اعتبرت طائرة الجسر الجوي القتالي من طراز سي-130 من أعمدة الجيش الأميركي في عمليات النقل التكتيكي على مدار أكثر من نصف قرن، إذ قدمت الدعم لمجموعة واسعة من المهام، بدءا من العمليات القتالية ووصولا إلى عمليات الإنقاذ.
وهي تستمر في أداء دور رئيس في نقل الأفراد والإمدادات حول العالم.
وهذه الطائرة الأميركية الصنع مصممة لنقل الجنود والعتاد مع القدرة على الإقلاع والهبوط من مدرجات قصيرة وغير ممهدة، من مهابط الطائرات في جبال الهيمالايا وحتى حاملات الطائرات.
وقد تم إنتاج هذه الطائرة متعددة الاستخدامات بأكثر من 70 نسخة. وهناك 70 بلدا الآن يشغل الطائرة سي-130.
وصنعت شركة لوكهيد أكثر من 2500 طائرة من طرازها.
وخدمت هذه الطائرة التي تتميز بتعدد استخداماتها في العمليات القتالية (كطائرة مسلحة) والهجوم الجوي (إيصال المظليين) والنقل التجاري والدوريات البحرية والتزود بالوقود في الجو وعمليات البحث والإنقاذ.
وقامت هذه الطائرة بكل شيء، بما في ذلك إسقاط الإمدادات من الجو واستعادة الأقمار الصناعية في الجو والخدمة في العمليات القتالية ومكافحة الحرائق والإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية.
هذا ويعتمد سلاحا الجو وخفر السواحل الأميركيان وسلاح الجو الكندي اعتمادا كبيرة على هذه الطائرة.
والنسخة الأخيرة من هذه الطائرة هي سي-130جيه سوبر هيركليز، التي تستخدمها 25 قوة أو وكالة في 21 بلدا حول العالم كجسر جوي لهم.
ولدى الطائرة سي-130 أجنحة ثابتة وقدرة نقل هائلة ومدى طويل. ويتميز هيكلها بأنه متعدد الاستخدامات حتى أنه تم تكييفه للاستخدام في عشرات الأشكال المختلفة للمهام الخاصة.
هذا ويمكن إعادة تهيئة هذه الطائرة بسرعة لملاءمة أنواع مختلفة من البضائع، ويمكنها نقل الأجسام كبيرة الحجم والمواد الغذائية من خلال منحدر التحميل، حيث يمكنها استيعاب المروحيات متعددة الاستخدامات أو المركبات المدرعة أو البضائع المنقولة على منصات نقالة أو العسكريين. ويمكنها كذلك إسقاط حمولات بضائع على منصات نقالة يصل وزنها إلى 42000 رطل (19,050 كجم).
بالنسبة لنقل الأفراد، يمكنها حمل 92 راكبا أو 72 جنديا مقاتلا. وعند القيام بدور هجومي مظلي، يمكنها نقل 64 مظليا مع معداتهم.
مصنوعة لاستخدامات متعددة
وصممت النسخة المقاتلة إيه سي-130 التابعة لسلاح الجو الأميركي لتوفير الإسناد الجوي القريب وطويل الأمد. ويمكن أن تتضمن هذه المهام دعم القوات في العمليات القتالية ومرافقة الأرتال أو تنسيق الضربات ضد أهداف مخططة سلفا.
والنسخة المقاتلة شديدة التسليح من طراز إيه سي-130 مزودة بأسلحة إطلاق نار جانبية ونظام متطور من أجهزة الاستشعار والملاحة والتحكم في النيران. تسمح أجهزة الاستشعار للطائرة بتحديد القوات البرية والأهداف بصريا أو إلكترونيا. ويمكنها التصويب أثناء عمليات تحليق ممتدة، سواء بالليل أو النهار، وفي جميع الأحوال الجوية.
تقليديا، كانت الأسلحة بهذه النسخة مثبتة على الجانب الأيسر. وتضم مجموعة قوية من الأسلحة، بما في ذلك مدفع عيار 105 ملم ومدافع طراز غاتلينغ 25 أو 40 ملم.
أما النسخة الأحدث، وهي إيه سي-130 جيه، وهي النسخة الوحيدة الموجودة حاليا في الخدمة، فيقال إنها أكثر النسخ المقاتلة تسليحا في التاريخ، إذ لديها القدرة على حمل مدافع 30 ملم و105 ملم، وصواريخ إيه جي إم-176إيه غريفين وصواريخ إيه جي إم-114 هيل فاير وقنابل جي بي يو-39 ذات القطر الصغير.
في حين أن النسخة إتش سي-130، التي تسمى "ملك القتال"، هي نسخة ذات مدى طويل مصممة لأداء عمليات الاسترداد من المطارات الصعبة والأراضي المحرمة. وقد استخدم سلاح الجو هذه النسخة منذ عام 1959، في حين استخدمها خفر السواحل الأميركي منذ عام 2002.
وتستطيع النسخة إتش سي-130 التحليق في البيئات المتنازع عليها أو الحساسة، سواء فوق الأرض أو الماء. وغالبا ما تؤدي هذه النسخة عمليات الإسقاط الجوي التكتيكي لفرق القوات الخاصة أو الرزم الصغيرة أو الزوارق المائية (زودياك) أو المركبات ذات الدفع الرباعي المناسبة لجميع التضاريس.
وتشكل الطائرة أيضا جزءا أساسيا في عملية تزويد الجيش الأميركي بالوقود، إذ يمكن لهذه النسخة القيام بإعادة تزويد المروحيات بالوقود جوا، بما في ذلك في الليل، مع عدم وجود اتصال مع مروحتين في نفس الوقت، وهي قدرة رئيسة توسع أيضا نطاق البحث والإنقاذ القتالي.
وتتخصص النسخة الأحدث لدى خفر السواحل الأميركي، وهي إتش سي-130جيه سوبر هيركليز، في الدوريات البحرية وعمليات البحث والإنقاذ وعمليات البحث والإنقاذ القتالي. ويستخدم خفر السواحل هذه الطائرات كمنصة للقيادة والتحكم في مكان الحادث لأغراض المراقبة، نظرا لقدرتها على رصد الأغراض وتصنيفها ومشاطرة المعلومات مع القوات العملياتية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النسخة كيه سي-130 جيه هي أحدث نسخة لقوات مشاة البحرية الأميركية، إذ توفر الطائرة متعددة المهام الإسناد الهجومي للقوات البرية، بما في ذلك النقل الجوي وتوصيل الشحنات جوا وإضاءة ساحة المعركة والإسناد الجوي القريب.
وهي أيضا شديدة الأهمية في عمليات إعادة التزويد بالوقود في الجو، إذ يمكنها القيام بعمليات التزويد بالوقود في الجو وعمليات التزويد بالوقود على الأرض من خلال الطائرات.
خلاصة القول، الطائرة سي-130 ونسخها العديدة صممت للتميز، إذ أنها جاهزة للعمل في نقل البضائع أو الهجوم الجوي أو عمليات البحث والإنقاذ أو التزويد بالوقود الجوي أو الدوريات البحرية.