أنظمة الأسلحة

خفة حركة إف-16 وتعدد استخداماتها تمكّن مفهوم التوظيف القتالي الرشيق بالقوات الجوية الأميركية

2024-02-22

يشدد مفهوم التوظيف القتالي الرشيق الخاص بالقوات الجوية على سرعة منصاتها ومتانتها وقدرتها على التكيف.

شارك هذا المقال

طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز إف-16 فالكون فايتنيغ تقلع بعد تزودها بالوقود في كوريا الجنوبية، يوم 17 كانون الثاني/يناير 2024. [القوات الجوية الأميركية]
طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز إف-16 فالكون فايتنيغ تقلع بعد تزودها بالوقود في كوريا الجنوبية، يوم 17 كانون الثاني/يناير 2024. [القوات الجوية الأميركية]

تمكن خفة الحركة وتعدد الاستخدامات التي تتمتع بها طائراتإف-16 فالكون فايتنيغ التابعة للقوات الجوية الأميركية ، تمكنها من دعم خدمة مفهوم التوظيف القتالي الرشيق.

تم تقديم مفهوم التوظيف القتالي الرشيق كعقيدة للقوات الجوية الأميركية عام 2022، ويركز على نشر القوة والعمليات من قواعد مركزية كبيرة إلى مواقع أصغر ومتفرقة، ما يوفر للقوة قدرا أكبر من الحركة والقدرة على الاستجابة السريعة ضد مجموعة واسعة من التهديدات.

ويعقد التشتت المادي قدرات الخصوم على استهداف القوات الجوية الأميركية والقوات الجوية الحليفة، ما يمكّن مفهوم التوظيف القتالي الرشيق من "زيادة القدرة على الصمود مع توليد القوة القتالية"، وفقا للقوات الجوية.

يتمحور مفهوم التوظيف القتالي الرشيق حول عمليات برية متعددة وصغيرة الحجم في منطقة ساحة معركة أمامية، مدعومة بالعديد من الطائرات المقاتلة وطائرات الهجوم البري.

تم تصنيع الطائرة إف-16 بداية في سبعينيات القرن الماضي، وقد تطورت لتلبية المتطلبات المتغيرة للقتال الجوي ومفهوم التوظيف القتالي الرشيق.

صممت هذه المقاتلة لتكون خفيفة الوزن ومتعددة المهام مع التركيز على التفوق الجوي كبديل للطائرات المقاتلة الثقيلة والتي بات استخدامها مرهقا. وسلطت فلسفة تصميمها الضوء على قدرتها على المناورة والتكيف وانخفاض كلفتها نسبة إلى فعاليتها.

دخلت الطائرة إف-16إيه الخدمة مع القوات الجوية الأميركية في عام 1978، وخضعت منذ ذلك الحين المقاتلة إف-16 للعديد من التحديثات والتغيرات، بما يضمن فعاليتها في مواجهة التهديدات الناشئة.

ويوجد حاليا أكثر من 3100 طائرة من طراز إف-16 تُستحدم في 25 دولة، وفقا للشركة المصنعة لها. واعتبارا من عام 2022، تم إنتاج أكثر من 4550 طائرة من طراز إف-16 لكل من الولايات المتحدة وحلفائها.

في وقت من الأوقات، كانت القوات الجوية الأميركية تخطط لإنهاء إنتاج طائرات إف-16 بحلول عام 2017، لكنها قررت في النهاية إطالة عمر الطائرة. وحفز الطلب على المقاتلة في عام 2019 من قبل البحرين وسلوفاكيا وبلغاريا وتايوان والمغرب على إنتاج المزيد منها.

يتراوح المستخدمون الدوليون للمقاتلة من تشيلي إلى سنغافورة إلى دول الشرق الأوسط، بما في ذلك البحرين ومصر والعراق والأردن. وبعد تركيا وإسرائيل، تمتلك مصر أكبر أسطول من طائرات إف-16 في المنطقة.

تناغم تام مع مفهوم التوظيف القتالي الرشيق

وسرعة الطائرة إف-16 وقدرتها على التكيف وانتشارها في كل مكان، كلها سمات تمكنها من دعم مفهوم التوظيف القتالي الرشيق الخاص بالقوات الجوية الأميركية.

فمع حمولة كاملة من الوقود داخلها، يمكن لطائرة إف-16 أن تتحمل ما يصل إلى تسعة جي - تسعة أضعاف قوة الجاذبية - والطيران بسرعة تصل إلى 1500 ميل في الساعة (2 ماخ على الارتفاع)، ما يمكنها من الوصول بسرعة إلى الأهداف .

وتتميز الطائرة بالمرونة في القتال جو-جو والهجوم الأرضي والحرب الإلكترونية، وهي قادرة على الطيران لمسافة تزيد عن 500 ميل (805 كيلومترات) لإسقاط الأسلحة بدقة فائقة والدفاع ضد طائرات العدو، وفقا للقوات الجوية.

وكشفت القوات الجوية أن جميع طائرات إف-16 التي سُلمت منذ عام 1981، تحتوي على "موارد هيكلية وأسلاك مدمجة وهندسة أنظمة تسمح بمرونة متعددة الأدوار لتنفيذ ضربات دقيقة وهجوم ليلي ومهام اعتراض خارج المدى البصري".

تحتوي الطائرة إف-16 على تسعة رؤوس صلبة لتركيب مجموعة واسعة من الصواريخ والقنابل والكبسولات للتعامل مع مجموعة متنوعة من المهام، بالإضافة إلى مكانين آخرين أسفل جسم الطائرة متاحين لأجهزة الاستشعار أو حجرات الرادار.

وتحمل أيضا مدفع إم61إيه1 فولكان عيار 20 ملم، والذي يتم تركيبه داخل جسم الطائرة على يسار قمرة القيادة.

ويؤكد وجودها في مختلف أفرع القوات الجوية أيضا، موثوقيتها وفعاليتها في بيئات تشغيلية متنوعة.

تضمن وفرة مقاتلات إف-16 في جميع أنحاء العالم وجود مجموعة قوية من المشرفين على الصيانة وقطع الغيار، الأمر الذي يعتبر ركيزة أساسية لمفهوم التوظيف القتالي الرشيق.

وقد صممت الطائرة إف-16 لتكون غير مكلفة نسبيا وسهلة الصيانة بهدف توفير نظام أسلحة منخفض التكلفة وعالي الأداء نسبيا للولايات المتحدة والدول الحليفة.

ووفقا لصحيفة حقائق للقوات الجوية الأميركية، "عند تصميم الطائرة إف-16، تم اختيار علوم الطيران المتقدمة والأنظمة الموثوقة من طائرات أخرى مثل إف-15 وإف-111. كل هذه تم دمجها لتبسيط الطائرة وتصغير حجمها وتخفيض سعر شرائها وتكاليف صيانتها ووزنها".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *