العمليات

الفيلق المدرع الثالث: العمود الفقري للقوة المدرعة في الجيش الأميركي

2025-12-04

يشكل الفيلق المدرع الثالث العمود الفقري لحرب المدرعات الأميركية، جامعا بين قوة نيرانية هائلة وقدرات مناورة سريعة.

شارك هذا المقال

جنود الجيش الأمريكي منتسبون لفريق القتال للواء الأول من فرقة الفرسان الأولى، فوج الفرسان 2-5، يناورون بمركبة قتالية من طراز برادلي أم2 أي3 ودبابة أبرام من طراز أم1 أي 2 في مناورات الدوران الحاسم معسكر ارون، كاليفورنيا، 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2017. [الجيش الأمريكي]
جنود الجيش الأمريكي منتسبون لفريق القتال للواء الأول من فرقة الفرسان الأولى، فوج الفرسان 2-5، يناورون بمركبة قتالية من طراز برادلي أم2 أي3 ودبابة أبرام من طراز أم1 أي 2 في مناورات الدوران الحاسم معسكر ارون، كاليفورنيا، 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2017. [الجيش الأمريكي]

حجر الزاوية في قوة القتال المدرعة

يعتبر الفيلق المدرع الثالث، الذي يتخذ من قاعدة فورت هوود في وسط ولاية تكساس مقرا له، أكبر تشكيل مدرع في الخدمة ويمثل ما يقرب 48 في المائة من إجمالي القوة القتالية للجيش.

تتمحور مهمته حول ضمان جاهزية القوات المدرعة وعمليات الأسلحة المشتركة، ليشكل الركيزة الأساسية لعمليات المناورة عالية المستوى.

يشرف الفيلق على الوحدات المدرعة الرئيسة، بما في ذلك الفرقة المدرعة الأولى، وفرقة الفرسان الأولى، وفرقة المشاة الثالثة، مع القدرة على إضافة فرقة رابعة عند اقتضاء متطلبات المهمة ذلك.

يضم الفيلق المدرع الثالث عددا من الألوية والكتائب المستقلة والمتخصصة التي توسع قدراته في مجالات الهندسة والاستطلاع والنيران والدعم اللوجستي.

وتشمل هذه التشكيلات اللواء الهندسي 36، وفوج الفرسان 3، وعناصر مدفعية ووحدات الإمداد.

إن تكامل هذه الوحدات يرسخ قدرة الفيلق على خوض عمليات كبرى تتسم بتأثيرات قتالية مختلفة ومتناسقة.

هذه القوات مجتمعة تمكن الفيلق المدرع الثالث من قيادة عدد من التشكيلات على مستوى الألوية والكتائب أثناء تنفيذ المهام المعقدة.

الدروس العملياتية والتفوق في المناورة

تكشف العمليات التاريخية أهمية تكتيكات المناورة السريعة وعمليات التغلغل في العمق التي باتت اليوم جوهر أداء الفيلق المدرع الثالث.

خلال عملية عاصفة الصحراء في عام 1991، نفذت قوة مدرعة أميركية كبيرة مناورات سريعة عطلت منظومة القيادة والسيطرة العراقية.

قاد فوج الفرسان المدرع الاختراق الأول، ما أتاح للوحدات المدرعة التي تلته التقدم وتحقيق انتصارات حاسمة على امتداد ساحة المعركة.

وأظهرت هذه التكتيكات كيف يمكن دمج القوات المدرعة والمشاة والمدفعية والإسناد الجوي في عمليات متزامنة ومتعددة الأبعاد، تحافظ على وتيرة القتال العالية وتحد في الوقت نفسه من الخسائر.

يواصل الفيلق المدرع الثالث اعتماد عقيدة قتالية صيغت استنادا إلى هذه النجاحات، مع تركيز خاص على الحركة، واتخاذ القرار السريع، ودمج نيران الإسناد ضمن العمليات.

ويعكس نهج الفيلق الفلسفة العامة للجيش القائمة على توفير قوة قتالية ساحقة من خلال مناورات منسقة.

وتظل قدرته على اختراق الشبكات الدفاعية من خلال الضغط الهجومي المستمر، عنصرا أساسيا في هويته القتالية.

ويعزز الفيلق جاهزيته من خلال تدريبات واسعة النطاق، وتمارين بالذخيرة الحية للأسلحة المشتركة، ومناورات متعددة الجنسيات تعزز قابلية التشغيل البيني مع الحلفاء والشركاء.

الجاهزية والقدرة على المناورة والامتداد الاستراتيجي

يبقى الانتشار السريع عنصرا حاسما في التخطيط العملياتي للفيلق المدرع الثالث.

وعلى الرغم من عدم الكشف عن جداول زمنية محددة للتعبئة، فقد اتخذت خطوات مهمة لتحسين سرعة الانتشار.

في عام 2022، عملت قاعدة فورت هود على تحديث منطقة تجهيز قوات الاستجابة السريعة الجاهزة للانتشار، الأمر الذي عزز قدرة الجيش على نشر وحدات مدرعة ثقيلة بسرعة أثناء الأزمات.

هذا وما يزال الفيلق المدرع الثالث يشكل ركيزة أساسية في قدرة الجيش على تكوين تشكيلات مدرعة جاهزة للقتال وقادرة على الاستجابة للأزمات الطارئة حول العالم.

إن دمج الفرق الثقيلة والألوية المتخصصة ووحدات الإسناد المتكاملة، يضمن قدرة الفيلق على توفير قوة قتالية حاسمة كلما دعت الحاجة.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *