غيرت طائرة سي-130 هيركوليس واقع الخدمات اللوجستية في مناطق القتال لأكثر من سبعة عقود، واستمرت في توسيع قدراتها متعددة المهام خلال التمارين التدريبية الأخيرة، ما رسّخ مكانتها كإحدى الركائز الأساسية في مجال الطيران العسكري.

وقد أحدثت هذه الطائرة التوربينية ذات المحركات الأربعة ثورة في العمليات القتالية بفضل قدرتها على الإقلاع والهبوط من مدارج غير مجهزة وقاسية، وهي أماكن تعجز طائرات الشحن الأخرى عن الوصول إليها.

صُممت الطائرة في الأصل لنقل الجنود والإخلاء الطبي ونقل البضائع، لكنها باتت اليوم تمتلك 18 قدرة معتمدة لتنفيذ مهام متعددة، وهو عدد يفوق ما تمتلكه أي طائرة أخرى في التاريخ، وفقًا لما ذكره المُصنّع.

منذ أول رحلة لها في آب/أغسطس 1954 ودخولها الخدمة في أيلول/ديسمبر 1956، ما تزال هذه الطائرة تُنتج بشكل مستمر حتى اليوم، ما يجعلها الطائرة العسكرية الأطول إنتاجا دون انقطاع في التاريخ.

تتجاوز عدد نسخ هذه الطائرة 70 نوعا، من بينها طائرة الدعم الناري إيه سي-130، طائرات التزود بالوقود جوا، طائرات الاستطلاع الجوي للأحوال الجوية وطائرات البحث والإنقاذ، وتخدم في أكثر من 60 دولة حول العالم.

يتضمن أحدث وأكثر النماذج تطورا، سي-130جاي سوبر هيركوليز، تحديثات شاملة تعزز بشكل كبير من قدرات الطائرة التشغيلية.

مع تصنيع أكثر من 2500 طائرة هيركوليس بحلول عام 2015، تظل طائرة سي-130 واحدة من أكثر طائرات النقل استخداما في العالم.

يوجد نحو 240 طائرة سي-130 في الشرق الأوسط، وتُعدّ مصر والسعودية والعراق من أكبر المشغلين لهذه الطائرات في المنطقة.

مؤخرا، حصلت مصر التي تحظى بواحد من أكبر أساطيل طائرات هيركوليس في العالم، بطراز سي-130جاي سوبر هيركوليس الجديد.

نجمة في تمرين ’النجم الساطع‘

في تمرين النجم الساطع 2025 المقبل هذا العام، من المقرر أن تستعرض طائرات سي-130 هيركوليس قدراتها متعددة المهام من خلال عمليات إعادة الإمداد اللوجستي، الإخلاء الطبي، النقل الجوي التكتيكي والتسليم الجوي.

صُمم هذا التمرين لتعزيز الأمن الإقليمي وقابلية التشغيل البيني، ويعمل على تعزيز العلاقات العسكرية بين القوات الأميركية والقوات المسلحة المصرية والمشاركين من الحلفاء.

تشمل التدريبات متعددة الأطراف عمليات مشتركة وتخطيطا مشتركا وسيناريوهات تدريب إطلاق نار حي.

تُتيح تعددية مهام طائرة سوبر هيركوليس اندماجها السلس في مفهوم الانتشار القتالي المرن الذي يعتمده سلاح الجو الأميركي، وهو نهج استراتيجي يعزز من المرونة والصلابة في العمليات الجوية.

تستفيد الطائرة من مبادئ مفهوم الانتشار القتالي المرن من خلال قدرتها على الهبوط في مدارج غير معبدة أو ترابية أو مؤقتة، مع توصيل الوقود الضروري والذخائر ومواد الصيانة ودعم الأفراد.

هذا الأمر حيوي في الحروب الحديثة، إذ تواجه القواعد الجوية الثابتة التقليدية تهديدات متزايدة ومتطورة.

في أوائل عام 2025، نفّذ السرب الجوي 130 تدريبات لطائرات سي-130جاي لاختبار العمليات في بيئات قاسية بهدف تحسين جاهزية مفهوم الانتشار القتالي المرن.

النماذج والتحديثات

طراز سي-130جاي هو النموذج الوحيد الجاري إنتاجه حاليا، وهو مزود بمحركات متطورة ومنصة طيران زجاجية وأنظمة إلكترونيات طيران محسنة.

يعمل أكثر من 500 طائرة سي-130جاي لدى مشغلين في أكثر من 22 دولة، حيث سجلت ملايين ساعات الطيران في مهام قتالية وإنسانية وعمليات التزويد بالوقود جوا.

توفر سلسلة طائرات الدعم الناري إيه سي-130، المسلحة بشكل مكثف، دعما جويا قريبا طويل الأمد وقادرا على العمل ليلا، من خلال أسلحة جانبية ونظام متقدم من أجهزة الاستشعار والملاحة والتحكم في إطلاق النار.

تمكن هذه الأنظمة من تحديد القوات البرية والأهداف أثناء التحليق لفترات طويلة في جميع ظروف الطقس.

تُنفذ طائرات الدعم الناري هجمات بالدوران حول محور ثابت، حيث تحلق في مدارات دائرية مستمرة تسمح بفترة إطلاق نار طويلة مع تقليل التعرض للأضرار الجانبية.

تقليديا، تمتلك طائرات الدعم الناري إيه سي-130 بمجموعة من الأسلحة، بما في ذلك مدفع عيار 105 ملم وبنادق غاتلينغ عيار 25 أو 40 ملم مثبتة على الجانب الأيسر.

وتُعتبر إيه سي-130جاي الأحدث والأكثر تسليحا في تاريخ طائرات الدعم الناري، إذ إنها مجهزة بمدافع عيار 30 ملم و105 ملم، وصواريخ إيه جي إم-176 إيه غريفين، وصواريخ إيه جي إم-114 هلفاير، وقنابل جي بي يو-39 صغيرة القطر.

أما طائرة إيه سي-130يو سبوكي، فهي مسلحة بمدفع جي إيه يو-12 إكوالايزر عيار 25 ملم، ومدفع بوفرس إل-60 عيار 40 ملم، ومدفع إم137 عيار 105 ملم مع آلية ارتداد إم37 من إم 102 هاوتزر.

وتتميز أيضا بنظام تحكم في إطلاق النار حديث وسعة ذخيرة أكبر مقارنة بالنماذج السابقة.

وأخيرا، تُعد طائرة إيه سي-130 دبليو ستينجر 2 نسخة معدلة من طراز سي-130إيتش، وتتضمن ترقيات تشمل حزمة ضربات دقيقة.