البحرين تواصل تحسين قدراتها الدفاعية لمواجهة التهديدات الجوية الحالية والمستقبلية، وتعزيز ليس فقط أمنها الخاص، بل أيضا أمن جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

ما تزال البحرين، التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية والقوات البحرية المشتركة، تلعب دورا إقليميا أساسيا في ضمان الاستقرار.

وعلى الرّغم من أن المملكة التي تقع على جزيرة صغيرة ليست جزءا من حلف شمال الأطلسي، لكنها عضو في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومنظّمة التجارة العالمية.

وكعضو في مجلس التعاون الخليجي، تواجه البحرين باستمرار الخطر الايراني ووكلائه الحوثيين في اليمن، الذين أبدوا في أكثر من مناسبة استعدادهم لاستخدام الصواريخ ضد دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق أهداف سياسية.

فعلى سبيل المثال، استهدفت المسيرات والصواريخ الحوثية بشكل متكرر المطارات والمنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية المجاورة. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، قضى ثلاثة أشخاص في سلسلة من الهجمات في كانون الثاني/يناير 2022.

وفي اجتماع مجموعة العمل لمكافحة الإرهاب بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في 16 شباط/فبراير، استنكر المشاركون "سلوك إيران الخبيث من خلال وكلاء مثل حزب الله، وكذلك أولئك الموجودين في العراق وسوريا واليمن"، حسبما أفادت مجموعة الأزمات الدولية.

وأضافوا، أن "إيران استخدمت أنظمة الطائرات بدون طيار ودعمت الإرهابيين والجماعات المسلّحة الأخرى لشن مئات الهجمات في المنطقة".

وفي كانون الثاني/ يناير 2016، أعلنت الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، الكويت والبحرين وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أنّها تعمل على تطوير درع دفاعي صاروخي مشترك.

وقال مسؤولون بمجلس التعاون الخليجي إن "الدرع الدفاعي الصاروخي سيكون وسيلة لخلق نهج عابر للحدود لمواجهة القدرات الصاروخية الإيرانية المتنامية".

الدفاع الصاروخي البحريني

تمتلك البحرين مجموعة من أنظمة الدفاع الجوّي التي تساعدها في مواجهة التهديدات الجوية الإقليمية.

فبالنسبة للدفاع الصاروخي الباليستي، تنشر المملكة نظام الدفاع الجوي الأرضي باتريوت ذو القدرة المتقدمة-3 ، ونظام دفاع جوي أرضي متوسط المدى إلى طويل المدى.

ويقوم نظام باتريوت باكتشاف وتتبع والاشتباك مع المركبات فير المأهولة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية قصيرة المدى أو التكتيكية.

وفقا لتحالف دعم الدفاع الصاروخي، "يتم دعم نظام الدفاع الجوي الأرضي باتريوت ذو القدرة المتقدمة-3 البحريني بواسطة رادار الدفاع الجوي AN/TPS-59، والذي يوفر قدرة مراقبة طويلة المدى واعتراض التحكم الأرضي (GCI) في بيئة متنقلة تكتيكية".

تشمل قدرات الدفاع الجوي الإضافية في البحرين نظام كروتال الصاروخي للدفاع الجوي قصير المدى الذي تم تصميمه لاعتراض طائرات الهليكوبتر والطائرات وصواريخ كروز وصواريخ جو-أرض والصواريخ المضادة للإشعاع.

وتتضمن قدرات المملكة أيضا نظام "أورليكون سكايغارد" للدفاع الجوي، وهو نظام عالي الحركة وسهل النشر والتشغيل.

الغرض الرئيس منه هو الدفاع ضد جميع أنواع التهديدات الجوية، بما في ذلك صواريخ كروز والصواريخ عالية السرعة ذات المقاطع العرضية الرادارية الصغيرة، بالإضافة إلى الطائرات المتوسطة والمنخفضة المستوى وطائرات الهليكوبتر وهجوم الطائرات بدون طيار في النهار والليل وفي جميع الأحوال الجوية.

تستخدم البحرين أيضا نظام صواريخ أرض-جو من طراز MIM-23 "هوك" المناسب لجميع الأحوال الجوية ونظام صواريخ أرض-جو منخفض إلى متوسط الارتفاع.

ونشرت مجلة فوربس أن MIM-23 هوك، "قد صُمم للتعامل مع أنواع متعددة من التهديدات الجوية في آن واحد، ويضم نطاقا أقصى للمشاركة يصل إلى 40 كيلومترا كما يحتوي على رادار مراقبة متقدم لاكتشاف الهدف وتتبعه".

أنظمة التكنولوجيا المتقدمة البلجيكية هي المورد الرئيس

في شباط/فبراير 2022، أعلنت قوات الدفاع البحرينية أنها اختارت أنظمة التكنولوجيا المتقدمة البلجيكية (باتس)، وهي تابعة لشركة "صناعات الفضاء الإسرائيلية" (IAI)، من أجل تزويدها بالرّادارات والأنظمة المضادة للطائرات بدون طيار.

وجاء في بيان للشركة "لقد اختار الجيش البحريني شركة باتس لتزويده بأنظمة مراقبة ساحلية متكاملة للدفاع عن سواحل تابعة لقاعدة عسكرية في البلاد".

وستشمل التركيبة "تنزيل عدة رادارات وبصريات كهربائية مدمجة في مركز القيادة والتحكم".

وتابع البيان: "تتميز درون غارد، حل باتس المضادة للطائرات بدون طيار، بمجموعة من أجهزة الاستشعار التكنولوجية المتطورة (رادار COMINT،4D COMJAM وUltra Long Range EO/IR) متكاملة بشكل وثيق ومدارة بواسطة نظام القيادة والتحكم الذي سيمكن من اكتشاف وتصنيف وتتبع ومواجهة أهداف الطائرات بدون طيار المتعددة".