أنظمة الأسلحة

طائرة سوبر هركوليز سي-130 جيه تحلق عاليا مع تحديثات تعزز من مرونة القوات الجوية الأميركية

2024-01-26

إن تعدّد استخدامات سوبر هركوليز يخوّلها الاندماج في مفهوم التوظيف القتالي الرشيق الخاص بالقوات الجوية الأميركية.

شارك هذا المقال

مظليون تابعون لقوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية يقفزون من طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز سوبر هركوليز سي-130 جيه خلال القفزة السنوية للعام الجديد في مدينة تشيبا اليابانية، يوم 7 كانون الثاني/يناير. وقَفَز خلال الحدث ما يقارب من 40 مظليا من قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية من عدة طائرات من طراز سي-130. [القوات الجوية الأميركية]
مظليون تابعون لقوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية يقفزون من طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز سوبر هركوليز سي-130 جيه خلال القفزة السنوية للعام الجديد في مدينة تشيبا اليابانية، يوم 7 كانون الثاني/يناير. وقَفَز خلال الحدث ما يقارب من 40 مظليا من قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية من عدة طائرات من طراز سي-130. [القوات الجوية الأميركية]

تعتبر طائرة سوبر هركوليز سي-130 جيه الضخمة، طائرة متعددة الاستخدامات تعمل على تعزيز مرونة الجيش الأميركي وخفة حركته وصموده في العمليات الجوية.

وتستطيع طائرة النقل العسكرية ذات المحركات الأربعة هذه أن تذهب حيث لا تستطيع طائرات النقل الجوي الأخرى، ولديها القدرة على الإقلاع والهبوط من مواقع صلبة، نائية أو ضيقة.

أكثر من أي طائرة أخرى في التاريخ، تتمتع هذه الطائرة بـ 18 قدرة معتمدة، متنوعة ومتعددة المهام، وذلك بحسب الشركة المصنّعة لها.

ولعلّ التنوع غير المسبوق الذي تتمتّع به سوبر هركوليز يمكّنها من الاندماج ببراعة في مفهوم التوظيف القتالي الرشيق الذي تعتمده القوات الجوية الأميركية.

إن التوظيف القتالي الرشيق الذي تعتمده القوات الجوية الأميركية، هو نهج عسكري استراتيجي يهدف إلى تعزيز خفة الحركة والمرونة والصمود في تنفيذ العمليات الجوية.

وهو إطار عمل مصمم لتمكين الطائرات والأفراد من النشر السريع والصمود وإعادة تمركزهم في بيئات دينامية ومتنازع عليها، وتحويل العمليات من التركيز على الهياكل الأساسية المادية الكبيرة والمركزية إلى مواقع أصغر متناثرة أو قواعد عنقودية.

يُعد مفهوم التوظيف القتالي الرشيق الذي تعتمده القوات الجوية الأميركية مهما في سيناريوهات الحرب الحديثة حيث من الممكن أن تكون القواعد الجوية التقليدية الثابتة عرضة للتهديدات الناشئة، وتصبح القدرة على العمل في مواقع وعرة ومتفرقة أمرا ضروريا.

لا يرتبط نظام مفهوم التوظيف القتالي الرشيق الذي تعتمده القوات الجوية الأميركية بطائرة معينة، لكنه عبارة عن مجموعة من المبادئ والممارسات التي يمكن تطبيقها عبر مختلف المنصات الجوية.

لكن بعض الطائرات، مثل سوبر هركوليز سي-130 جيه، كُيفت خصيصا للاستفادة من مبادئ مفهوم التوظيف القتالي الرشيق، الامر الذي يعزز من فعاليتها الشاملة في البيئات التشغيلية الديناميكية.

تاريخ من الخدمات

إن الطائرة سوبر هركيوليز سي-130 جيه هي الإصدار الأحدث والأكثر تقدما من الطائرة سي-130، والتي اعتبرت لأكثر من نصف قرن العمود الفقري الدائم للجسر الجوي القتالي.

في الأصل، صُممت طائرة سي-130 في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لنقل القوات والمعدات مع القدرة على الإقلاع والهبوط على مدارج قصيرة وغير مهيأة من حاملات الطائرات إلى مهابط الطائرات في جبال الهيمالايا. وعلى مر السنين، دعمت طائرة النقل التكتيكية هذه مجموعة واسعة من المهام.

نفذت سي-130 كل أنواع المهام بما في ذلك إمدادات الإنزال الجوي واستعادة الأقمار الصناعية في الجو والخدمة في القتال ومكافحة الحرائق والإغاثة من الكوارث الطبيعية.

وفي المجمل، يستخدم 25 مشغلا في 21 دولة حول العالم طائرة سي-130 كجسر جوي لهم.

إلى هذا، شاركت هذه الطائرة متعددة الاستخدامات بشكل مذهل في القتال (كسفينة حربية)، وفي الهجوم الجوي (من خلال توصيل المظليين) ، وفي النقل التجاري والدوريات البحرية والتزويد بالوقود الجوي والبحري، وكذلك في مهام البحث والانقاذ.

أنتج هيكل الطائرة متعدد الاستخدامات بأكثر من 70 نموذجا مختلفا، بما في ذلك أحدث طراز وهو سوبر هركوليز سي-130 جيه. وفي المجمل، تم بناء أكثر من 2500 طائرة من طراز سي-130.

وفي عام 1999، دخل النموذج الأخير من الطائرة الخدمة مع القوات الجوية الأميركية وسرعان ما أثبتت قدراتها من خلال عمليات النشر التشغيلية.

تم إنتاج أكثر من 500 طراز من "جيه"، وهو النموذج الوحيد من سي-130 قيد الإنتاج حاليا.

يستخدم كل من مشاة البحرية الأميركية والقوات الجوية طراز "جيه"، بالإضافة إلى جيوش أستراليا وكندا وإيطاليا، من بين دول أخرى.

قدرات معززة

بحسب تحليل الشركة المصنّعة، أدّت تحديثات سي-130 جيه إلى إعدادها من أجل دعم مفهوم التوظيف القتالي الرشيق الذي تعتمده القوات الجوية الأميركية. فمقارنة بإصدارات إي/إف السابقة من طائرة سي-130، فإن سرعتها القصوى أعلى بنسبة 21 في المائة ومداها أطول بنسبة 40 في المائة.

ويمكنها كذلك الإقلاع والصعود إلى ارتفاعات أعلى بمعدل أسرع بنسبة 50 في المائة. في الجو، تستطيع التحليق على ارتفاعات أطول بنسبة تصل إلى 40 في المائة. وبفضل المحركات والدعائم الجديدة، سجلت الطائرة سي-130 جيه، 54 رقما قياسيا عالميا لمعدل الصعود وسرعة التحليق والمسافة والارتفاع مع الحمولة.

تتضمن تحديثات سي-130 جيه أيضا "نظاما محسّنا للتعامل مع البضائع". يعمل هذا النظام على زيادة السلامة ودقة الإسقاط جوا من خلال الأقفال التي يتم تشغيلها كهربائيا والناقلات الدوارة وأبواب البضائع الخاصة ووحدة التحكم الحديثة في التحميل.

يسمح نظام نقل البضائع المحسّن للطائرة سي-130 جيه بتزويد القواعد بسرعة وبأقل مدة تكون فيها عرضة للخطر، إضافة إلى تخفيض الوقت الذي تتطلبه إعادة تحميل مخزن الشحن بين الرحلات.

تسمح هذه الميزات التي أدخلت على طائرة سي-130 جيه بزيادة قدرتها على العمل من مواقع متفرقة والانتقال بسرعة، ما يقلل فرص تعرضها لهجمات العدو، وهو أمر حيوي في سيناريوهات الحرب الحديثة التي يمتلك فيها الخصوم قدرات متقدمة في مجال منع الدخول إلى منطقة العمليات والحد من حرية العمل فيها.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

2024-01-28

طائرة أسطورية

رد

ممتاز

رد