يمكن استخدام قدرات البحث والإنقاذ القتالية بعيدة المدى التي تتوافر لسلاح الجو الأميركي بمنطقة الشرق الأوسط في دعم عمليات الحلفاء عبر المنطقة.
يستخدم الجيش الأميركي عددا من الطائرات القادرة على نقل عناصر القوات الخاصة إلى مناطق الصراع حول العالم بسرعة ودون رصدها، إضافة إلى إخراجهم بأمان عند اختتام العمليات.
وهناك طائرتان على نحو خاص تعتبران مهمتين للغاية في هذه الجهود، وهما المروحية إتش إتش-60 بيف هوك وطائرة الجناح الثابت إتش سي-130 كومبات كينغ التابعتين لسلاح الجو الأميركي.
فكلا الطائرتين تجريان مهام بحث وإنقاذ قتالية في البيئات المعادية، وتنفذان أيضا عمليات إدخال للقوات الخاصة وإخراجها.
وتعد المروحية بيف هوك نسخة معدلة إلى حد كبير من المروحية بلاك هوك التابعة للجيش، لكنها مزودة بأجهزة اتصالات وملاحة محدثة.
وتتمتع كل طائرات بيف هوك بنظام التحكم الأوتوماتيكي بالطيران ونظارات الرؤية الليلية مع نظام الأشعة تحت الحمراء الذي يعزز إلى حد كبير العمليات الليلية منخفضة الارتفاع.
وإلى جانب تأدية العمليات العسكرية، توكل إلى بيف هوك مهام التفتيش والإنقاذ المدنية والإجلاء الطبي والاستجابة للكوارث والمساعدة الإنسانية.
وعلى مر السنوات، ساعدت أطقم إتش إتش-60 المئات من الأميركيين وعناصر التحالف الدولي والأميركيين العاملين في الخارج عبر تنفيذ عمليات إخلاء للأفراد وإجلاء طبي في ظروف تكون فيها رؤية منخفضة والإنارة خافتة على كل الارتفاعات.
فخلال حرب الخليج عام 1991، وفرت مروحيات بيف هوك تغطية في عمليات البحث والإنقاذ القتالية لقوات التحالف الدولي في غربي العراق والمناطق الساحلية بالكويت والخليج العربي والسعودية.
واليوم، تواصل هذه المروحيات الانتشار دعما للعمليات في المنطقة.
تجنب الرصد
أما الطائرة إتش سي-130 كومبات كينغ، فهي طائرة ثابتة الجناحين صممت أساسا لتنفيذ عمليات إخراج من مدرجات طيران منخفضة الإمكانيات وأراض محظور الوصول إليها.
وهذه الطائرة هي نسخة ذات مدى أطول من طائرة النقل سي-130 هيركوليز.
وتستخدم طواقم إتش سي-130 أساليب تشمل عدم استخدام الإنارة الخارجية أو الاتصالات وتجنب الرادار ورصد الأسلحة.
وتستطيع الطائرة إتش سي-130 التحليق في بيئات متنازع عليها أو حساسة، سواء فوق الأرض أو الماء.
وغالبا ما تؤدي طائرات إتش سي-130 عمليات إنزال جوي لقوات خاصة أو حزم صغيرة أو مراكب مائية مطاطية أو مركبات دفع رباعي تناسب كل التضاريس.
ومع سعة وقود تفوق الـ 9000 غالون، تبلغ السرعة القصوى للطائرة 316 عقدة عند سطح البحر ويمكن أن تحلق على ارتفاع يصل إلى 33 ألف قدم (10 آلاف متر).
وتشكل الطائرة أيضا جزءا أساسيا من جهود إعادة التزويد بالوقود للجيش الأميركي.
فطائرات إتش سي-130 تستطيع تنفيذ عمليات إعادة تزويد بالوقود جوا بما في ذلك ليلا، في ظل حجب الاتصالات مع ما يصل إلى مروحيتي في وقت واحد، وهي قدرة رئيسة تمد أيضا مدى عمليات البحث والإنقاذ القتالية للطائرة إتش إتش-60.
إلى هذا، تستطيع الطائرة تنفيذ عمليات إعادة التزود بالوقود في المناطق الأمامية لدعم مجموعة من شركاء التحالف.
قدرة حيوية
وتسمح هذه القدرة لطائرات سلاح الجو الأميركي بالتحضير لمهمتها التالية من دون الاضطرار إلى العودة إلى قاعدة ثابتة.
ويأتي ذلك في إطار الانتشار القتالي المرن، الذي يركز على إمكانية التنقل حتى في المناطق المعادية حيث تكون البنية التحتية شبه معدومة.
وتمتلك الولايات المتحدة نحو 80 في المائة من طائرات التزويد بالوقود العسكرية في العالم.
فقد جاء في تقرير صدر عن معهد هدسون عام 2021 بعنوان "إعادة تزود مرنة بالوقود في الجو: ضمان إمكانية الوصول العالمية للجيش الأميركي"، أن "قدرة الجيش الأميركي على إبراز قوته بسرعة عبر المسافات بين القارات والاستمرار بالعمليات في مسرح الأحداث هي واحدة من أهم مزاياه".
وتابع التقرير "يمكن القول إن التزود بالوقود في الجو هو بلا شك أهم مساهم في تأمين هذه القدرة الأميركية الفريدة".
روعه
رد