من خلال أسطولها من طائرات الهليكوبتر من طراز ميرلين، تُظهر البحرية الملكية البريطانية التزامها بالحفاظ على قوة بحرية متعددة الاستخدامات وهائلة.
تُستخدم حاليا عدة نسخ من هذه المروحية، بما في ذلك الطراز إم كاي2 وإم كاي4 وكراوسنس وتؤدي جميعها أدوارا حيوية تتراوح بين الحرب ضد الغواصات وصولا إلى الإنذارالجوي المبكر والعمليات البرمائية.
وتعد المروحية ميرلين إيتش إم إم كاي2 الصياد الجوي للغواصات التابع للبحرية الملكية البريطانية.
صُممت أساسا لمهام مكافحة الغواصات، وهي مزودة بأنظمة سونار متقدمة وطوربيدات ستينغ راي ورشاشات إم3إم عيار 0.50. وتمكّنها هذه التجهيزات من رصد التهديدات تحت الماء والتصدي لها.
وإلى جانب مهام مكافحة الغواصات، تستطيع مروحية إم كاي2 أيضا تنفيذ عمليات مكافحة الأهداف السطحية والمهمات الإنسانية وعمليات البحث والإنقاذ.
يُبرز نشرها على منصات مثل حاملات الطائرات من فئة كوين إليزابيث، والمدمّرات من فئة 45 والفرقاطات من فئة 23 مدى تنوع قدراتها وأهميتها في تعزيز جاهزية البحرية الملكية البريطانية للعمليات.
إلى هذا، زُود الطراز إم كاي2 بترقية جديدة لتعزيز الوعي بالموقف، وهي نظام كروزنست الذي يحوّل مروحية ميرلين إيتش إم إم كاي2 إلى منصة إنذار جوي مبكر.
حقق النظام القدرة التشغيلية الكاملة في شهر نيسان/أبريل، ما يمثل محطة مهمة في جهود تحديث البحرية الملكية البريطانية.
تتميز النسخة المزودة نظام كروزنست بأنها مجهزة برادار عالي الطاقة يقع داخل حاوية مقببة مميزة أسفل جسم الطائرة، وتوفر مراقبة جوية وبحرية وبرية بعيدة المدى.
يتيح هذا النظام الكشف عن التهديدات المحتملة وتحديدها وتتبعها خارج مدى الأفق، ما يوفر طبقة دفاع حيوية للمجموعات الضاربة التابعة لحاملات الطائرات.
العمليات البرمائية
مؤخرا، خضع طراز آخر من عائلة ميرلين هو الطراز ميرلين إم كاي4، الذي يُعتبر غالبا أكثر مروحيات المعارك البرمائية تقدما في العالم.
صُمم الطراز إم كاي4 خصيصا للعمليات البرمائية، إذ يمكنه نقل ما يصل إلى 24 جنديا مجهزين بالكامل، ما يوفر قدرات نشر سريعة لقوات مشاة البحرية الملكية البريطانية.
يعد الطراز إم كاي4 نتيجة سلسلة من التحديثات التي تهدف إلى تحسين مروحيات ميرلين لتناسب العمل على السفن وتمكينها من العمل من أي سفينة في أي مكان في العالم.
التحديثات التي أُنجِزت في كانون الثاني/يناير حوّلت 25 مروحية من طراز إم كاي3 إلى مستوى الطراز إم كاي4.
وتشمل التحسينات الرئيسة إعادة تصميم رأس وذيل الدوار الرئيس القابل للطي، ما بات يسمح للطائرة العمودية بالعمل بسهولة من السفن البحرية، بما في ذلك حاملات الطائرات من فئة كوين إليزابيث.
تتيح الدوارات القابلة للطي استيعاب طائرتين هليكوبتر على رافعة طائرة واحدة على متن حاملة الطائرات.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز الطائرة بنظام مساعدات دفاعية محدث ومزود بأجهزة استشعار قادرة على اكتشاف وتحديد التهديدات الناتجة من الأسلحة الموجهة بالليزر.
ويسهل تصميم إم كاي4 عمليات الهبوط السريع باستخدام الحبال وطرق الإدخال الأخرى، ما يجعله مناسبا للغاية لعمليات القوات الخاصة والمهمات الإنسانية.
يواصل أسطول ميرلين إظهار قيمته الاستراتيجية. خلال مهمة مجموعة حاملة الطائرات الضاربة التابعة للبحرية الملكية البريطانية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، نُشرت تسع مروحيات ميرلين إم كاي2، ثلاث منها مزوّدة بنظام كروزنست.