تشكل صفقة بيع محتملة لطوربيدات للسعودية الدليل الأحدث على السمعة التي لا مثيل لها للمعدات العسكرية الأميركية من حيث الموثوقية والجودة.
ووافقت وزارة الخارجية الأميركية في 3 كانون الثاني/يناير على صفة بيع محتملة للسعودية تشمل 20 طوربيدًا خفيف الوزن من طراز إم كيه 54 مود 0.
وتشمل الصفقة أيضا قطع غيار وطوربيدات تدريبية يمكن استعادتها من طراز إم كيه 54 وغيرها من أشكال الدعم.
ووفقا للإعلان، فإن صفقة البيع المقترحة "ستدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة عبر تحسين أمن دولة شريكة تشكل قوة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج".
![طوربيد تدريبي طراز إم كيه 54 مود 0 أثناء إطلاقه من مدمرة صواريخ موجهة من فئة أرلي بيرك في 16 نيسان/أبريل 2014. [البحرية الأميركية]](/ssc/images/2025/02/19/49133-1256890-600_384.webp)
وأضاف الإعلان أن الصفقة ستطور أيضا قدرات السعودية في مجال الحرب المضادة للغواصات.
يُذكر أن الطوربيد إم كيه 54 هو السلاح الرئيسي الذي تستخدمه البحرية الأميركية ضد الغواصات ويتم إطلاقه من السفن السطحية والطائرات.
وإن الطوربيد الذي يبلغ قطره 324 ميليمترا (12.75 بوصة) وطوله 2.71 متر (106.9 بوصة)، يزن 275 كيلوغراما (607 أرطال) ويشتمل على رأس حربي شديد الانفجار زنة 45 كيلوغراما (100 رطل).
وصُمم إم كيه 54 للإبحار بسلاسة في المياه الضحلة من خلال إدماج تكنولوجيا متطورة لمعالجة الإشارات الرقمية التي تعزز التوجيه والتحكم.
وتعد معالجات الإشارات الرقمية عالية السرعة وتقنيات دمج أجهزة الاستشعار المتقدمة محورية وأساسية في ملاحة الطوربيد وقدرته على اختراق الشراك الخداعية الصوتية التي تستخدمها الأهداف تحت الماء.
ولهذه القدرة أهمية حيوية، ولا سيما ضد الغواصات الأكثر هدوءا والتي تعمل بالطاقة النووية.
عقود من التعاون
ويربط بين الولايات المتحدة والسعودية تاريخ طويل من التعاون العسكري يعود إلى 80 عاما.
وبدأ هذا التعاون بمطار تم بناؤه في السعودية خلال الحرب العالمية الثانية عام 1945، قبل أن يتطور إلى شراكة دائمة تؤكد على التزام الولايات المتحدة بضمان مستقبل سلمي ومزدهر ومستقر لمنطقة الشرق الأوسط.
وتشارك الدولتان بانتظام في مناورات عسكرية ثنائية ومتعددة الأطراف، بما في ذلك مناورات كبرى مثل العلم الأحمر والنسر الحاسم والرمال الحمراء.
وظلت الولايات المتحدة شريكا أمنيا ملتزما، إذ ساعدت السعودية في إحباط العديد من الهجمات الإرهابية وتعاونت معها في جهود أمنية دولية رئيسية بما في ذلك الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
هذا وتشتري المملكة تشتري ما يقارب الـ 80 بالمائة من أسلحتها من الولايات المتحدة، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وبالإضافة إلى ذلك، تم نشر أكثر من 2000 جندي أميركي في السعودية لتنفيذ برامج التعاون الدفاعي والأمني ومواجهة التهديدات الإيرانية وردعها، وفقا لتقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونجرس في آذار/مارس الماضي.