قال محللون إنه على الكويت والدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي أن تعمل معا لتكوين درع دفاعي بالستي إقليمي لمواجهة التهديدات الجوية، وهي خطوة شديدة الأهمية لحماية المنطقة من التهديدات في ضوء تحسن تكنولوجيا الصواريخ والمسيرات.
موقع الكويت الاستراتيجي المتاخم لكل من العراق والسعودية يجعل من هذا البلد بوابة إلى الخليج ورادعا رئيسا للتهديدات المحتملة، وعلى الأخص تلك القادمة من إيران ووكلائها.
لكن هجوما شن في عام 2019 أثبت أن المجال الجوي الكويتي قابل للاختراق من قبل الذخائر ذات القدرة المنخفضة على الرصد مثل المسيرات وصواريخ كروز.
ففي 14 أيلول/سبتمبر، استخدمت مسيرات وصواريخ كروز لمهاجمة منشآت لتكرير النفط في معمل تكرير في بقيق وحقل خريص النفطي في شرق المملكة العربية السعودية. ويفترض أن المسيرات قد مرت خلال المجال الجوي الكويتي.
وأدت الهجمات إلى إشعال حرائق في المنشأتين، فأغلقت المحطتان المملوكتان لعملاق الطاقة الحكومي شركة أرامكو لإجراء الإصلاحات. وتسبب ذلك عن إخراج 5.7 مليون برميل يوميا من الإنتاج لعدة أيام، ما أسفر عن خفض إنتاج المملكة من النفط الخام بمقدار النصف بصورة مؤقتة، وفي اضطرابات بأسواق الطاقة العالمية.
وقد حملت الولايات المتحدة والسعودية إيران المسؤولية عن الهجمات، إذ قال مسؤولون أميركيون إن المسيرات والصواريخ جاءت من شمال السعودية أو شمالها الغربي.
وفي البداية، تبنى الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن مسؤولية الهجمات.
وأظهرت هذه الهجمات كيف أن الذخائر ذات القدرة المنخفضة على الرصد مثل المسيرات وصواريخ كروز يمكن أن تحلق فوق المجال الجوي الكويتي. وردا على ذلك، بحثت الكويت عن حلول مؤقتة للاستشعار والاعتراض، كما تعمل الآن على توسيع أنظمتها الدفاعية.
أنظمة الدفاع الراهنة في الكويت
الدولة الخليجية مزودة في الوقت الراهن بصواريخ أرضية وصواريخ باتريوت ذات القدرات المتقدمة 2 (باك-2) وصواريخ باتريوت ذات القدرات المتقدمة 3 (باك-3). وتشكل صواريخ باتريوت هذه جزءا من نظام دفاع جوي متوسط إلى طويل المدى قادر على الاشتباك مع الصواريخ البالستية أو تدمير الأهداف بضربة مباشرة.
وبالنسبة للدفاع الجوي متوسط المدى، لدى الكويت نظام ميم-23 هوك، وهو صاروخ موجه أرض-جو، فضلا عن نظام سبادا 2000.
ونظام سبادا 2000 عبارة عن نظام دفاع جوي أرضي يعمل في الأحوال الجوية كافة لحماية المواقع الأرضية الحساسة (مثل القواعد الجوية والموانئ والمصانع وغيرها من المباني المهمة).
وهو يستخدم صواريخ آسبايد 2000 التي تستطيع اعتراض الطائرات القادمة قبل أن تطلق أسلحتها بعيدة المدى. ويمكن للنظام تتبع ما يصل إلى 100 هدف في الوقت نفسه.
ولدى الكويت أيضا نظام سكاي شيلد 35 للدفاع الجوي قصير المدى. ويتمتع هذا النظام بقدرات بحث وتتبع ذاتية ويستخدم المدفع الدوار من طراز أورليكون 1000/35 الذي يطلق دفعات تنفجر أمام الهدف وتطلق الكثير من المقذوفات الفرعية.
الترقيات
منذ الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، كلفت وزارة الدفاع الكويتية بإدخال العديد من ترقيات الدفاع الجوي على أنظمتها الحالية وأقرت برامج شراء رادارات جديدة.
وقد تعلقت إحدى عمليات الشراء الرئيسة بنظام الصواريخ أرض-جو الوطني المتقدم (ناسامس).
ففي تشرين الأول/أكتوبر 2022، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقة مبيعات عسكرية أجنبية محتملة، بما في ذلك نظام ناسامس ونظام الدفاع الجوي متوسط المدى والعتاد المرتبط به. وبلغت القيمة التقديرية 3 مليار دولار أميركي.
و ناسامس هو نظام دفاع جوي متوسط المدى مصمم لحماية الأصول عالية القيمة والمراكز السكانية ضد التهديدات جو-أرض. وكان قد تم تطويره من قبل شركة ريثيون تكنولوجيز (التي أصبح اسمها الآن آر تي إكس) بالاشتراك مع شركة نرويجية هي كونغسبرغ ديفنس آند إيروسبيس.
ويتكون النظام من ثلاثة مكونات رئيسة، هي رادار إإم بي كيو/64 سنتينال ونظام الصواريخ أرض-جو المتقدم متوسط المدى إيه إي إم-120 ومركز توزيع النيران.
ويوفر النظام للمدافعين الجويين نظاما يتميز بالقدرة العالية على التكيف لتعظيم قدرتهم على اكتشاف الطائرات ذات الجناح الثابت وذات الجناح الدوار الحالية والمتطورة والمركبات الجوية غير المأهولة التابعة للعدو والتهديدات الناشئة من صواريخ كروز، بحسب شركة آر تي إكس.
وكعضو في مجلس التعاون الخليجي الذي كلف بتكوين درع دفاعي صاروخي بالستي في المنطقة، تعمل الكويت مع البحرين وعمان وقطر والسعودية والإمارات نحو تحقيق هذا الهدف.
هذا ويأتي الدفاع الجوي الموسع للكويت في إطار جهد أوسع في المنطقة لتكوين درع دفاع صاروخي.
بدل فاقد شهادة الجيش
ردخصوصيتي واحده فقط
ردشكراً على المقال الرائع, برجاء إرفاق صوراً للخرائط فيما بعد للمساعدة على التخيل الجيد أثناء القراءة.
ردراب واحد
رد