يواصل الجيش الأميركي الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة المضادة للمسيرات مثل نظام مسيرات كويوت الاعتراضية، وهو نظام منخفض التكلفة وفعال للغاية مصمم لتحييدها عبر مسافات شاسعة وفي بيئات عمليات متنوعة.
تنتمي مسيرات كويوت الاعتراضية إلى عائلة من الأنظمة الجوية غير المأهولة والقادرة على تنفيذ مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، فضلا عن ضرب الأهداف وتحييد المسيرات المُعادية.
إن نسختي بلوك 1 و1بي من كويوت هي عبارة عن مسيرة صغيرة قابلة للاستهلاك ويمكن تجهيزها على التوالي برؤوس حربية متفجرة متشظية ورؤوس حربية تقاربية مجهزة بصمام ينفجر بصورة أوتوماتيكية حين يصل إلى مسافة معينة من هدفه.
يمكن إطلاق الأنظمة من الأرض باستخدام أنبوب هوائي بسرعة قصوى تبلغ 130 كلم في الساعة وبوسعها الاشتباك مع أهداف متعدّدة في وقت واحد.
وهي مدعومة بمستشعر الترددات الراديوية كيو-باند، وهو نظام رادار متقدم يوفر قدرات الكشف والتتبع ويمكّن كويوت من اعتراض المسيرات بدقة وتدميرها.
وبحسب الشركة المصنعة لها، يمكن لهذه النسخة أن تحلق "بشكل فردي أو جماعي ضمن أسراب"، وهي "قابلة للتكيّف مع مجموعة متنوعة من المهام بما في ذلك المراقبة والحرب الإلكترونية والقصف".
ولعل النسخة الصاروخية من النظام، وهي بلوك 2 كويوت، يتم إطلاقها من سكة وتحتوي على محرك صاروخي معزز ومحرك توربيني، ما يسمح لها بالوصول إلى سرعات تتراوح بين 555 و595 كلم في الساعة والاستجابة بشكل أسرع للتهديدات.
وتستطيع النسخة الصاروخية تدمير أنظمة الطائرات غير المأهولة الصغيرة والكبيرة بمدى فعلي يصل إلى 15 كلم عند إطلاقها من الأرض، كما تتمتع بالقدرة على الهجوم مجددا إذا نجح الهدف في الإفلات من الضربة الأولى.
من جانبها، يشبه مسيرات بلوك 3 كويوت بشكل أكبر نسخة بلوك 1، وتستخدم رأسا حربيا غير حركي لتحييد المسيرات المُعادية.
وعلى عكس نسخة بلوك 1، يمكن استرداد بلوك 3 وتجديدها وإعادة استخدامها من دون أن تغادر ساحة المعركة.
الاستحواذ السريع
إن اقتناء الجيش الأميركي لهذه المسيرات الاعتراضية ونشرها بسرعة، يؤكد الحاجة الملحة لمواجهة التهديد المتطور الذي تشكله المسيرات.
في كانون الثاني/يناير، منح الجيش الأميركي عقدا بقيمة 75 مليون دولار لإنتاج 600 مسيرة اعتراضية من طراز كويوت بلوك 2سي.
وفي هذا الإطار، قال الجيش "يلبي العقد الطلب المتزايد على مسيرات كويوت الاعتراضية والحاجة لزيادة الطاقة الإنتاجية لاحقا".
ومُنح العقد في أقل من 30 يوما كجزء من سلطة الاستحواذ السريع التي يتمتع بها مكتب وزير الدفاع ويعترف بها الكونغرس.
في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعلن الجيش عن خطط لشراء 6000 مسيرة من مسيرات بلوك 2 و700 من طراز بلوك 3 كويوت، بالإضافة إلى 252 منصة إطلاق ثابتة، و25 نظام إطلاق متحرك، و151 رادارا من طراز كيو-باند بحلول عام 2029.
يسعى هذا الاستثمار إلى توسيع مخزون الجيش من هذه الأنظمة الدفاعية الحيوية بسرعة وتعزيز القدرة على مواجهة المسيرات.