تشكل مشاركة الولايات المتحدة في مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في السعودية مؤشرا على الشراكة المستدامة بين الدولتين والتزامهما المشترك إزاء الأمن الإقليمي والتعاون الدائم.
وجلبت واشنطن مؤخرا خبراء بالجيش والطائرات المتطورة للمشاركة في مناورة رماح النصر التي استضافها سلاح الجو الملكي السعودي بين 4 و15 شباط/فبراير في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية.
وتهدف مناورة رماح النصر التي جرت تحت قيادة سلاح الجو الملكي السعودي إلى تعزيز العمل المشترك وتحسين التشغيل البيني والتكتيكات بين الدول المشاركة.
وعززت المناورة الثقة عبر تعريف المشغلين على مجموعة واسعة من الطائرات في حالات طارئة متنوعة.
ويشمل المرافق الخاصة بالمناورة 6 حظائر صيانة تستوعب كل منها طائرتين، إضافة إلى 24 مرافق لحماية الطائرات من الشمس.
وقال نائب قائد القوات الجوية التاسعة والتشكيل الجوي للقوات المشتركة العميد في سلاح الجو الأميركي، ديفيد مينو، إن "المناورات كمناورة رماح النصر أساسية لضمان قدرتنا على حماية بلداننا بالشكل الأفضل وتأمين الاستقرار الإقليمي".
هذا وأحضرت الولايات المتحدة معدات وخبرات متطورة للمشاركة في المناورة، بما في ذلك طائرات التزويد بالوقود كي سي-135 ومجموعة متخصصين في القيادة والتحكم والأمن وغيرها من الوظائف الأساسية.
الاستثمار في التدريب والشراكات
وإلى جانب مشاركتها في رماح النصر، تتعاون الولايات المتحدة مع القوات السعودية وقدمت تدريبات منتظمة على مر السنين.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعادت تقديم برنامج تدريبي للسعودية بقيمة مليار دولار، وهو مؤشر آخر على العلاقات المستدامة بين الدولتين.
ويشمل التعاون الأميركي-السعودي أيضا مناورات خاصة مثل مناورة الغضب العارم التي تجري كل سنتين والتي تعمل خلالها القوات الأميركية والسعودية جنبا إلى جنب على الوصول الاستراتيجي وقدرات القيادة والتحكم المحسنة.
ومؤخرا في أيار/مايو، ضمت النسخة الثامنة من مناورة الغضب العارم قوات مشاة البحرية الأميركية والقوات السعودية والإماراتية. وشاركت القوات الشريكة في عمليات تحميل وتفريغ باستخدام الشحن البحري التجاري والقوافل المعدة لمسافات طويلة والتدريب القتالي في المناطق الحضرية.
وشملت مناورات تدريبية أخرى مناورة عسكرية مشتركة فريدة من نوعها في آذار/مارس الماضي، أتمت خلالها السعودية والولايات المتحدة تدريبا لمواجهة المسيرات في مركز الرمال الحمراء للتجربة المتكاملة الجديد بالرياض.
وخلال الصيف الماضي، نظمت قوات جوية من السعودية والولايات المتحدة تدريبا ومناورة في قاعدة الملك فيصل الجوية بالسعودية ومناورة عزم النسر المشتركة 23 مع دول أخرى بمجلس التعاون الخليجي.
كذلك في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، أكملت القوات البحرية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية مناورة بحرية استمرت مدة أسبوع تحت اسم نوتيكال ديفندر.