تمارين

مناورة الأسد المتأهب تؤكد على الجهوزية من خلال الشراكات

2024-01-15

سينضم الجيش الأميركي مرة أخرى إلى القوات المسلحة الأردنية ودول شريكة أخرى لإجراء مناورات عسكرية متعددة الأطراف في أيار/مايو 2024 لإظهار التزام الولايات المتحدة بأمن الشرق الأوسط.

شارك هذا المقال

موكب من الآليات العسكرية متعددة المهام ذات الحركية العالية والتي تحمل أعلام السعودية والأردن والولايات المتحدة، يدخل إلى ساحة المناورات في نهاية المناورة الأخيرة للأسد المتأهب في القاعدة البحرية الأردنية الملكية بالأردن بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر 2022. [سلاح مشاة البحرية الأميركية]
موكب من الآليات العسكرية متعددة المهام ذات الحركية العالية والتي تحمل أعلام السعودية والأردن والولايات المتحدة، يدخل إلى ساحة المناورات في نهاية المناورة الأخيرة للأسد المتأهب في القاعدة البحرية الأردنية الملكية بالأردن بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر 2022. [سلاح مشاة البحرية الأميركية]

من المقرر أن تعود مناورة الأسد المتأهب، وهي مناورات عسكرية تدريبية متعددة الأطراف تصفها القيادة المركزية الأميركية بأنها رمز لعلاقة الجيش الأميركي بالقوات المسلحة الأردنية، إلى الأردن بين 12 و23 أيار/مايو المقبل.

وتعد مناورة الأسد المتأهب من أكبر المناورات العسكرية في المنطقة، وقد صممت لتحضير المشاركين فيها لمواجهة التحديات الإقليمية في الجو والبر والبحر والمجال السيبراني وتعزيز التشغيل البيني بين الدول الشريكة، حسبما ذكرت القيادة المركزية.

وتهدف المناورة أيضا لتبادل الخبرات العسكرية وتحسين التشغيل البيني بين الدول الشريكة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى وأوروبا والأميركيتين وأستراليا.

وفي هذا السياق، قال مدير التدريب العسكري في القوات المسلحة الأردنية العميد الركن حسن الخالدي خلال جلسة تخطيط عقدت بشهر تموز/يوليو 2023 في عمّان "تمثل مناورة الأسد المتأهب فرصة استثنائية لنا جميعا لتقوية الروابط وتبادل المعرفة والقدرات بين القوات المسلحة لدولنا، ونقف متحدين في التزامنا بتعزيز الأمن الإقليمي والدولي وقدرات [الاستجابة]".

فريق من القوات الأردنية لمكافحة الإرهاب البحري وقوات خاصة من البحرية اللبنانية ينفذون عمليات فوق الشاطئ في العقبة بالأردن خلال مناورة الأسد المتأهب في 8 أيلول/سبتمبر 2022. [الجيش الأميركي]
فريق من القوات الأردنية لمكافحة الإرهاب البحري وقوات خاصة من البحرية اللبنانية ينفذون عمليات فوق الشاطئ في العقبة بالأردن خلال مناورة الأسد المتأهب في 8 أيلول/سبتمبر 2022. [الجيش الأميركي]

وقالت القيادة في بيان صحافي صدر في عام 2022 "في ظل مواجهتنا أعمالا عدائية من قوى خبيثة حول العالم، تمكننا هذه الشراكات من مواجهة التهديدات الجديدة والمستمرة معا".

ردع الأعداء ودعم الشركاء

وكانت مناورة الأسد المتأهب قد انطلقت في العام 2011، وقد شملت نسخها السابقة تدريبات على مكافحة الإرهاب والتنسيق بين الوكالات واستراتيجيات لمواجهة التهديدات السيبرانية ومناورات أمنية بحرية وحدودية وتنسيق للدفاع الجوي والصاروخي واستجابة للكوارث والمساعدات الإنسانية، وفق ما ذكرته القيادة المركزية.

وخلال مناورة الأسد المتأهب التي أجريت على مدى أسبوعين في أيلول/سبتمبر 2022، انضم نحو 1700 عنصر من الجيش الأميركي و2200 عنصر من القوات المسلحة الأردنية إلى نحو 600 عنصر من التحالف الدولي من 28 دولة شريكة أخرى، وقد ساهموا كمشاركين أو مراقبين.

وأجريت مناورة العام 2022 في مواقع مختلفة بالأردن، وشملت مناورات تدريبية بالذخيرة الحية وسيناريوهات لمواجهة محاكاة للهجمات بالقوارب السريعة في خليج عقبة وتدريبات لمواجهة المسيرات والصواريخ الباليستية والعبوات الناسفة وتدريبات للاستجابة إلى سيناريوهات كهجوم محتمل بأسلحة إشعاعية، حسبما نقلته مجلة يونيباث.

وأشارت المجلة إلى أنه في هذه الأثناء، تمرن المركز الوطني الأردني للأمن وإدارة الأزمات على استجابة حكومية شاملة لهجوم المحاكاة على الأردن.

وقال العميد في القوات المسلحة الأردنية محمد علي الصمدي ليونيباث آنذاك إن "سيناريوهات الأسد المتأهب لعام 22 تستند إلى محاكاة البيئة الاستراتيجية الحالية ومعالجة التهديدات ضمن هذه البيئة، سواء كانت تقليدية أم غير تقليدية من جهات فاعلة غير حكومية أو تهديدات إرهابية".

على سبيل المثال، خلال مناورات 2022، ركزت القوات الأردنية أيضا على تأمين الحدود ضد تهريب المخدرات.

وحذر الجيش الأردني في العام 2022 من أن تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن بصدد أن يصبح "منظما"، إذ كثف المهربون عملياتهم وباتوا يستخدمون معدات متطورة كالمسيرات.

وبدورها، ذكرت مديرية الجمارك الأردنية أن الأمن البحري مهم أيضا بالنسبة للأردن في ظل التهديد المتزايد الذي يشكله مهربو المخدرات. وفي نيسان/أبريل 2022، أحبطت إدارة مكافحة المخدرات في الأردن محاولة لتهريب 107 كيلوجراما من مادة الكوكاين كانت مخبأة في حاوية بمرفأ العقبة إلى داخل البلاد، علما أن الحاوية كانت في طريقها إلى دولة مجاورة.

وأكد معهد الشرق الأوسط أن مناورة الأسد المتأهب وغيرها من المناورات الإقليمية للقيادة المركزية تساعد في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وكتبت الخبيرة غير المقيمة ببرنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط ميليسا هورفاث في تموز/يوليو 2023 أنه "رغم تقليص وضعيتها، لا تزال الولايات المتحدة منخرطة في الشرق الأوسط".

وتابعت "وتبقى قادرة على إظهار قدرتها الاستثنائية واستعدادها لنشر ما يكفي من القوات والمعدات العسكرية بصورة سريعة في المنطقة لردع الأعداء ودعم شركائها في آن معا".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *