تعدّ الطائرة بي-52إيتش ستراتوفورتريس القديمة التابعة للقوات الجوية الأميركية قاذفة قنابل ثقيلة استراتيجية طويلة المدى تعمل بالطاقة النفاثة وقادرة على الطيران بسرعات عالية دون سرعة الصوت وعلى ارتفاعات تصل إلى 15240 مترا، وهي تخضع حاليا إلى عملية تحديثات من شأنها أن تدفع الطائرة إلى "نوع جديد من القتال"، حسبما قال مسؤولو القوات الجوية.

وقد احتفلت عائلة قاذفات القنابل بي-52 مؤخرا بعيد ميلادها السبعين، بعد أن شاركت في كل نزاع دخلت فيه الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام.

وتعتبر التحديثات المخطط لها مهمة جدا بحيث بمجرد إتمامها، سيتم إعادة تسمية جميع قاذفات القنابل بي-52إيتش التابعة للقوات الجوية الأميركية والبالغ عددها 76 طائرة باسم بي-52جاي. ومن بين هذه التحديثات محرك جديد ونظام رادار جديد وقدرات اتصالات محسنة وقمرة القيادة المعاد تصميمها.

وصرح العقيد لويس روسيتا، قائد العتاد الأول بالقوات الجوية في مكتب برنامج بي-52 التابع لمركز إدارة دورة حياة القوة لـ Sandboxx News في أيار/مايو الماضي، "مجرد إدراك قدرة الطائرة، ولا نعني بذلك قدرتها على استخدام الأسلحة فحسب، بل أيضا إمكاناتها لجهة الوصول والمواجهة ووقت الانتظار، يلعب دورا في رفع قيمتها".

ومن المنتظر أن يبقي الطراز الأحدث الطائرة في الخدمة حتى خمسينيات القرن الحادي والعشرين وإلى ما بعد ذلك.

وتتوقع القوات الجوية الأميركية أن تكون طائرات بي-52جاي متاحة للاستخدام العملي قبل نهاية العقد.

مدى جديد، وكفاءة أكبر في استهلاك الوقود

كجزء من عملية التحديث، ستشهد القاذفة استبدال محركات تي إف33 بمحركات إف130، ما سيزيد بشكل كبير من كفاءة القاذفة في استهلاك الوقود ومداها.

وسيتضمن استبدال المحرك أيضا نظاما لتوليد الطاقة الكهربائية، والذي من المتوقع أن يزيد من كفاءة استهلاك الوقود في الطائرة بنسبة 30 في المائة.

بمجرد تركيبه، من المتوقع أن تعمل محركات إف130 على إطالة عمر الطائرة مدة 30 عاما ويبقى على الجناح بقية عمرها، وفقا للشركة المصنعة لها.

وقالت الشركة في بيان عام 2021 إن محركات إف130ستقلل أيضا من متطلبات إعادة تزويد الطائرة بالوقود.

وأشارت إلى أن "إف130 هو محرك حديث وفعال ومجرّب، وهو مناسب تماما للطائرة بي-52".

وقال الجنرال توماس بوسير، قائد قيادة القصف الشامل في سلاح الجو الأميركي لـ Sandboxx، "إن الأرجل الأطول التي توفرها لنا المحركات الجديدة وزيادة كفاءة استهلاك الوقود، تمنحنا مدى أكبر للقتالمما كان لدينا من قبل".

"ويقودنا ذلك إلى نوع جديد تماما من القتال ونوع جديد تماما من القدرة"، حسبما أضاف.

رادار جديد وقمرة قيادة جديدة

وسيتم أيضا إجراء تحديثات على أسطول بي-52 عبر تزويدها برادار إيه بي جي-79 النشط والممسوح ضوئيا، والذي سيوفر وعيا ظرفيا أكبر على الرادار القديم للطائرة.

إن رادار إيه بي جي-79 النشط والممسوح ضوئيا الذي ستُجهز به طائرة بي-52، يحل مكان تكنولوجيا رادار الحالية التي تعود إلى الستينيات، وسيعمل على تحسين قدراتها على الملاحة والاستهداف في المناطق ذات التهديد العالي.

وتم تصميم نظام الرادار إيه بي جي-79 النشط والممسوح ضوئيا في الأصل لطائرة إف/إيه-18إي/إف سوبر هورنت، وهو يعمل على توسيع قدرات تتبع الأهداف جو-جو وجو-أرض للطائرة بي-52.

وهي قادرة على تتبع أهداف متعددة في آن واحد عبر مسار التحديثات الفورية والتصوير عالي الدقة ومدى يصل إلى 150 كيلومترا، وفقا لتحالف الدفاع الصاروخي.

وستخضع الطائرة المحدثة أيضا لإعادة تصميم قمرة القيادة بشكل أكثر انسيابية، مع أربع شاشات ملونة كبيرة متعددة الوظائف لإظهار مجموعة متنوعة من معلومات بشأن حالة الرحلة بالإضافة إلى الصور من الرادار الجديد.

وسيشمل تحديث الطائرة إضافة الرابط 16، وهو نظام اتصالات لنقل وتبادل البيانات التكتيكية في الوقت الحقيقي بين الجيش الأميركي وحلف شمال الأطلسي وحلفاء آخرين.