تعد طائرة إف-16 فايتنغ فالكون واحدة من أنجح المقاتلات وأكثرها قدرة على المناورة على الإطلاق، وهي اليوم مجهزة بتكنولوجيا تماثل تلك المعتمدة في بعض مقاتلات الجيل الخامس.
ويشكل الإصدار الأخير من إف-16 أي إف-16في (فايبر) أو إف-16 بلوك 70/72 قفزة نوعية في التكنولوجيا والقدرات.
وتتمثل إحدى الميزات الرئيسية لهذه النسخة في رادار الشعاع الرشيق القابل للتطوير أيه بي جي-83، وهو كناية عن نظام رادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط.
مقارنة بالرادارات السابقة للطائرة إف-16، يوفر هذا الرادار وعيا ظرفيا ومرونة أكبر واستهدافا أسرع في جميع الأحوال الجوية. ويستفيد الطيارون من تفاصيل غير مسبوقة للمنطقة المستهدفة ومن استعراض قابل للتخصيص للخرائط الرقمية، ما يعزز قدرتهم على تنفيذ المهام.
ويستخدم هذا الرادار أجهزة وبرامج شبيهة لتلك المعتمدة في مقاتلات الجيل الخامس من طراز إف-35 وإف-22، ما يوفر لمقاتلة إف-16 قدرات متقدمة كانت سابقا حكرا على الطائرات الأحدث.
وتم تجهيز إف-16في أيضا بقمرة قيادة حديثة مع ميزات أمان جديدة.
ومن الميزات البارزة لإف-16، الرؤية الاستثنائية من قمرة القيادة وهو ما يعزز بشكل كبير قدرتها على المناورة والوعي الظرفي في القتال الجوي.
وتتمتع الطائرة برؤية شاملة بزاوية 360 درجة مع إمكانية الرؤية بـ 40 درجة على الجوانب وإطلالة بـ 15 درجة من القبة الرادارية. وبات ذلك ممكنا بفضل المظلة الفقاعية العالية والمقعد المرتفع، ما يوفر للطيارين مجالا بصريا ممتازا.
كذلك، تتميز إف-16في بشاشة عرض مركزية جديدة توفر صورا تكتيكية للطيار على شاشة عالية الدقة مقاس 15×20 سنتمترا، بما في ذلك خرائط ملونة متحركة وشاشات عرض ظرفية كبيرة جو-جو ووظيفة التكبير/التصغير وغير ذلك.
وصُممت أدوات التحكم التي تتضمن عصا تحكم مثبتة على الجانب، لتأمين سهولة الاستخدام والمرونة ما يسمح للطيارين بتشغيل الطائرة بفعالية أثناء مناورات الجاذبية العالية.
تصميم استثنائي
ويعكس دمج مثل هذه التكنولوجيا المتقدمة الالتزام المستمر بالحفاظ على تفوق مقاتلات إف-16 في الحرب الجوية.
وإن اعتماد مقاتلة إف-16 على نطاق واسع واستخدامها المستدام منذ تصنيع نموذجها الأول في سبعينيات القرن الماضي، يعكسان تميز تصميمها وأدائها.
وقد صممت لتكون مقاتلة خفيفة الوزن ومتعددة المهام مع تركيز على التفوق الجوي ولتكون بديلا للمقاتلات الثقيلة التي أصبح استخدامها مرهقا مع مرور الوقت. وشكّل تصميمها قفزة نوعية في تكنولوجيا المقاتلات وسلط الضوء على قدرات المناورة والسرعة والتكيف والتكلفة المنخفضة.
وتضم إف-16 حمولة كاملة من الوقود الداخلي وتستطيع أن تتحمل ما يصل إلى 9 أضعاف قوة الجاذبية، كما يمكنها التحليق بسرعة تصل إلى 2414 كيلومترا في الساعة (2 ماخ على الارتفاع) ما يمكّنها من الوصول سريعا إلى الأهداف.
ويساهم هيكل طائرة إف-16 خفيف الوزن وتكوينها ذا المحرك الواحد في ارتفاع نسبة الدفع إلى الوزن فيها، ما يجعلها قادرة بشكل استثنائي على المناورة وأداء مجموعة واسعة من المهام من التفوق الجوي إلى الهجوم البري.
يُذكر أن أكثر من 3100 مقاتلة من طراز إف-16 تنتشر في 25 دولة، بما في ذلك أكثر من 800 طائرة لدى سلاح الجو الأميركي.