يقول المثل الشهير الذي غالبا ما يُنسب إلى نابليون بونابرت إن "الهواة يناقشون التكتيكات فيما يناقش المحترفون الأمور اللوجستية".
وبالنسبة للقوات المسلحة، تعد اللوجستيات علم نقل العديد والعتاد من موقع إلى آخر. إنها العمود الفقري لجميع القرارات الاستراتيجية والتشغيلية والتكتيكية.
وتعد المركبة المدرعة متعددة الأغراض التابعة للجيش الأميركي عتادا أساسيا للوجستيات القوات، وهي عائلة من المركبات متعددة الأغراض من الجيل التالي صممت لتحل محل عائلة مركبات إم113.
وتجمع بين مجموعة من القدرات القتالية وقدرات المناورة واللوجستيات في مركبة واحدة تستطيع أن تواكب المركبات الأخرى وأن تنقل القوات إلى أي مكان يحتاجون الوصول إليه داخل ساحة المعركة أو خارجها.
وتتضمن المركبات المدرعة متعددة الأغراض 5 أنواع تلبي مجموعة من المتطلبات الاستراتيجية، وهي المركبات المخصصة للأغراض العامة وحاملة الهاون والمركبات المخصصة لقيادة المهام ومركبات العلاج الطبي والإخلاء الطبي.
وفي آذار/مارس 2023، أصبح فريق اللواء القتالي المدرع الأول التابع لفرقة المشاة الثالثة في فورت ستيوارت بجورجيا أول وحدة مجهزة بالكامل بالمركبات المدرعة متعددة الأغراض.
وسيضم أسطول الجيش من هذه المركبات ما يقارب الـ 3000 مركبة سيتم تسليمها خلال السنوات الـ 20 المقبلة.
متعددة الأغراض وقابلة للمناورة
ويملك الجيش الأميركي أسطولا مكونا من 2800 مركبة من طراز إم113 ويخطط لاستبدالها بالكامل بالمركبات المدرعة الجديدة متعددة الأغراض.
وإن هذه المركبات تعزز حماية إم113 وقابلية التنقل فيها وموثوقيتها وقابلية التشغيل البيني فيها.
ويمكن لعائلة المركبات المدرعة متعددة الأغراض أن تواكب مركبة برادلي القتالية أو دبابة أبرامز، ما يمكّنها من البقاء في تشكيل والتحرك بطريقة متناثرة وإعادة التجمع حسب الحاجة.
وإن الحماية المتقدمة للهيكل السفلي في المركبات المدرعة، تحمي هذه الأخيرة من العبوات الناسفة، في حين يغطي الدرع التفاعلي الجزء الأمامي والجانبي للهيكل ما يؤمن الحماية من قاذفات القنابل اليدوية والذخائر الموجهة. وتضم حجرتا الطاقم والمحرك أنظمة أوتوماتيكية لإخماد الحرائق.
وتتميز المركبة ببرج فردي يمكن تزويده بمدافع رشاشة عيار 7.62 ميليمتر أو 12.7 ميليمترا أو قاذفة قنابل آلية عيار 40 ميليمترا.
كذلك، يعد تصميمها الخاص بمجموعة نقل الحركة والتعليق مشابها لما هو موجود في مركبة برادلي القتالية ومدفع هاوتزر ذاتي الدفع من طراز إم109إيه7 بالادين، ما يوفر لها كل مقومات الحركة والحماية المتقدمة اللازمة في المركبات القتالية.
ويبسط هذا القاسم المشترك بين مركبات فريق اللواء القتالي المدرع، أعمال الصيانة والخدمات اللوجستية في الأسطول.
وتنص خطط الجيش على أن تكون المركبة المدرعة متعددة الأغراض بمثابة مركبة التحكم المأهولة الأساسية لمركباتها القتالية الروبوتية الجديدة.
ويمكن للقوات الموجودة داخل المركبة المدرعة متعددة الأغراض أن تتحكم عن بعد في المركبات القتالية الروبوتية وإرسالها للقيام بمهام الاستكشاف والاستطلاع والاستعادة والمواكبة.