بفضل سجلها الحافل بالقتال، تعمل منظومة "ناسامز" أرض-جو المضادة للطائرات، والتي طورتها النرويج، على تمكين البلدان في جميع أنحاء العالم من الدفاع عن مجالها الجوي ضد مجموعة من التهديدات.

ناسامز، هو نظام دفاع جوي متوسط المدى، مصمم لحماية الأصول ذات القيمة العالية والمراكز السكانية الكبيرة ضد التهديدات الجوية والارضية.

طُوّر النظام بالاشتراك مع آر تي إكس (ريتون سابقا) والشركة النرويجية Kongsberg Defence & Aerospace (KDA). وهو يستطيع التعرف على الطائرات والمروحيات وصواريخ كروز والمركبات الجوية بدون طيار والاشتباك معها وتدميرها.

بدأ تطويره في الثمانينيات عندما عملت KDA وشركاء آخرون على نظام للقوات الجوية الملكية النرويجية لحماية قواعدها الجوية الجنوبية. ودمج النظام الدفاع الجوي والرادار والصواريخ التي صنعتها الولايات المتحدة بأنظمة إدارة المعركة التي طورتها النرويج من أجل القيادة والسيطرة والاتصالات.

أجرت القوات الجوية الملكية النرويجية وKDA تحديث منتصف العمر للنظام في مطلع الألفية. وقد سمح "ناسامز 2"، المُحدث، بتحديد الهدف وتدميره بشكل أسرع عبر استخدام المزيد من قاذفات الصواريخ ورادار متطور وروابط بيانات تكتيكية قياسية.

وبالنسبة إلى الجيل الثالث، فقد تم تطويره في عام 2010 ووضع في الخدمة عام 2019. ويأتي ناسامز 3، مزودا بمركز توزيع نيران مُحدّث وقاذفة أسطوانية مُعاد تصميمها وعدد من التحسينات لتوسيع نطاق صواريخه.

موثوق به عالميا

يحتوي نظام ناسامز على ثلاثة مكونات أساسية: رادار إن إيه/إم بي كيو-64 سانتينل، وصاروخ جو-جو المتقدم متوسط المدى (امران) إيه آي إم-120، ومركز توزيع الحرائق.

وهو يوفّر نظاما عالي التكيف للدفاعات الجوية من أجل زيادة قدرتهم على الاستحواذ والاشتباك وتدمير طائرات العدو الحالية والمتطورة ذات الأجنحة الثابتة والدوارة والطائرات بدون طيار وتهديدات صواريخ كروز الناشئة، وفقا لـ RTX.

وبإمكانه أيضا توفير تغطية موسّعة. يستطيع نشر عناصر الرادار والقاذفة على مساحة كبيرة وفصلها بأكثر من 20 كيلومترا عن مركز توزيع الحرائق، وفقا لـ KDA.

عالميا، تستخدم 13 دولة "ناسامز" للدفاع عن وطنها: الولايات المتحدة، النرويج، فنلندا، إسبانيا، هولندا، عمان، ليتوانيا، إندونيسيا، أستراليا، قطر، المجر، أوكرانيا ودولة واحدة لم يتم الكشف عنها، وفقا لـ RTX.

وشكل جزءا من المراقبة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للدفاع الجوي في منطقة العاصمة الوطنية الأميركية منذ عام 2005.

الكويت تُضيف ناسامز إلى ترسانتها

تقوم حكومة الكويت أيضا بإضافة ناسامز إلى نظام دفاعها الجوي، كجزء من جهد أكبر في المنطقة وذلك بغية تشكيل درع دفاع صاروخي.

أظهر هجوم حصل في 2019 قابلية المجال الجوي الكويتي للاختراق بواسطة ذخائر منخفضة يمكن ملاحظتها مثل الدرونز وصواريخ كروز.

وكانت مسيرات وصواريخ كروز، يُفترض أنّها مرت عبر المجال الجوي الكويتي، قد هاجمت منشآت معالجة النفط في بقيق وخريص شرقي المملكة العربية السعودية.

وردا على ذلك، قامت وزارة الدفاع الكويتية بإجراء العديد من التحديثات لدفاعها الجوي ولأنظمتها الحالية وبرامج شراء الرادار الجديدة، بينها ناسامز.

في تشرين الأول/أكتوبر 2022، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقة بيع عسكرية أجنبية محتملة للكويت، بما في ذلك ناسامز وغيرها من المعدات ذات الصلة. وبلغت تكلفتها التقديرية 3 مليارات دولار.

وباعتبارها عضوا في مجلس التعاون الخليجي الذي تم تكليفه تشكيل درع دفاعي إقليمي ضد الصواريخ الباليستية، تعمل الكويت مع البحرين وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على تحقيق هذا الهدف.

مرتبط بالدفاع

عندما قامت KDA والقوات الجوية الملكية النرويجية بتحديث ناسامز في مطلع الألفية، خلقتا القدرة على استخدام روابط البيانات التكتيكية القياسية، بما في ذلك نظام الرابط 16.

إن الرابط 16، هو رابط بيانات تكتيكي يدعم العمليات المشتركة من خلال ربط الاتصالات بين القوات البرية والبحرية والجوية. ويسمح النظام لقوات الناتو وقوات التحالف العاملة في منطقة واحدة بتبادل المعلومات. ويستخدم تشفير البيانات وقفز التردد للحفاظ على الاتصالات الآمنة.

يتيح الرابط 16 للمشاركين تبادل المعلومات والتفاعل داخل ساحة المعركة. وهو يختلف عن روابط البيانات التكتيكية الأخرى لأنه لا يعتمد على محطة واحدة لتكون بمثابة عقدة للشبكة. وبدلا من ذلك، تعمل جميع المحطات التي تدعم الرابط 16 كعقد، حتى تتمكن قوات عسكرية مختلفة من العمل.

ويمكن لنظام ناسامز استخدام رادارات إنذار وتتبع متعددة مشتركة عبر شبكات الرابط 16، إلى جانب مجموعة متنوعة من صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية، للدفاع عن المجال الجوي في جميع أنحاء العالم.