أنظمة الأسلحة

المركبة القتالية إم2 برادلي ’ليست دبابة، بل قاتلة للدبابات‘

2023-10-04

منذ دخولها الخدمة في عام 1981، دأبت المركبات القتالية المجنزرة والمدرعة من عائلة إم2 برادلي على تدمير الدبابات في ساحة المعركة.

شارك هذا المقال

مركبات برادلي القتالية الأميركية تقوم بدورية في ريف مدينة القامشلي السورية بمحافظة الحسكة شمالي شرقي البلاد في 20 نيسان/أبريل 2022. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
مركبات برادلي القتالية الأميركية تقوم بدورية في ريف مدينة القامشلي السورية بمحافظة الحسكة شمالي شرقي البلاد في 20 نيسان/أبريل 2022. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

ردا على سؤال حول الفرق بين مركبة القتال إم2 برادلي (بي إف في) ودبابة القتال الرئيسية (إم بي تي) في مؤتمر صحافي عقد في شهر كانون الثاني/يناير، وصف المتحدث باسم البنتاغون العميد بات رايدر الدبابة بأنها "قاتلة الدبابات".

فمنذ دخولها الخدمة في عام 1981، دأبت المركبات القتالية المدرعة والمجنزرة من عائلة إم2 برادلي والتي صممها الجيش الأميركي وصنعتها الولايات المتحدة، على تدمير الدبابات في ساحة المعركة.

وذكرت صحيفة ذي ناشيونال إنترست في 27 آب/أغسطس 2021 أنه "في المعارك الآلية الدائرة في صحاري العراق المفتوحة في حرب الخليج التي امتدت بين 1990 و1991، دمرت برادلي عددا من المركبات المدرعة أكثر" مما فعلته دبابة إم1 أبرامز أم بي تي.

وغالبا ما يُعتقد خطأ أن مركبة برادلي هي دبابة، لكنها في الواقع مركبة مدرعة مصممة لنقل قوات المشاة في ساحة المعركة مع احتفاظها بدور نشط في القتال.

عناصر من الجيش الأميركي يفرغون معدات قتالية ثقيلة بينها دبابات أبرامز ومركبات برادلي القتالية في محطة للسكك الحديدية بالقرب من قاعدة بابراد العسكرية في ليتوانيا يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر 2019. [بيتراس مالوكاس/وكالة الصحافة الفرنسية]
عناصر من الجيش الأميركي يفرغون معدات قتالية ثقيلة بينها دبابات أبرامز ومركبات برادلي القتالية في محطة للسكك الحديدية بالقرب من قاعدة بابراد العسكرية في ليتوانيا يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر 2019. [بيتراس مالوكاس/وكالة الصحافة الفرنسية]
جنود لبنانيون يحرسون مركبات برادلي القتالية أميركية الصنع في مرفأ بيروت في صورة التقطت يوم 14 آب/أغسطس 2017. [باتريك باز/وكالة الصحافة الفرنسية]
جنود لبنانيون يحرسون مركبات برادلي القتالية أميركية الصنع في مرفأ بيروت في صورة التقطت يوم 14 آب/أغسطس 2017. [باتريك باز/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت من الجو لمركبات برادلي القتالية الأميركية في 7 كانون الأول/ديسمبر 2021، وذلك خلال مناورة عسكرية مشتركة بين قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في ريف محافظة دير الزور بسوريا. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت من الجو لمركبات برادلي القتالية الأميركية في 7 كانون الأول/ديسمبر 2021، وذلك خلال مناورة عسكرية مشتركة بين قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في ريف محافظة دير الزور بسوريا. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، تقع في مكان ما بين دبابة تقليدية وناقلة جنود مدرعة وتستخدم لتوفير الدعم الناري في ساحة المعركة وللقيام بمهام استطلاعية.

وكشف موقع بيزنيس إنسايدر أن "هذه المركبات التي تتميز بالسرعة والقدرة العالية على المناورة، تشغل بواسطة طاقم مكون من 3 أشخاص هم السائق والقائد ومطلق النار ويمكنها حمل ما يصل إلى 6 جنود مجهزين بالكامل".

وثمة حاليا 5 نماذج أساسية في المخزون التشغيلي هي إم2 وإم2إيه1 وإم2إيه2 وإم2إيه2 (عملية عاصفة الصحراء) وإم2إيه3، علما أن الطرازات الأحدث قادرة على حمل 7 جنود بالإضافة إلى الطاقم.

هذا وتشبه مركبة إم3 برادلي كافالري إف في التي تعتبر مركبة استطلاع واستكشاف مدرعة، في تصميمها سلسلة إم2 لكنها تتسع لـ 2 من الكشافة بدلا من جنود المشاة الـ 6 في إم2، بالإضافة إلى ذخيرة وأجهزة راديو إضافية.

وقد تم بناء أكثر من 6500 مركبة برادلي ومن المرجح أن تعمل النماذج المستقبلية على توسيع قدرة بي إف في على حمل القوات، وفقا لمصادر عسكرية.

وقال رايدر في المؤتمر الصحافي الذي عقد بتاريخ 5 كانون الثاني/يناير، "بالنسبة إلى ما ستقدمه مركبات برادلي، من الواضح أنها ستقدم قدرة مدرعة يمكنها نقل فرق المشاة الميكانيكية إلى المعركة لدعم العمليات الهجومية والدفاعية على حد سواء".

وأضاف في المؤتمر الصحافي الذي سبق بعدة أسابيع إعلان الولايات المتحدة إرسالها شحنة أولية من 60 مركبة قتالية إلى أوكرانيا، أن هذه المركبات توفر "مستوى من القوة النارية والمدرعة من شأنه أن يحقق مزايا في ساحة المعركة".

سريعة ومتنقلة ومناسبة لكل الأراضي

وتعد إم2 برادلي أسرع وأكثر قدرة على الحركة من دبابات إم بي تي كأبرامز، إذ تتراوح سرعتها القصوى بين 40 و56 ميلا في الساعة أو بين 64 و90 كيلومترا في الساعة بحسب طرازها.

ويمكن أن تحمل عددا أكبر من الجنود مما تستطيع دبابة أبرامز حمله، ويمكن للطواقم الدخول والخروج منها بسهولة أكبر من الدبابة وذلك عبر منحدر خلفي.

وتم تصميم برادلي لمواكبة دبابات أبرامز حتى تتمكن من البقاء في التشكيل أثناء المعركة، مع قدرة كلتا المركبتين على تنفيذ عمليات مماثلة. ويبلغ مدى تشغيل برادلي نحو 400 كيلومتر.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه "مثل أبرامز، تسير برادلي على مداسات بدلا من العجلات، ما يسمح لها بالعبور عبر الأراضي الوعرة التي لا يمكن للشاحنات عبورها".

وتابعت "يتم تغليف هياكل كلتا المركبتين بكتل مدرعة متطورة تهدف إلى توفير درجة من الحماية من الضربات المباشرة من نيران العدو وصواريخه".

وباعتبارها مركبة مجنزرة، تم تصميم برادلي "لعبور أي تضاريس حتى المياه، ويمكنها الانتقال إلى الوضع البرمائي في غضون 5 دقائق"، وفقا لموقع هاو ستاف ووركس.

وأضاف الموقع "أحدث طرازات برادلي أي إم2إيه3 وإم3إيه3 مجهزتان بعوامة قابلة للنفخ تم تركيبها في مقدمة وجوانب المركبة"، بحيث تدفعها المسارات عبر الماء بسرعة قصوى تبلغ نحو 4 أميال في الساعة (6.4 كيلومتر في الساعة).

’قاتلة الدبابات‘

وبالإضافة إلى نقل قوات المشاة إلى قلب المعركة، تم تجهيز برادلي بأسلحة قادرة على حماية تلك القوات من نيران العدو عند خروجهم من المركبة عبر المنحدر الخلفي.

ويتم توفير الحماية من خلال المراقبة عبر مدفع بوشماستر المتسلسل وهو مدفع أوتوماتيكي بالكامل بقطر 25 ميليمترا ومدار بسلسلة يستخدم على نطاق واسع من قبل الجيش الأميركي لمهاجمة المركبات والمواقع الدفاعية.

وتتيح ميزة التغذية المزدوجة لمدفع بوشماستر التحميل المتزامن للقذائف الخارقة للدروع مع التتبع والذخائر الخارقة للدروع والمثبتة بزعانف مع التتبع.

ويمكن لهذه الذخائر اختراق المركبات المدرعة الخفيفة والمدفعية ذاتية الدفع والأهداف الجوية مثل المروحيات على مدى يصل أقصاه إلى 3000 متر.

ويطلق المدفع المتسلسل أيضا موادا حارقة شديدة الانفجار بذخائر تتبع والتي يمكنها تدمير المركبات غير المدرعة والمروحيات وقمع مواقع الصواريخ المضادة للدبابات وفرق العدو على مسافة 2200 متر.

وإلى جانب مدفع أصغر يستخدم في المواجهات القريبة، تم تجهيز برادلي بصواريخ تطلق من أنبوب ويمكن تتبعها بصريا وهي موجهة سلكيا وقادرة على تدمير الدبابات.

وتمتلك الصواريخ التي تطلق من الأنبوب ويمكن تتبعها بصريا وهي موجهة سلكيا مدى فعالا يبلغ 3750 مترا.

وتم إنتاج منظومة هذه الصواريخ لأول مرة في عام 1970، وهي منظومة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات الأكثر استخداما على نطاق واسع في العالم بين حلفاء الولايات المتحدة وشركائها.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *