تعتبر القاذفة بي-52إتش ستراتوفورتريس حجر الأساس في القوة الجوية العسكرية الأميركية منذ حرب فيتنام، وهي تستعد اليوم للخضوع لتحديثات جوهرية من شأنها زيادة مداها.

فأسطول قاذفات بي-52إتش سيخضع بأكمله للتحديث ليصبح من طراز بي-52جيه الجديد، وسيتم تشغيل هذا الأخير بمحركات رولزرويس إف130 الجديدة، وذلك كجزء من برنامج استبدال المحركات التجارية لقاذفات سلاح الجو الأميركي بي-52.

بمجرد تركيبها، من المتوقع أن تعمل محركات إف130 على إطالة عمر الطائرة لمدة 30 عاما أخرى وتبقى على جناحها بقية عمرها، وفق ما ذكرت الشركة المصنّعة لها.

ومن المُنتظر أيضا أن تزيد هذه المحركات من كفاءة استهلاك الوقود بنسبة 20-30 في المائة، وتقلل من تكاليف الصيانة وتحسن الأداء العام للقاذفة ومداها.

إن تحديث المحرك سيقلل من حاجة الطائرة بي-52جيه للتزود بالوقود جوا باستمرار كسابقتها، ما يُحسن بشكل كبير من مرونتها الإستراتيجية والتكتيكية.

يبلغ مدى بي-52إتش الحالية 14 ألف و162كم، وبحسب سلاح الجو، يمنحها التزود بالوقود جوا مدا تحدّه قدرة الطاقم على التحمل.

ستتميز بي-52جيه بإلكترونيات طيران مُحسّنة، بما في ذلك نظام رادار جديد وقدرات اتصال مطورة وقمرة قيادة ذات تصميم جديد.

ومن المنتظر أن تدخل أولى القاذفات المطورة الخدمة أواخر عشرينيات أو أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.

وسيلة مبتكرة للتزود بالوقود

أكد سلاح الجو أن القدرات المُحسّنة للطائرة بي-52جيه ستُستكمل بطائرة التزود بالوقود جوا كاي سي-46 إيه بيغاسوس، ما يمثل "بداية حقبة جديدة في القدرة على التزود بالوقود جوا".

كلتا الطائرتين مجهزتان بقدرات الرابط 16 للاتصالات، ما يسمح لهما بالتواصل مع الأصول الأخرى مثل المدفعية أو السفن البحرية أو الطائرات الأخرى.

يضمن نظام الاتصال الرابط 16 إعادة التزود بالوقود بكفاءة وأمان، حتى في البيئات المتنازع عليها إذ يوفّر رابط بيانات رقمي آمن ومقاوم للتشويش وعالي السرعة.

ويسمح الاتصال المباشر بين كاي سي-46 و بي-52جيه عبر الرابط 16 بإعادة التزود بالوقود جوا على أساس فردي، ما يقلّل من مخاطر تعطل الاتصالات ويضمن سرعة توصيل الوقود إلى القاذفة.

إلى هذا، تساعد قابلية التشغيل البيني هذه في الحفاظ على الوتيرة التشغيلية لطائرة بي-52جيه وتضمن قدرتها على البقاء في الموقع فترات طويلة، ما يوفّر الدعم المستمر للقوات الأميركية والقوات الحليفة.