تعد مقاتلة إف-16 فالكون الطائرة المقاتلة متعددة المهام الأكثر تشغيلا في العالم، نظرا لقدرتها الفائقة على المناورة وقدراتها الهجومية وسجلها القتالي المثبت.
ومنذ تصنيعها في عام 1976، استخدمت أكثر من 30 دولة المقاتلة إف-16. واعتبارا من عام 2022، كانت 25 دولة ما تزال تستخدم هذه الطائرة وتم إنتاج أكثر من 4550 طائرة من طرازها لكل من الولايات المتحدة وحلفائها.
ودخلت الطائرة إف-16إيه الخدمة مع القوات الجوية الأميركية في عام 1978.
وقام فريق من قسم الطيران بشركة جنرال دايناميكس بتطوير الطائرة في أوائل سبعينيات القرن الماضي كبديل للطائرات المقاتلة الثقيلة والتي تعجز عن المناورة.
وجاءت هذه الطائرة استجابة للحاجة إلى مركبة جوية مقاتلة بارعة وخفيفة وغير مكلفة يمكن تغيير مسارها بسهولة قصوى وباستطاعتها تجنب صواريخ العدو ونيران المدافع الرشاشة.
وعرضت الولايات المتحدة سرعة الطائرة إف-16 المطورة حديثا وقدرتها على المناورة في معرض باريس الجوي عام 1975، فأثارت إعجاب حلفاء حلف شمال الأطلسي أي بلجيكا والدنمارك وهولندا والنرويج.
وعقدت هذه الدول تحالفا مع الولايات المتحدة تم الاتفاق بموجبه على المشاركة في إنتاج وشراء 348 طائرة من طراز إف-16 كدفعة أولى لتوزيعها على قواتها الجوية.
وطلبت بلجيكا 116 طائرة فيما طلبت الدنمارك 58 والنرويج 72 وهولندا 102.
وبموجب هذا الاتفاق أيضا، وافق قسم تصنيع الطائرات في شركة جنرال دايناميكس على تصنيع المحركات والمعدات الكهربائية من قبل كل عضو أوروبي في التحالف، على أن تستضيف بلجيكا وهولندا خطوط التجميع النهائية لهيكل الطائرة. وتقاسمت الدول الأعضاء أعمال الصيانة والإصلاح والتجديد.
واستحوذت شركة لوكهيد مارتن على قسم الطيران في شركة جنرال دايناميكس وأخذت دور تصنيع طائرات إف-16 في عام 1993.
ومن خلال إرثها في التعاون الدولي، حافظت الطائرة إف-16على مكانتها كخيار عالمي للطائرات المقاتلة الخفيفة.
وكانت القوات الجوية الأميركية قد خططت بداية لإنهاء إنتاج الطائرة إف-16 بحلول العام 2017. لكنها اختارت في النهاية إطالة عمر الطائرة وحفزت في عام 2019 طلبات البحرين وسلوفاكيا وبلغاريا وتايوان والمغرب على إنتاج المزيد منها.
سجل قتالي مثبت
وعرفت الطائرة إف-16 أول ظهور قتالي لها في عام 1981 عندما أسقطت مقاتلات إف-16 التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية مروحيتين سوريتين من طراز إم آي-8 فوق لبنان. وبعد أقل من أسبوعين، دمرت 8 طائرات إسرائيلية من طراز إف-16 مفاعل أوزيراك النووي العراقي في غارة نفذتها.
وعززت الطائرة إف-16 مكانتها في التاريخ من خلال مشاركتها في أول غارة ناجحة على مفاعل نووي.
من جانبها، استخدمت القوات الجوية الأميركية طائرة إف-16 لأول مرة في القتال عام 1991 خلال عملية عاصفة الصحراء.
ومنذ عمليات النشر الأولية هذه، استمر استخدام الطائرة إف-16 في جميع أنحاء العالم. وتشير ورقة حقائق نشرتها شركة لوكهيد مارتن حول الطائرة في آذار/مارس 2021، إلى أن أسطول إف-16 العالمي يشمل أكثر من 19 مليون ساعة طيران تراكمية.
وحتى اليوم، تشكل طائرة إف-16 منشئا للتحالفات.
وبدأ الطيارون العسكريون الأوكرانيون تعلم قيادة طائرات إف-16 في ولاية أريزونا، حسبما أعلنت القوات الجوية الأميركية يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر.
وأكمل الطيارون الأوكرانيون التدريب اللغوي في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس في مركز اللغة الإنجليزية بمعهد الدفاع للغات، وبدأوا التدريب مع جناح الحرس الوطني الجوي 162 في أريزونا، وهي أول وحدة رائدة لتدريب الطيارين على تشغيل المقاتلة إف-16.
وتعهدت هولندا والدنمارك والنرويج بالتبرع بعدد من الطائرات المقاتلة لأوكرانيا بمجرد انتهاء التدريب.
وجاءت هذه الخطوة بعد حملة طويلة قام بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتلقي طائرات من طراز إف-16 لدعم قتال أوكرانيا المستمر ضد روسيا.
وقالت السفيرة الأميركية لدى أوكرانيا بريدجيت أ. برينك في بيان نشر على موقع إكس (المعروف سابقا باسم تويتر)، "يعد ذلك جزءا أساسيا من بناء الدفاع الجوي لأوكرانيا. وإن الولايات المتحدة فخورة بالعمل [مع] الشركاء الأوروبيين لدعم أوكرانيا ضد العدوان الروسي الوحشي".