وفرت المروحية العسكرية من طراز يو إتش-60 بلاك هوك قدرة نقل هائلة في ساحات المعارك على مدار الأربعين عاما الماضية، إذ تنفذ النماذج الموثوقة لهذه المروحية أدوارا متعددة، مثل المرافق المسلح ومكافح الحرائق ومنصة الإجلاء الطبي أو توصيل أو إخراج الإمدادات الحيوية أو الجنود.
دخلت مروحية النقل المتوسطة ذات المراوح الأربعة والمحركين الخدمة عام 1979. وهي من تصميم وتصنيع شركة سيكورسكي إيركرافت، وكانت قد فازت بمنافسة للجيش الأميركي في عام 1972. وبعد ذلك، قامت شركة صناعة الطائرات الأميركية لوكهيد مارتن بشراء سيكورسيكي في عام 2015.
وهي واحدة من أكثر مروحيات النقل المتوسط العسكرية طلبا على مستوى العالم.
وفقا لشركة لوكهيد مارتن ثمة في الخدمة على مستوى العالم أكثر من 4000 مروحية بلاك هوك من مختلف النماذج، يملك الجيش الأميركي أكثر من نصفها.
وتستخدم 34 دولة أخرى هذه المروحية، بما فيها كوريا الجنوبية واليابان واستراليا والبرازيل وكولومبيا وإسرائيل والمكسيك والفيليبين وبولندا وسلوفاكيا والسويد وتايوان وتونس وتركيا.
إلى هذا، تقوم المملكة المتحدة باستثمار كبير في هذه المروحيات، إذ وضعت شركة لوكهيد مارتن ووزارة الدفاع البريطانية في 12 أيلول/سبتمبر خطة لاستخدام المروحية لتحل محل أسطول مروحيات النقل المتوسط المختلط القديم الذي تمتلكه المملكة المتحدة.
وتضم قائمة الدول الأخرى المهتمة بشراء المروحية يو إتش-60 بلاك هوك دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة بروناي وقطر وإندونيسيا وكرواتيا وماليزيا ولاتفيا وليتوانيا والبرتغال.
نماذج للمهام الخاصة
وخلال الأربعين عاما الماضية، حسنت التحديثات التي أدخلت على هذه المروحية من قدرتها على النجاة ووعيها الظرفي، وساعدت في جعلها تحلق على ارتفاعات أعلى وتحمل حمولة أكبر. فهي مجهزة راهنا بمحركات أقوى وإلكترونيات طيران رقمية ومراوح دوارة مركبة وهيكل طائرة أقوى.
كما تتضمن هذه المروحية نسخا كثيرة لتجهيزها لمجموعة متنوعة من المهام.
النموذج المخصص لكبار الشخصيات، وهو في إتش-60إن، ينقل رئيس الولايات المتحدة وغيره من المسؤولين الحكوميين البارزين. وهو يستخدم علامة النداء "مارين وان" (Marine One) عند نقل الرئيس.
ولدى النموذج المسلح من هذه المروحيات نظام أسلحة متقدم يضم مدافع إطلاق نيران أمامي ومقذوفات وصواريخ جو-أرض تعمل بالليزر. ونظام الأسلحة مدمج بالكامل مع أدوات التحكم الرقمية في الطيران والمدى المحسوب والمقذوفات، بهدف السماح للطيارين مطلقي النيران بتحديد الأهداف الثابتة أو المتحركة والاشتباك معها سواء في الليل أو النهار.
واستخدمت البحرية أيضا عدة نماذج من المروحية إس إتش-60 سي هوك لعمليات النقل أو للحرب المضادة للسفن السطحية أو الغواصات. و80 في المائة من هذا النموذج مماثل لذاك الذي يملكه الجيش، لكن لديه محركات أقوى ومعدات هبوط مختلفة وحماية ضد الصدأ لاستخدامه في البحر.
ولدى سلاح الجو نموذج معدّل تعديلا كبيرا يسمى إتش إتش-60 بيف هوك. ومهمته الرئيسة هي تنفيذ عمليات استعادة الأفراد خلال الحرب. ويمكن أن يؤدي عمليات بحث وإنقاذ مدنية وعمليات إجلاء طبي وتعاون أمني واستجابة للأزمات ومساعدات إنسانية ودعم رحلات طيران الفضاء لوكالة ناسا، وفقا لسلاح الجو.
وتضيف النسخة الجديدة إتش إتش-60دبليو "ويسكي" بلاك هوك تحسينات في القدرات لدعم عمليات الإنقاذ القتالي والمهام الخاصة الأخرى لسلاح الجو على نحو أفضل. وقد صممت لتحل محل المروحيات بيف هوك القديمة.
أما خفر السواحل، فلديهم النسخة إم إتش-60 جاي هوك، وهي نسخة تناسب جميع الظروف المناخية ومخصصة لعمليات البحث والإنقاذ. وتوجد أكثر من 40 مروحية من هذه النسخة في أسطول خفر السواحل، وعادة ما يتم تشغيلها من قبل طاقم قوامه أربعة أفراد.
سجل مميز في العمليات القتالية
هذا ولدى المروحية يو إتش-60 بلاك هوك سجل مميز في العمليات القتالية. وكان الجيش الأميركي قد استخدمها للمرة الأولى في عمليات قتالية خلال غزو غرينادا، وشاركت أيضا في عمليات ببنما والعراق والصومال والبلقان وأفغانستان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وشاركت أيضا في أضخم مهمة هجوم جوي في تاريخ الجيش الأميركي في حرب الخليج حين شاركت في أكثر من 300 مروحية. ومعظم هذه المروحيات حملت قوات ومعدات إلى المنطقة المستهدفة.
ولعبت هذه المروحيات كذلك دورا رئيسا في معركة مقديشيو في الصومال عام 1993، ونفذت أيضا هجمات جوية وغيرها من مهام الإسناد في العراق عام 2003.
ويتمثل الهدف الأساسي لهذه المروحية في توفير النقل التكتيكي للجيش الأميركي. وهي تحمل القوات وتوفر قدرات الإسناد العام والهجوم الجوي والقيادة والتحكم والحرب الإلكترونية وعمليات الإجلاء الجوي الطبي.
وتستطيع هذه المروحية حمل حمولة كبيرة. ففي الهجوم الجوي، تستطيع المروحية يو إتش-60 حمل 11 جنديا بكافة عتادهم ومعداتهم مع أدوات المهام بالكامل، إضافة إلى طاقم قوامه ثلاثة أفراد (طيار ومساعد طيار ورئيس طقم). ويمكن أن تحمل 20 فردا يحملون عتادا خفيفا. أما النسخة المخصصة للإجلاء الطبي، فتستطيع حمل ست نقالات.
ويمكنها أيضا نقل مدفع عيار 105 ملم وطاقم مدفع قوامه أربعة أفراد في عملية نقل واحدة. ويمكن للنسخة يو إتش-60 بلاك هوك حمل 2600 رطل (1180 كجم) من البضائع داخليا. أما خارجيا، فيمكنها حمل ما يصل إلى 9000 رطل (4100 كجم) في رافعتها.
ويمكن تزويد هذه النسخة أيضا بـ "أجنحة قصيرة" أعلى بدنها بحيث تحمل خزانات وقود أو أسلحة مختلفة.
ويمكن تركيب ما مجموعه أربع خزانات وقود لاستيعاب 1333 غالونا إضافيا (5046 لترا) من الوقود لتمديد مدى طيران المروحية. ويمكن للأجنحة القصيرة حمل 10000 رطل (4500 كجم) من الأسلحة، مثل الصواريخ والقذائف وحجيرات الأسلحة.
تستطيع المروحية كذلك حمل صواريخ مثل AGM-114 هيلفاير وصواريخ AIM-92 ستينغر.
والهيكل الطويل الضيق للمروحية يو إتش-60 بلاك هوك يجعل المروحية ذات قابلية أكبر للنقل، إذ أن طائرة نقل واحدة من طراز سي-17 غلوب ماستر تستطيع حمل أربع مروحيات من طراز يو إتش-60 بحد أدنى من الحاجة لتفكيكها.
في حين تستطيع طائرة النقل سي-130 هيركليز التابعة لسلاح الجو نقل مروحية واحدة من طراز يو إتش-60 بلاك هوك.
وبفضل قوتها وقابليتها للنقل وقدرتها على التكيف، توفر المروحية بلاك هوك للجيش الأميركي والدول الأخرى قدرة نقل في ساحة المعارك في جميع أنحاء العالم.
روعه
ردروعه
رد