بعد واحد وخمسين عاما على أول رحلة لها، تمكنت طائرة إف-16 فايتنغ فالكون المعروفة بلقب "الأفعى" بسبب شكل مقدمتها الانسيابي الشبيه بالأفعى من ترسيخ مكانتها كأكثر طائرة مقاتلة إنتاجا وانتشارا ومرونةً في المهام على مستوى العالم.
مع إنتاج 4600 وحدة منها ووجود 2600 طائرة في الخدمة الفعلية حول العالم، نجحت هذه الطائرة خفيفة الوزن في كسب إعجاب عالمي بفضل قدرات أدائها، التي تشمل بلوغ سرعة ماخ 2 على ارتفاعات شاهقة وسقف تحليق يصل إلى 15 كيلومترا.
يولد محرك التوربوفان الأحادي لطائرة إف-16 قوة دفع تتجاوز 12 ألف كيلوغرام، ما يمنحها تفوّقا ملحوظا في السرعة والرشاقة، في مختلف الظروف الجوية.
إلى هذا، تتميز طائرة إف-16 بخصائص مبتكرة، منها مظلة قمرة قيادة بلا إطار على شكل فقاعة لتوفير رؤية مثالية للطيار وعصا تحكم جانبية تعزز القدرة على المناورة، إضافة إلى مقعد قذف مائل يخفف من تأثير قوى الجاذبية على جسم الطيار.
وتُعتبر طائرة إف-16 من أكثر الطائرات خفة ومرونة، وكانت أول مقاتلة تعتمد تصميم الاستقرار الديناميكي المُخفف إلى جانب نظام التحكم في الطيران عبر الأسلاك.
المرونة القتالية
أثبتت أهمية هذه الابتكارات في مفهوم الانتشار القتالي المرن لسلاح الجو الأميركي، إذ يتيح تصميم طائرة إف-16 القوي وقدراتها المتعددة في أداء المهام التميز في مواجهة أي أزمة أو طارئ.
وتبقى أجزاء الطائرة سهلة التصنيع والصيانة بفضل عناصر التصميم المستعارة من الطائرات السابقة.
مع تزايد متطلبات التنقل والمرونة وسرعة الإصلاح في سيناريوهات الصراع العالمية، تظل طائرة إف-16 عنصرا أساسيا في أدوات سلاح الجو التكتيكية.
تمتد مرونة طائرة إف-16 لتشمل أنظمة أسلحتها، إذ حملت النسخ الأولى منها ما يصل إلى ستة صواريخ إيه آي إم-9 سايدويندر قصيرة المدى وصواريخ إيه آي إم-7 سبارو الموجهة بالرادار.
أما النسخ الحديثة من الطائرة، فهي تحمل صاروخ إيه آي إم-120 جو-جو المتطور متوسط المدى (أمرام)، ويمكن تجهيزها بمجموعة واسعة من الذخائر جو-أرض.
ويمكن للطائرة حمل أجهزة التشويش الإلكتروني وأنظمة الملاحة وحُقَن الاستهداف المتقدمة، كما تتميز بخزانات وقود خارجية.
تمتلك الطائرة أيضا تسعة نقاط تعليق صلبة: ستة تحت الأجنحة، اثنان عند أطراف الأجنحة وواحدة تحت جسم الطائرة، ما يتيح تهيئتها لمجموعة واسعة من أنواع المهام.
يوفر المدفع الداخلي إم61 عيار 20 ملم ذات الستة سبطانات، قوة نيران مباشرة وقريبة للطيار.
في الشرق الأوسط وما يتجاوزه، تُعد طائرة إف-16 ركيزة أساسية للقوة الجوية الإقليمية، وقد تم طلبها أو هي حاليا في الخدمة لدى دول مثل البحرين، مصر، تركيا، والأردن، إلى جانب دول أخرى.
خلال مناورات النجم الساطع 25 المشتركة المقبلة والتي تستضيفها الولايات المتحدة ومصر، ستُبرز طائرة إف-16 قدراتها التشغيلية وقيمة التعاون الأمني الدولي القوي على المستوى الاستراتيجي.