ليونيداس، هو سلاح مضاد للإلكترونيات يعمل بالطاقة الموجهة، يوفر حماية حاسمة ضد التهديد المتطور من قبل المركبات المحمولة جواً بدون طيار.
وفقاً لموقع New Atlas، يستخدم ليونيداس، الذي يبلغ حجمه حجم مقطورة صغيرة قابلة للطي، طاقة الموجات الصغيرة ذات الحالة الصلبة عالية الطاقة لتعطيل الإلكترونيات في الأجهزة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، عن طريق إطلاق حزم النبض الكهرومغناطيسي آلاف المرات في الثانية.
وذكر New Atlas أنه "كالأنظمة المماثلة، يحمي ليونيداس من الطائرات بدون طيار من خلال إطلاق اشعاعات من طاقة الموجات الصغيرة التي تعطل أو تدمر الأجهزة الإلكترونية للطائرة غير المأهولة، ما يؤدي إلى اصطدامها بالأرض".
ليونيداس قادر على استهداف مسيرة واحدة من بين العديد من المسيرات بفضل قدراته الدقيقة في تشكيل الشعاع الرقمي، أي عبر توجيه طاقة الموجات الدقيقة نحو هدف محدد.
وباستطاعته أيضا استهداف منطقة بأكملها في وقت واحد، و"إسقاط أسراب من المسيرات مثل الكثير من الذباب، وإنشاء "حقل قوة" لا يمكن لأي جهاز إلكتروني المرور من خلاله سالما"، وذلك بحسب تقارير New Atlas.
ويمكن استخدام الطائرات بدون طيار، المعروفة أيضًا بالمسيرات، لاختراق المجال الجوي للعدو وإجراء المراقبة وتقديم الدعم للقوات البرية وحتى مهاجمة الأهداف بشكل مباشر.
لكن يمكن أن تشكل المسيرات تهديدا من قبل الأعداء في ساحة المعركة أيضا، خصوصا مع تطور التكنولوجيا. فقيادة الجيش الأميركي تعتبر أن المسيرات الصغيرة والأسراب منها تشكل تهديدا كبيرا للجنود، وفق ما ذكرت تقارير Breaking Defense.
وأفادت تقارير New Atlas، أنه خلال الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، استخدمت روسيا نحو 500 مسيرة لتنسيق مهام المدفعية.
وبإمكان المركبات الجوية بدون طيار أيضا أن تكون قاتلة خارج ميدان المعركة في المجال الجوي الذي تشغله الطائرات المدنية.
حجم غير مسبوق وقابلية في التنقل
كجزء من الجهود المبذولة لمواجهة التهديد الذي تشكله الطائرات بدون طيار، منح مكتب القدرات السريعة والتكنولوجيات الحيوية للجيش الأميركي شركة إيبيروس عقدا بأكثر من 66 مليون دولار يسمح بتسليم العديد من أنظمة نماذج ليونيداس الأولية في عام 2023، بحسب ما صرحت الشركة.
في كانون الثاني/يناير 2023، قال الرئيس التنفيذي لشركة إيبيروس كين بيدنجفيلد، "لقد رأينا مرارا وتكرارا أن أنظمة الدفاع الجوي الحالية غير مجهزة للتعامل مع التهديد الذي تشكله أسراب الطائرات بدون طيار المستقلة. واعتبر أن "هذا العقد مع مكتب القدرات السريعة والتكنولوجيات الحيوية للجيش الأميركي يوفر قدرة جديدة على مكافحة القدرة القتالية لسرب من الأنظمة الجوية بدون طيار من خلال أنظمة ليونيداس الفعالة من حيث التكلفة والقابلية للتحديث."
وأكدت تقارير Defense News، أن ليونيداس قادر على تعطيل الإلكترونيات خارج الطائرات بدون طيار، فخلال عرض ميداني في عام 2021، قام بتعطيل محرك سفينة خارجي، الأمر الذي يثبت احتمال استخدامه في العمليات البحرية.
تعاونت إيبيروس أيضا مع شركة "جنرال داينامكس لاند سيستمز" من أجل دمج ليونيداس بالمركبات البرية العسكرية من طراز سترايكر، وذلك من أجل توفير قدرات الدفاع الجوي قصير المدى.
ومع العلم أن تكنولوجيا الموجات الدقيقة عالية الطاقة تُستخدم منذ عقود، إلا أن الأنظمة التقليدية ضخمة وتتطلب فريقا من أجل تشغيلها، بحسب ما ذكرت إيبيروس.
وأشارت إيبيروس إلى أن ليونيداس يتميز بسهولة المناورة والتحديث ويتم تشغيله بواسطة عدد قليل من الأشخاص.
ويعتمد ليونيداس كذلك على برنامج قادر على التمييز بين الصديق والعدو، وفقا لتقارير موقع Defense One.
فضلا عن النظام الأرضي، طورت إيبيروس أيضا ليونيداس بود، الذي يتم تركيبه على طائرات بدون طيار ثقيلة الوزن من أجل القضاء على أسراب المسيرات الأخرى.
ولفتت إبيروس إلى أن "ليونيداس بود" له "حجم غير مسبوق ويمكن نقله".
ويسمح ليونيداس و ليونيداس بود للمشغلين بالحفاظ على شعاع الموجات الدقيقة المتين بطاقة أقل وفي حاوية أصغر بكثير مما تحتاجه الأنظمة التقليدية، وفقا لتقارير Defense One.
وقال بيدنجفيلد في البيان "مع استمرار نمو بيئة التهديد، ستتطور أيضا قدراتنا، ما يضمن أن الجيش الأميركي مجهز بإجراءات مضادة فعالة للتهديدات الإلكترونية إن كان على المدى القريب أو لعقود مقبلة".