يشكل البيع المحتمل لصواريخ تاو أميركية الصنع للسعودية دليلا واحدا من أدلة عدة على التزام الولايات المتحدة كشريك استراتيجي لها في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين.
ويشير تعبير تاو تاريخيا إلى الإطلاق بواسطة قاذف أنبوبي وإمكانية التتبع بصريا والتوجيه السلكي.
ولكن يتم توجيه الصواريخ التي ستشتريها السعودية بصورة لاسلكية.
ووافقت وزارة الخارجية الأميركية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي على عملية البيع المحتملة إلى السعودية لـ 507 صاروخ تردد لاسلكي من طراز تاو 2إيه و507 صاروخ تردد لاسلكي من طراز تاو 2بي.
وتشمل الصفقة المحتملة أيضًا الدعم والخدمات اللوجستية.
وإن صاروخ تاو الذي يتم إطلاقه من قاذف أنبوبي، هو نظام دقيق بعيد المدى مضاد للدروع والتحصينات والهبوط البرمائي.
ووفقا للجيش الأميركي، يحتوي الصاروخ في مقدمته على رأس حربي ويضم في وسطه أجنحة صليبية الشكل وفي خلفيته 4 شفرات تحكم ومحركا صاروخيا أحادي المرحلة يعمل بالوقود الصلب.
وتحتوي النسخة 2إيه على رأس حربي مزدوج مزود بشحنة صغيرة معطلة تعمل على تفجير الدروع التفاعلية وتسمح للشحنة الرئيسية باختراق الدروع الأساسية. وتستخدم النسخة 2بي طريقة الهجوم من الأعلى مع رأسين حربيين خارقين متفجرين من التنتالوم.
ويتراوح مدى النسختين من صاروخ تاو بين 3.7 إلى 4.5 كيلومتر، ويمكن إطلاقهما من منصات متعددة بما في ذلك قاذفة نظام تحديد الهدف المحسن ومركبة سترايكر القتالية المدرعة ومركبة برادلي القتالية.
تاريخ من التعاون
وجاء في إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن عملية البيع المطروحة هذه "ستدعم أهداف الولايات المتحدة في السياسة الخارجية والأمن القومي من خلال تحسين أمن دولة شريكة تشكل قوة لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج".
وأضافت أن من شأن ذلك أيضا تحسين قدرة السعودية "على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال تعزيز قوة دفاعها الداخلي".
وليست هذه الصفقة إلا مثالا واحدا على الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية.
وتشارك الدولتان بشكل منتظم في تدريبات عسكرية ثنائية ومتعددة الأطراف لتعزيز التشغيل البيني وقدرات الدفاع الجوي المتقدمة، بما في ذلك التدريبات الكبرى مثل العلم الأحمر وعزم النسر والرمال الحمراء.
وتشتري المملكة ما يقارب الـ 80 في المائة من أسلحتها من الولايات المتحدة، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وبالإضافة إلى ذلك، يتواجد أكثر من 2000 جندي أميركي في السعودية لتنفيذ برامج التعاون الدفاعي والأمني ومواجهة التهديدات الإيرانية وردعها، وفقا لتقرير صدر عن دائرة أبحاث الكونغرس في آذار/مارس الماضي.
وتصف وزارة الخارجية الأميركية العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة بأنها "أكثر من 7 عقود من الصداقة الوثيقة والتعاون" تشمل مكافحة الإرهاب والدفاع والاقتصاد.