أنظمة الأسلحة

الطائرة في-22 أوسبري توسع مدى القوات الأميركية بمرونة لا مثيل لها

2025-10-19

التصميم المائل الدوار لطائرة في-22 أوسبري يجمع بين قدرة المروحيات على الإقلاع العمودي وسرعة الطائرات، ما يُحدث تحولا في النقل الجوي العسكري الأميركي ويوسع نطاق العمليات على المستوى العالمي.

شارك هذا المقال

طائرة في-22 أوسبري تستعد للهبوط على سطح الإقلاع في حاملة الطائرات إتش إم إس برينس أوف ويلز بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2024. [المصور البحري مادِكس ألميدا/البحرية الأميركية]
طائرة في-22 أوسبري تستعد للهبوط على سطح الإقلاع في حاملة الطائرات إتش إم إس برينس أوف ويلز بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2024. [المصور البحري مادِكس ألميدا/البحرية الأميركية]

طائرة في-22 أوسبري هي طائرة عسكرية رائدة تجمع بين قدرة المروحية على الإقلاع والهبوط العمودي، وبين سرعة ومدى وكفاءة استهلاك الوقود للطائرة ثابتة الجناح.

تُعد أوسبري أول طائرة مائلة الدوار تُنتج على نطاق واسع في العالم، وتشكل أداة حيوية لسلاح مشاة البحرية الأميركي وسلاح الجو والبحرية، إذ تمكن من تحقيق سرعة في التنقل ومرونة عملياتية عالية في البيئات المعقدة.

يقوم تصميمها على وجود شفرتين كبيرتين من نوع مروحة-دوار، موضوعتين داخل محاور دوارة عند نهاية الأجنحة.

يتيح هذا التصميم للطائرة الإقلاع والتحليق في مكانها والهبوط مثل المروحية، قبل أن تنتقل إلى الطيران الأمامي مثل الطائرة ثابتة الجناح، ما يضاعف سرعتها التحليقية ويزيد مدى طيرانها بشكل كبير.

يمكنها بلوغ سرعات تتجاوز 270 عقدة (نحو 310 أميال في الساعة) وقطع مسافة تزيد على 1000 ميل بحري، متفوقة بفارق كبير على المروحيات التقليدية.

تتميز طائرة في-22 بقدرتها على أداء طيف واسع من المهام، بما في ذلك إنزال القوات وإجلاؤها، العمليات الخاصة، إعادة الإمداد اللوجستي، الإغاثة في حالات الكوارث، إضافةً إلى مهام البحث والإنقاذ.

بدأ تطويرها في ثمانينيات القرن الماضي، ونفذت أولى رحلاتها في عام 1989.

وعلى الرغم من العقبات المبكرة والتحديات الهندسية، دخلت الطائرة الخدمة التشغيلية في عام 2007، وباتت لا غنى عنها منذ ذلك الحين وذلك في مختلف فروع القوات المسلحة الأميركية.

الإنجاز الهندسي والقدرات

تمثل طائرة في أكبر قفزة في مجال النقل الجوي العسكري منذ ظهور المروحيات قبل أكثر من نصف قرن.

يمكن لمحركاتها أن تدور من الوضع العمودي إلى الوضع الأفقي، ما يمنح القادة مرونة غير مسبوقة في تنفيذ المهام.

وبإمكانها نقل أكثر من 4500 كيلوغرام من الحمولة أو حمل ما يصل إلى 32 جنديا مجهزين على أرضية المقصورة.

إن قدراتها على الإقلاع والهبوط القصير، تجعلها مناسبة للعمليات في البيئات الضيقة أو الميدانية المؤقتة.

يستخدم سلاح مشاة البحرية النسخة إم في-22بي بشكل أساسي في مهام الإنزال البرمائي والهجوم العمودي، بديلا عن المروحية سي إيتش-46إي سي نايت.

يستخدم سلاح الجو النسخة سي في-22 في العمليات الخاصة، في حين طوّرت البحرية النسخة سي إم في-22بي لتأمين مهام النقل إلى حاملات الطائرات، ما وسع نطاق عملياتها وخفض اعتمادها على المنصات القديمة.

سجل الإنجازات العملياتية

أثبتت طائرة في-22 كفاءتها في القتال وفي المهام بعيدة المدى.

خلال عملية الحرية الدائمة في أفغانستان، نفذت طائرة إم في-22بي بنجاح رحلة واحدة بطول 820 كيلومترا من سفن الإنزال البرمائي إلى قاعدة داخلية، وذلك في غضون أكثر من ساعتين بقليل.

في عام 2015، قامت ثلاث طائرات إم في-22بي برحلة طولها 9,920 كيلومترا من كاليفورنيا إلى البرازيل على خمس مراحل خلال خمسة أيام، في استعراض سجل رقما قياسيا لقدرة الطائرة على التحمل ومدى طيرانها.

شكل تطوير أوسبري محطة بارزة في التعاون بين الحكومة وقطاع الصناعة، حيث أظهر كيف يمكن للشراكات المستدامة أن تثمر قدرات دفاعية تحولية.

ومن خلال توسيع مدى القوات البرمائية وتعزيز الكفاءة اللوجستية، أعادت طائرة في-22 أوسبري تعريف مفهوم التنقل الجوي الحديث، لتقف شاهدا على قوة الابتكار في مجال الطيران والفضاء.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *