول بعض الوجبات التقليدية معهم.

وقال الكابتن في مشاة البحرية الأميركية جون تينبروك في ختام الحدث "شكلت هذه التجربة فرصة عظيمة للجيش الأميركي للعمل مع شركائنا في الشرق الأوسط، وتحديدا مع المملكة العربية السعودية، لا سيما على صعيد بناء العلاقة والثقة".

يعدّ تدريب الغضب الأصلي أحد فعاليات التدريب العديدة التي تدعو الولايات المتحدة الشركاء السعوديين للانضمام إليها.

وفي مناورة عسكرية مشتركة جرت في آذار/مارس الماضي وتعدّ الأولى من نوعها، أكملت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تدريبا على مكافحة الطائرات المسيرة في مركز التجارب المتكاملة ريد ساندز الجديد في الرياض.

وركز التدريب على أنظمة الطائرات الصغيرة غير المأهولة. وأجرى المشاركون تدريبات بالذخيرة الحية، ودرسوا التهديدات المعقدة وحددوا نقاط الضعف في مجالات أخرى لمواجهة أنشطة الطائرات المسيرة.

أُجريت النسخة الثانية من مناورة الرمال الحمراء في أيلول/سبتمبر الماضي.

وفي حديثها لقناة العربية، قالت الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط ميليسا هورفاث، إن التدريبات في ريد ساندز تظهر التزام الولايات المتحدة تجاه المملكة العربية السعودية بطريقة تتجاوز المساعدة الأمنية التقليدية مثل الشراء العسكري الأجنبي.

وفي الصيف الماضي، أجرت القوات الجوية من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة أيضا تدريبا وتمرينا في قاعدة الملك فيصل الجوية شمال غربي المملكة العربية السعودية، ومناورة عسكرية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى هي عزم النسر 23.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، أكملت القوات البحرية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية مناورة بحرية استمرت أسبوعا تحت اسم المدافع البحري.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الشركاء ركزوا على الأمن البحري وإجراءات الصعود على متن السفن والتخلص من الذخائر المتفجرة وغيرها من التدريبات والمناورات على الشاطئ في المملكة العربية السعودية وفي البحر.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

2024-03-08

القوه الحقيقيه ليس فى البدن ولا فى السلاح ولاكن قوة العقيده ولايمان هى القوه الحقيقيه أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهودي والنصارى أولياء

رد