بعد عقود من الحروب والصراعات والمعاناة، يتطلع أهالي غزة إلى بناء مستقبلهم وقيادة القطاع نحو الاستقرار.
وقال محللون فلسطينيون ولبنانيون إن سكان غزة يعتبرون وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، فرصة لترسيخ وطنيتهم وتحقيق السلام الدائم.
وأضافوا أن وطنية غزة ستمكن سكانها من تولي مسؤولية قيادة القطاع نحو الازدهار وتحصيل حقوقهم المدنية.
تحقيق السلام
في هذا السياق، قال الباحث الفلسطيني ومدير مركز تطوير للدراسات الاستراتيجية هشام دبسي لموقع الحصن، إن "أهل غزة هم من أهم أركان الوطنية الفلسطينية الساعية لإقامة دولة مسالمة وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة".
وأكد أنه "لا توجد خيارات أخرى غير السلام ليستطيع فلسطينيو غزة التعبير عن إرادتهم الحرة".
وأشار إلى أن مبادرة الرئيس ترامب حيوية لتحقيق السلام الذي سيؤدي إلى إقرار حقوق الغزاويين المدنية وتمكينهم لبناء مستقبل لهم أكثر أمانا وإشراقا.
وشدد على أن أمام الغزاويين فرصة للمشاركة كمجتمع فاعل من أجل إعادة بناء المرافق الأساسية مثل البنى التحتية والمدارس والمستشفيات.
وتابع دبسي أن "هذه المشاركة ستمكن الأهالي من الحصول على جميع الخدمات بطريقة تحفظ كرامتهم الإنسانية، وفي الوقت نفسه تعزز وطنيتهم وشعورهم بالانتماء، وتحقق الازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة".
إعادة إحياء غزة
بدوره، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات، حسان قطب، إن الحرب في غزة التي اندلعت بقرار من قيادة حماس خلفت عواقب كارثية على الصعيدين الإنساني والخدماتي، وألحقت دمارا واسعا بالبنى التحتية.
وأضاف في حديث للحصن "خرج منها أهالي غزة منهكين، لكن أكثر وطنية وتعلقا بأرضهم وأكثر فهما لدورهم بإعادة الحياة إليها".
وتابع "لذلك تعتبر مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقاطها العشرين، فرصة يجب استثمارها من قبل الفلسطينيين وخاصة أهالي غزة".
ولفت إلى أن هذه الفرصة أساسية لتحديد مستقبل القطاع "بما يسمح للغزاويين بكسر دائرة العنف، وإطلاق ورشة الإعمار، والبقاء في أرضهم، والانخراط في مسار حل الدولتين".
وذكر قطب أن على أهالي غزة "التعاون مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني لإعادة تفعيل عمل المؤسسات الرسمية وقطاعات المجتمع المدني".
وأوضح أن "إرساء السلام في غزة يتطلب خطوات أساسية تبدأ بإحياء دور المواطن الغزاوي في إبراز صورة القطاع خاليا من الإرهاب، وبناء المؤسسات والخدماتية والاقتصاد".
وختم قطب بالقول إن "وطنية الغزاويين كفيلة بأن تساعدهم على تجاوز آثار الحرب وتحقيق المستقبل المزدهر الذي يستحقونه".
![متطوع يقوم بطلاء وجه صبي صغير فيما يتجمع الأطفال بين المباني المدمرة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. ينظم المتطوعون فعالية ترفيهية لأطفال المخيم في ظل استمرار وقف إطلاق النار. [هاشم زمو/صور الشرق الأوسط/وكالة الصحافة الفرنسية]](/ssc/images/2025/12/10/52953-gaza_volunteer-600_384.webp)