يشتهر صاروخ توماهوك بي جي إم-109 الهجومي البري بمرونته ودقته وقدرته العالية على التكيف مع مختلف سيناريوهات القتال.
فهذا الصاروخ الجوال الذي يعمل في جميع الأحوال الجوية وبمدى طويل وتحت سرعة الصوت، قادر على إصابة أهداف على بُعد 1609 كيلومترات، وبسرعة تصل إلى 885 كيلومترا في الساعة. ويتميز أيضا بقدرته على التحليق على ارتفاعات منخفضة جدا لتفادي رصد الرادارات، ليطير بمحاذاة سطح الأرض أو البحر.
تستخدم البحرية الأميركية نسخا مختلفة من صاروخ توماهوك خصوصا في العمليات التي تُنفذ انطلاقا من السفن والغواصات، بهدف استهداف السفن المعادية والأهداف البرية.
اختار الجيش الأميركي صاروخ توماهوك لبرنامجه الخاص بالقدرات المتوسطة المدى (إم آر سي)، ما يمنح قواته البرية قدرة على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى تسد الفجوة بين المدفعية قصيرة المدى وأنظمة الصواريخ بعيدة مدى.
يُناسب الصاروخ مختلف أنواع المهام القتالية، إذ يتميّز بتصميم معياري يتيح تزويده بأنواع متعددة من الرؤوس الحربية، بما في ذلك الرؤوس شديدة الانفجار، والذخائر العنقودية، والقنابل الخارقة للتحصينات. كما يمكنه استخدام أنظمة توجيه متنوعة بحسب طبيعة المهمة وظروف التشغيل.
عند التحليق فوق المياه، يستخدم الصاروخ نظام التوجيه بالقصور الذاتي أو نظام تحديد المواقع العالمي ليتبع مسارا محددا مسبقا. أما عند التحليق فوق اليابسة، يُدعم نظام التوجيه الخاص به بتقنية مطابقة لتضاريس الأرض.
يوفّر نظام مطابقة المشهد الرقمي (دي إس إم أيه سي) أيضا التوجيه النهائي للصاروخ من خلال مقارنة الصور الملتقطة على متنه مع الصور المرجعية المخزنة، ما يحقق دقة دائرة الخطأ المحتملة بنحو 30 قدما (10 أمتار).
يمتلك صاروخ توماهوك أيضا قدرات ضاربة كبيرة، إذ يُجهز بـ166 ذخيرة فرعية موزعة على 24 حاوية. تحتوي كل حاوية على ست أو سبع ذخائر فرعية.
تُطلق الحاويات على شكل أزواج، واحدة على كل جانب من الصاروخ، ما يمكن توماهوك من استهداف عدة أهداف بدقة متناهية.
يستطيع الصاروخ تنفيذ ما يصل إلى خمس عمليات استهداف منفصلة، ما يجعله مثاليا لمهاجمة مجموعة متنوعة من الأهداف المختلفة ضمن مهمة واحدة.
ولتحقيق التغطية المثلى والفعالية العالية، تُطلق عادة جميع الحاويات الـ24 بشكل متسلسل، ما يسهل تنفيذ عمليات الضربات الدقيقة ويوفر قدرة فعالة على منع العدو من استخدام المنطقة وتدمير عدة مواقع مستهدفة.
إصدارات بلوك 5
تتميّز نسخة بلوك 5 بتحديث في أنظمة الملاحة والاتصالات أتاح للصاروخ استقبال بيانات الاستهداف من منصات متعددة، بما في ذلك الطائرات والطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية والقوات البرية.
تتيح هذه القدرة على الاتصال إجراء تحديثات وتعديلات في الوقت الفعلي أثناء الطيران، ما يزيد من مرونة المهمة وفاعليتها.
تتضمن نسخة بلوك 5 نوعين: بلوك 5إيه، وهي نسخة توماهوك المخصصة للضربات البحرية والقادرة على استهداف الأهداف المتحركة في البحر، وبلوك 5بي، المعروف أيضا باسم نظام الرؤوس الحربية متعددة التأثيرات المشتركة.
صُممت نسخة بلوك 5بي لتعزيز قدرات اختراق رأس صاروخ توماهوك الحربي، ما يتيح له استهداف مجموعة أوسع من الأهداف البرية وتحسين القدرة على اختراق الأهداف المحصنة.
بشكل عام، تحديثات الملاحة والاتصالات جعلت اعتراض وكشف صاروخ توماهوك أكثر صعوبة.