قال محللون إن قمة شرم الشيخ التي عقدت في 13 تشرين الأول/أكتوبر لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي، بل جسدت تحولا جوهريا في كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الصراعات الإقليمية.
ومن خلال جمع أكثر من 31 رئيس دولة إلى جانب ممثلين عن مؤسسات إقليمية ودولية، أظهرت القمة أن السلام المستدام يتطلب التزاما حقيقيا متعدد الأطراف عوضا عن مفاوضات معزولة.
وبرعاية مشتركة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، تمكن الاجتماع من تحقيق ما لم تستطع الأساليب التقليدية إنجازه.
فيرسخ الإعلان الناتج عن ذلك والذي وقعته كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا بصفتها دول ضامنة، آليات حوكمة مصمة للاستمرار حتى ما بعد وقف إطلاق النار الفوري في غزة.
![صورة للرئيس ترامب مع الاتفاق الموقع خلال قمة شرم الشيخ في 13 تشرين الأول/أكتوبر. [سول لوب/وكالة الصحافة الفرنسية]](/ssc/images/2025/10/15/52439-egyptusisraelpalestinianconflicttrump-600_384.webp)
وقال محللون إن دلالة القمة تتعدى مجرد وضع حد للقتال الدائر.
وأعلنت الدول المشاركة التزامها بإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة وإنعاش الاقتصاد وتهيئة ظروف تمكّن المجتمعات من التعافي بعد صراع طال أمده.
ويتوقع محللون أن تشكل جهود إعادة الإعمار هذه أساسا لتكامل إقليمي أوسع وعلاقات تجارية موسعة من شأنها أن تحول ديناميات الصراع.
رؤية تتجاوز الأفق
هذا ويجسد الإعلان الذي وقع في شرم الشيخ رؤية طموحة ترمي إلى إرساء "السلام والأمن والازدهار المشترك" في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، مع بناء أطر دائمة تمكّن الأجيال القادمة من الازدهار.
وتتجاوز صياغة هذا الإعلان حدود اتفاق وقف إطلاق النار، إذ تمزج بين التنمية الاقتصادية والتبادل الثقافي والحكم التعاوني كركائز لتحقيق سلام مستدام.
وأشار المحللون إلى أن اختيار مصر وقطر وتركيا كجهات ضامنة يعكس تفكيرا استراتيجيا بشأن آليات التنفيذ.
فتخلق مشاركة هذه الدول إلى جانب الولايات المتحدة هيكلا متعدد المستويات للمساءلة يقلل من دوافع التحايل على الالتزامات.
وقال المحللون إن الاجتماع نفسه حمل دلالات رمزية، فجمع بين ممثلين لدول تختلف في مصالحها وأنظمتها السياسية وعلاقاتها التاريخية المتباينة حول هدف مشترك.
وبدلا من الاكتفاء بإعلان النصر ثم الانسحاب، التزمت الدول المشاركة بمواصلة الانخراط في مساعي الوقاية من النزاعات وتعزيز قنوات الحوار.
ويشكل بناء هذا التحالف سابقة في معالجة التحديات الأخرى من خلال عمل جماعي منسق وإرادة مشتركة لمواجهة التطرف وترسيخ قيم التسامح والاحترام المتبادل.
وابتداء من الآن، سيكمن الاختبار الفعلي لنتائج القمة في التنفيذ.
وذكر المحللون أن النجاح يتطلب الحفاظ على التحالف الدبلوماسي الذي جعل انعقاد القمة ممكنا مع تحويل التصريحات الطموحة إلى وقائع ملموسة تخدم الأجيال القادمة.