من المنتظر أن تلعب قوة مهام جو-أرض بحرية ذات غرض مخصص تابعة لقوات مشاة البحرية دورا أساسيا في مناورة الغضب العارم للعام الجاري والتي تقام كل سنتين.
وتهدف المناورة إلى إظهار قدرة سلاح مشاة البحرية على تفريغ ودمج قوات التموضع البحري بصورة سريعة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية دعما للأمن الإقليمي والاستجابة للأزمات وعمليات مواجهة الطوارئ.
وستجري خلال العام الجاري النسخة التاسعة من مناورة الغضب العارم وستكون هذه المرة الثانية التي تشارك فيها السعودية كإحدى الدول المضيفة.
ومن المقرر أيضا أن تجرى المناورة في الإمارات وذلك بمشاركة سلاح مشاة البحرية والبحرية الأميركية والجيش الأميركي وقوات دوريات جنوب غرب آسيا التابعة لخفر السواحل الأميركي.
وسيشارك أيضا عناصر من الجيشين البحريني والأردني.
وفي إطار مناورة الغضب العارم لعام 2024، سينفذ المشاركون عملية تفريغ قتالي لقوة التموضع البحري قبالة ساحل السعودية بدعم من قيادة إسناد المسرح التابعة للجيش الأميركي والتي تركز على اللوجستيات.
وتعرّف البحرية الأميركية عملية قوة التموضع البحري على أنها "الانتشار والتشكيل السريع لقوة مهام بحرية أرض-جو في منطقة آمنة باستخدام جسر جوي بين المواقع وسفن تموضع بحري ذات انتشار أمامي".
وستشهد مناورة العام الجاري إنشاء قوة مهام جو-أرض بحرية ذات غرض مخصص تابعة لقوات مشاة البحرية، من شأنها أن تركز على نشر المعدات سريعا حول العام انطلاقا من الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وستنفذ القوة عملية تفريغ معقدة "داخل المجرى" قبل إعادة توزيع المعدات على الوحدات القريبة مع التنسيق مع فريق الشواطئ التابع للبحرية الأميركية وفوج اللوجستيات القتالية التابع لمشاة البحرية الأميركية.
ويشكل التفريغ داخل المجرى الأسلوب الخاص المعتمد من مشاة البحرية لنقل المعدات والإمدادات بعيدا عن الشاطئ بدون الحاجة إلى وجود مرفأ.
قوة مهام جو-أرض بحرية تابعة لقوات مشاة البحرية ذات غرض مخصص
وتعد قوة المهام جو-أرض البحرية ذات الغرض المخصص التابعة لقوات مشاة البحرية نسخة معدلة من قوة المهام البحرية جو-أرض التابعة لمشاة البحرية، وهو مصطلح يستخدم لوصف التنظيم الرئيسي لمجمل المهام عبر مجموعة من العمليات العسكرية.
و قوة المهام هذه هي تنظيم مهام أسلحة مشتركة متوازنة جو-أرض لقوات مشاة البحرية تحت قائد واحد، وهي منظمة لتنفيذ مهمة محددة وصممت للتوسع السريع والقدرة على التكيف.
وتضم كل قوة من قوات المهام البحرية جو-أرض التابعة لمشاة البحرية 4 عناصر أساسية، هي عنصر القيادة الذي يشمل وحدة المقر التي توجه العناصر الأخرى، وعنصر القتال البري المؤلف من قوات المشاة وهو مدعوم بالمدرعات والمدفعية، وعنصر قتال الطيران الذي يشمل كل الطائرات سواء الطائرات ذات الجناح الثابت أو المروحيات، وعنصر قتال لوجستي يضم كل وحدات الدعم الخاصة بالقوة مثل الاتصالات والمهندسين القتاليين والنقل بالسيارات والخدمات الطبية ووحدات الإمداد ومجموعات مخصصة مثل فرق التسليم الجوي وإسناد الهبوط.
ويعتمد حجم كل قوة مهام بحرية على مهمتها ولكن بنيتها لا تتغير أبدا. وتستطيع كل قوة التحرك بصورة فردية أو في إطار تحالف.
ويعد النوع الأكبر من قوات المهام البحرية هذه القوة الاستطلاعية للبحرية التي يتراوح قوامها من 46 إلى 90 ألف عنصر من جنود مشاة البحرية الأميركية.
وتمثل الألوية الاستطلاعية للبحرية، والتي ينظم عملها لمهام مخصصة وتضم ما بين 4000 و16 ألف عنصر من مشاة البحرية، ثاني أكبر حجم من قوات المهام البحرية جو-أرض التابعة لمشاة البحرية.
أما قوة المهام البحرية الأصغر حجما فهي وحدة الاستطلاع البحرية ذات الانتشار الأمامي والتي غالبا ما تكون أول القوات التي تصل للاستجابة للأزمات. وصممت لتكون متعددة الاستخدامات وسريعة الاستجابة وتضم 2200 عنصر من البحرية.
هذا ويتم تشكيل قوة مهام جو-أرض بحرية ذات الغرض المخصص والتابعة لقوات مشاة البحرية في الحالات التي تكون فيها وحدة الاستطلاع البحرية أو الوحدات الأخرى غير مناسبة أو غير متوفرة.
ولا تكون في العادة أكبر من وحدة الاستطلاع البحرية، وهي تتميز بقدرات مخصصة ضرورية لتنفيذ مهمة معينة. وقد تكون هذه القوة منظمة بحسب المهام من قبل قوات البحرية غير المنتشرة، أو قد تكون مشكّلة في حالات الطوارئ انطلاقا من جزء من قوة مهام بحرية جو-أرض منتشرة وتابعة لمشاة البحرية.
الشبكة عبر الجزيرة العربية
وستشمل مناورة الغضب العارم للعام الجاري تحريك القوات ونشر القوة القتالية الهجومية من السعودية إلى الإمارات، كما ستركز على تدريب القوات على استخدام خطوط الاتصالات التابعة للشبكة عبر الجزيرة العربية.
وهذه الشبكة هي شبكة من العقد والأنماط والمسارات تمتد عبر شبه الجزيرة العربية. وتوفر حرية التحرك عبر شبه الجزيرة العربية دعما لعمليات حالات الطوارئ مع تأمين نقل المعدات والعناصر بسهولة.
ويعد تطوير هذه الشبكة أولوية استراتيجية بالنسبة للقيادة المركزية الأميركية من أجل ضمان حركة الشحن والمعدات عبر المنطقة.
وترتبط الشبكة بشبكة الوصول الغربي التي تضم الموانئ المطلة على البحر الأحمر في الأردن والسعودية، ما يمكن أن يوفر مسارات بديلة لنقل المعدات والعناصر عبر المنطقة في حال تم إغلاق مضيق هرمز.
يُذكر أن إيران قد هددت مرارا وتكرارا بإغلاق مضيق هرمز الذي يشكل أحد أهم المضائق البحرية الاستراتيجية في العالم.
وسيكون من الممكن نقل المعدات والعناصر عبر الشبكة عبر الجزيرة العربية انطلاقا من موانئ شبكة الوصول الغربي للوصول إلى دول الخليج من الغرب.