في أيار/مايو 2025، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقة بيع عسكرية خارجية لمروحيات من طراز سي إتش-47إف شينوك بقيمة 1.3 مليار دولار تقريبا.
وتشكل هذه الصفقة نقطة فارقة مهمة على صعيد تعزيز التعاون الدفاعي بين واشنطن وأبو ظبي.
وتعكس هذه الخطوة اعترافا متزايدا بتعددية الاستخدامات غير المسبوق لشينوك ودور الولايات المتحدة كشريك مثالي في مجال الطيران العسكري المتطور.
وتعتبر مروحية سي إتش-47 شينوك حجر زاوية في الطيران العسكري الحديث حول العالم.
وصممت شينوك أساسا لتوفير النقل الثقيل للجيش الأميركي وقد تطورت بشكل منتظم على مدى عدة عقود.
واليوم باتت منصة عالية القدرة تستطيع أداء مجموعة واسعة من المهام العسكرية المعقدة.
ويؤمن تصميمها ذو الدوار المزدوج قدرة حمولة استثنائية وثباتا عاليا، ما يمكّنها من نقل القوات ومواد الشحن الثقيلة والمعدات والإمدادات الأساسية عبر مسافات طويلة.
وتتفوق سي إتش-47إف كذلك في الأدوار الإنسانية وغير القتالية، إذ تنفذ عمليات إجلاء طبي وإغاثة في حالات الكوارث وبحث وإنقاذ وغيرها من العمليات الحيوية بموثوقية ودقة.
تعزيز قدرات الإمارات
وفي قلب عملية الشراء المقترحة من قبل الإمارات، أسطول من مروحيات سي إتش-47إف بلوك 2 شينوك مزودة بخزانات وقود طويلة المدى ومجسات للتزود بالوقود جوا.
ويعزز هذا التكوين المتطور نطاق العمليات، ما يمنح الإمارات مرونة أكبر لاستعراض قوتها والاستجابة بسرعة عبر المهام الإقليمية والإنسانية على حد سواء.
وتجعل أنظمة إلكترونيات الطيران المحسنة وأنظمة الدفاع والاتصالات الآمنة شينوك أداة مرنة في مواجهة التهديدات الحديثة.
وبالإضافة إلى النقل الثقيل، ستلعب هذه المروحيات دورا محوريا في العمليات المشتركة ولا سيما عند دمجها مع منصات أخرى تابعة للإمارات وشركائها.
ومع تزايد جهود مكافحة الإرهاب ومهام الاستجابة للكوارث وتحديات الأمن الإقليمي، تتوافق قدرة سي إتش-47إف على التكيف مع الاحتياجات الدفاعية المتطورة للإمارات.
كذلك، ستؤدي عملية الشراء الاستراتيجية هذه إلى تحسين قابلية التشغيل البيني مع القوات الأميركية وقوات الحلفاء، ما يعزز المصالح الأمنية المشتركة في بيئة جيوسياسية معقدة.
شراكة مبنية على الكفاءة والثقة
وإن صفقة بيع سي إتش-47إف المقترحة بقيمة 1.3 مليار دولار لا تزود الإمارات بأصول طيران عالمية المستوى فحسب، بل توطد أيضا العلاقات الدفاعية التي تربط بين أبو ظبي وواشنطن منذ عقود.
ومن خلال الاستثمار في مروحية شينوك، تظهر الإمارات نهجا استشرافيا للدفاع الوطني يولي الأولوية للقدرة على التحرك والصمود والتشغيل البيني مع الحلفاء الرئيسيين.
وبدورها، تواصل الولايات المتحدة تقديم خدماتها كمزود موثوق به في مجال الطيران العسكري المتطور مع دعم الشركاء في تحقيق السلام والاستقرار.
وفي الأجواء وخلال المهام المنفذة على الأرض، تبقى سي إتش-47إف شينوك رمزا قويا للقدرة على التكيف في المجال العسكري الحديث.
وقد اختارت الإمارات بحكمة دمج هذه المنصة المثبتة فعاليتها في استراتيجيتها الدفاعية الوطنية المتطورة.
![مروحية من طراز سي إتش-47 شينوك تابعة للحرس الرئاسي الإماراتي تستعد للهبوط خلال مناورات إنتربيد مافن في الإمارات بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر 2022. [سلاح مشاة البحرية الأميركية]](/ssc/images/2025/12/23/53209-7436326-600_384.webp)