فيلق طوارئ عالمي
يُعد الفيلق 18المحمول جوا في الجيش الأميركي والمعروف بلقب "تنانين السماء"، حجر الأساس في قوات التدخل السريع للولايات المتحدة.
ويضم الفيلق نخبة من الفرق المميزة، مثل الفرقة 82 المحمولة جوا والفرقة 101 المحمولة جوا (الهجوم الجوي) وفرقة الجبال العاشرة، ما يجعله شديد المرونة في مهام الاقتحام والعمليات الاستطلاعية خارج الحدود.
وبحسب عقيدة الجيش، تستطيع الفرقة 82 المحمولة جوا الانتشار بواسطة المظلات وإنشاء موطئ قدم لها في البيئات العدائية في غضون ساعات من حصولها على الإشعار بذلك.
ولأنها مُصمّمة للانتشار العالمي في مهلة قصيرة للغاية، فقد صقلت على مدى عقود قدراتها لإتمام مهمة الانتشار السريع.
وتسمح قدراتها المرتبطة بالهجوم الجوي وقوات المشاة الخفيفة بالتكيف مع سيناريوهات عملياتية متنوعة حول العالم.
وتجري الفرقة 18 المحمولة جوا تدريبات منتظمة ضمن تمارين واسعة النطاق للحفاظ على قدرتها على التدخل.
في أحد التمارين القتالية الأخيرة، حاكى الفيلق عملية انتشار على مسافات واسعة تحت قيادة مشتركة، ما أظهر بجلاء قدرته على التحرك والتدخل على المستوى العالمي.
اعتمد الفيلق أيضا تقنيات متقدمة للقيادة والسيطرة، من بينها أنظمة تدمج الاتصالات عبر شبكات الجيش والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية الأميركية.
عمليات انتشار وردع حديثة
خلال السنوات الأخيرة، أثبت الفيلق أهميته في مواجهة الأزمات المعاصرة.
فقد نُشرت وحدات من الفيلق 18 المحمول جوا في أوروبا الشرقية عام 2022 لطمأنة حلفاء الناتو عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، في تأكيد واضح لدوره الردعي.
وأدت عمليات انتشار مماثلة في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى تعزيز قدرة أميركا على استعراض القوة وإحلال الاستقرار في المناطق ذات المضطربة خلال مهلة قصيرة.
تاريخيا، أظهر الفيلق مرونته خلال عملية درع الصحراء عام 1990.
بدأت وحداته المتقدمة بالوصول إلى المملكة العربية السعودية في 8 آب/أغسطس، حيث قامت بتأمين مواقع متقدمة خلال مرحلة حشد قوات التحالف.
وخلال حرب الخليج، تولى الفيلق مهمة القيادة والتحكم مع الفرقتين 82 و101 المحمولتين جوا إلى جانب تشكيلات أخرى، مساهما بشكل كبير في عمليات قوات التحالف.
ويدعم الفيلق 18 المحمولة جوا أيضا المهام المشتركة ومتعددة الجنسيات التي تعزز التشغيل البيني مع القوات الحليفة في مختلف المناطق.
وغالبا ما تشارك قيادته في فعاليات تخطيط مشتركة تدمج المكونات الجوية والبرية والبحرية، بما يضمن تنفيذ عمليات منسقة أثناء الأزمات.
تُسهم هذه الشراكات في صقل آليات اتخاذ القرار داخل الفيلق وتحسين منظومات الدعم اللوجستي المشترك، إضافة إلى تعزيز الشبكات الدولية اللازمة للانتشار السريع في بيئات متنازع عليها.
القدرات المستقبلية والتحديث
يستثمر الفيلق في مبادرات تحديث تهدف إلى توسيع دوره في عمليات متعددة المجالات.
إن دمج القدرات الحربية السيبرانية والفضائية والإلكترونية يعيد تحديد كيفية استعداد الفيلق للعمل في بيئات متنازع عليها.
وتُسهم مبادرات مثل القيادة والسيطرة المشتركة متعددة المجالات في تعزيز التنسيق بين مختلف القوات والمجالات، بما يضمن بقاء الفيلق مرنا وفعالا في صراعات المستقبل.
بوصفه عنصرا محوريا في خطط الطوارئ الأميركية، تُمكنه جاهزيته العالية من تنفيذ عمليات تمتد من ميادين القتال إلى مهام الإغاثة الإنسانية.
ومن خلال حفاظه على قوات خفيفة ورشيقة وقابلة للتوسع، يشكل الفيلق 18 المحمول جوا ركيزة استراتيجية لقدرة الولايات المتحدة على الانتشار السريع في مختلف أنحاء العالم.
