أنظمة الأسلحة

القدرات الهجومية لغواصات الصواريخ الموجهة الأميركية توسع نطاق الخيارات أثناء الأزمات

2023-04-10

تستطيع غواصة صواريخ موجهة أميركية واحدة تعمل بالطاقة النووية حمل ما يصل إلى 154 صاروخ توماهوك، وبإمكانها نشر العشرات من قوات الكوماندوز الخاصة من دون أن يتم رصدها في البيئات العدائية.

شارك هذا المقال

الغواصة يو إس إس أوهايو تظهر خلال عمليات مشتركة مع قوات البحرية الأميركية قبالة أوكيناوا في اليابان بتاريخ 4 شباط/فبراير 2021. [البحرية الأميركية]
الغواصة يو إس إس أوهايو تظهر خلال عمليات مشتركة مع قوات البحرية الأميركية قبالة أوكيناوا في اليابان بتاريخ 4 شباط/فبراير 2021. [البحرية الأميركية]

تعطي القدرة الاستثنائية التي تتمتع بها غواصات الصواريخ الموجهة الأربعة من فئة أوهايو التي تعمل بالطاقة النووية والتابعة للبحرية الأميركية على التخفي ونشر القوات الخاصة في بيئات عدائية إلى جانب قوتها النارية الهائلة تعطي الجيش الأميركي مجموعة أكبر من الخيارات للاستجابة للأزمات المحتملة.

وبعد أن وجدت مراجعة الوضع النووي للعام 1994 أن الولايات المتحدة بحاجة فقط إلى 14 من غواصات الصواريخ البالستية الـ 18 التابعة لها لتلبية متطلبات قوتها الاستراتيجية، حولت البحرية الغواصات الأربعة الأخرى إلى منصات تقليدية للهجمات البرية والعمليات الخاصة.

واكتملت عملية تحويل الغواصات الأربعة في العام 2007، وهي يو إس إس أوهايو وفلوريدا وميشيغان وجورجيا.

وتستطيع كل غواصة صواريخ موجهة حمل ما يصل إلى 154 صاروخا موجها للهجمات البرية من طراز توماهوك، ويساوي ذلك ما يتم نشره عادة في مجموعة معارك سطحية.

ويتم تحميل الصواريخ في علب من 7 طلقات متعددة الاستخدامات فيما يصل إلى 22 أنبوبا صاروخيا. وتستطيع هذه الأنابيب أن تستوعب حمولات مستقبلية كأنواع جديدة من الصواريخ والمسيرات والمركبات المسيرة تحت الماء.

ويبلغ مدى صواريخ توماهوك الموجهة 1600 كيلومترا وتستطيع حمل رؤوسا حربية متنوعة.

وتشير بعض التقارير إلى أن تلك الصواريخ الموجهة لها مدى يبلغ نحو 2500 كيلومتر، ما يمكّن غواصات الصواريخ الموجهة من ضرب أهداف ذات أولوية عالية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط من البحر الأحمر أو خليج عدن.

نشر القوات الخاصة

ويمكن أيضا تهيئة غواصات الصواريخ الموجهة لاستضافة ما يصل إلى 66 عنصرا من القوات الخاصة، مثل قوة العمليات الخاصة في البحرية الأميركية.

وفي إطار عملية التحويل، تم تحويل أنبوبي الصواريخ الأماميين بصورة دائمة إلى غرف حجز للسماح بعمليات الإدخال أو الاسترداد السرية لعناصر قوات العمليات الخاصة.

وتستطيع كل غرفة أيضا استيعاب ملجأ ذي حوض جاف، وهي وحدة قابلة للنزع ويمكن إرفاقها بغواصات الصواريخ الموجهة، للسماح للغواصين بالمغادرة والدخول بسهولة أثناء غمر القارب بالماء.

كذلك، تسمح الأنابيب للقوات الخاصة بتخزين المعدات الضرورية لتنفيذ العشرات من المهام التكتيكية.

وحصلت كل غواصة على غرفة راديو مشتركة وهوائيين 2 بمعدلات بيانات عالية لضمان قدرات اتصال معززة إلى حد كبير.

وتسمح المعدات لكل غواصة بالعمل كمركز قيادة مشترك سري وصغير للمقاتلين.

وبمجرد وضع غواصة واحدة من فئة أوهايو في بحر العرب، يتم تعزيز وضع الولايات المتحدة العالمي بشكل كبير وهو ما يساعد في تحقيق عنصر المفاجأة في أي صراع.

وعلى غرار الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية، تستطيع غواصات الصواريخ الموجهة التحرك من دون أن يتم رصدها بالقرب من أرض العدو ولفترات زمنية مطولة. وتستطيع بشكل سري نشر عناصر العمليات الخاصة وتنفيذ عمليات هجومية مباغتة من مواقع قريبة.

وخلافا للوحدات المقاتلة السطحية، لا تحمل غواصات الصواريخ الموجهة صواريخ دفاعية، إذ تحمل كل أنابيب التحميل الأسلحة الهجومية. ويسمح ذلك لغواصة صواريخ موجهة واحدة بتغطية مجموعة من الطائرات لمقاتلين متعددي الأسطح يمكن تكليفهم بمهام أخرى أثناء عمل غواصة صواريخ موجهة على مقربة من الموقع المحدد.

الطفو على سطح المياه بدون إنذار

وتتحرك الغواصات فئة أوهايو بصمت شبه تام حتى بسرعة 37 كيلومترا في الساعة ولديها القدرة على الظهور في أي مكان بدون إنذار.

ونقلت مجلة ناشونال إنترست في عام 2021 أنه "في عام 2010، طفت 3 غواصات صواريخ موجهة بصورة شبه متزامنة على سطح مياه غرب المحيط الهادئ والمحيط الهندي، وزعم أن الهدف من ذلك كان إظهار استياء الولايات المتحدة من الاختبارات الصاروخية الصينية في بحر الصين الشرقي".

وظهرت الغواصة يو إس إس ميشيغان قبالة بوسان في كوريا الجنوبية، كما ظهرت الغواصة يو إس إس أوهايو في سوبيك باي بالفلبين. كذلك، ظهرت الغواصة يو إس إس فلوريدا في دييغو غارسيا، كما نقل غريغ تورودي لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست في عام 2010.

وكانت الرسالة الموجهة إلى الصين واضحة.

وأوضح تورودي أن "مجموعة الغواصات الثلاثة تستطيع حمل 462 صاروخ توماهوك، ما يعزز بنسبة إضافية تبلغ 60 في المائة القوة الضاربة المحتملة لتوماهوك للأسطول السابع الأميركي ومقره اليابان، وهو الاستعراض الأساسي للقوة العسكرية الأميركية في شرق آسيا".

وتلعب قدرة غواصات الصواريخ الموجهة على التخفي وقوتها النارية دورا محوريا من دون شك في ردع أعداء الولايات المتحدة، بما أن هذه الغواصات يمكن أن تتواجد في أي مكان في أي وقت.

هذا وأرسلت واشنطن رسالة مشابهة لموسكو عام 2022.

فقبل شهر تقريبا من غزو الكرملين لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، كشف الأسطول السادس الأميركي عن موقع الغواصة يو إس إس جورجيا قبالة ساحل قبرص.

ومن النادر أن يتم الكشف عن أكثر الغواصات تطورا والتي هي قيد الخدمة، وهو ما يعكس حدة التوترات بما يستدعي قيام الولايات المتحدة بإرسال تذكير لخصومها بأن هذه الغواصات الاستثنائية متواجدة على مقربة منهم.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *