أنظمة الأسلحة

هيمارس: إعادة تعريف الدقة والقدرة على الحركة في المدفعية الحديثة

2025-10-14

يجمع نظام هيمارس بين التنقل والدقة والمدى ليمنح الولايات المتحدة وشركاءها قدرة سريعة ومرنة على الضرب بعيد المدى، تُعيد تشكيل القتال البري.

شارك هذا المقال

أحد عناصر مشاة البحرية الأميركية يشغل نظام هيمارس إم142، خلال تمرين التدريب على مستوى الخدمة في مركز مشاة البحرية القتالي البري والجوي بولاية كاليفورنيا، في 11 آب/أغسطس. [سلاح مشاة البحرية الأميركي]
أحد عناصر مشاة البحرية الأميركية يشغل نظام هيمارس إم142، خلال تمرين التدريب على مستوى الخدمة في مركز مشاة البحرية القتالي البري والجوي بولاية كاليفورنيا، في 11 آب/أغسطس. [سلاح مشاة البحرية الأميركي]

برز نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة إم142 (هيمارس)، كأداة تحويلية في ساحة المعركة اليوم، موسعا نطاق ومرونة المدفعية الصاروخية للولايات المتحدة والقوات الحليفة.

مُثبت على هيكل شاحنة من فئة مركبات العائلة التكتيكية المتوسطة بوزن خمس أطنان (إف إم تي في)، يحمل قاذفه حاوية واحدة تحتوي إما على ستة صواريخ موجهة من عائلة نظام الصواريخ متعدد الانطلاق الموجه (جي إم أل آر إس) أو على صاروخ واحد من صواريخ الجيش التكتيكية، أتكام (أو صاروخ مماثل).

يبلغ وزن المنصة نحو 24 ألف رطل، ويصل طولها إلى حوالي 23 قدما، ويشغلها طاقم مكون من ثلاثة أفراد.

يتيح تصميمها المدمج ذات العجلات إمكانية نقلها جوّا بسرعة على متن طائرات سي-130 وسي-17 وسي-5، ما يسمح بإعادة انتشارها عالميا لتنفيذ مهام طارئة.

دخل نظام هيمارس الخدمة عام 2005، ويُستخدم حاليا أكثر من 540 مركبة منه في مختلف أنحاء العالم.

لقد أدى تضافر الدقة والقدرة على الحركة والأداء المثبت في ميادين القتال إلى اعتماد نظام هيمارس من قبل الجيش الأميركي وسلاح مشاة البحرية الأميركي، إضافةً إلى قائمة متزايدة من المشغلين الدوليين، من بينهم رومانيا، سنغافورة، أوكرانيا، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، بولندا، كندا، البحرين وعدد من شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو).

يستفيد سلاح مشاة البحرية الأميركي على وجه الخصوص من قابلية نشر نظام هيمارس انطلاقا من مجموعات الإنزال البرمائي لدعم الوحدات الاستكشافية البحرية.

استخدم النظام قتاليا في أفغانستان والعراق وسوريا وأوكرانيا، حيث أثر مداه البعيد ودقته في التخطيط العملياتي وسير الاشتباكات.

الذخائر والقدرات

توفر الحاوية الواحدة لقاذف هيمارس خيارات مرنة للقادة للقيام بمهام الضرب، ومكافحة المدفعية، والعمليات النارية الدقيقة العميقة.

توفر عائلة نظام الصواريخ متعدد الانطلاق الموجه من عيار 227 ملم دقة موجهة بالنظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس) على مسافات تتراوح من نحو 15 كم إلى أكثر من 90 كم، بدقة تقاس بالأمتار.

ثمة أنواع عدة من ذخائر نظام الصواريخ متعدد الانطلاق الموجه: ذخائر فرعية متعددة الأغراض، رأس تفجير فتاك من معدن التنغستن للتعامل مع الأفراد والأهداف الخفيفة، ورأس تفجير واحد (يونيتاري) عالي الانفجار للضربات الدقيقة على الأهداف المحصنة.

إلى جانب ذخائر نظام الصواريخ متعدد الانطلاق الموجه، يمكن لنظام هيمارس إطلاق صواريخ تكتيكية أكبر توسع مداه.

وهو يتوافق مع منظومة صواريخ الجيش التكتيتكية، وهي صواريخ سطح-إلى-سطح يصل مداها إلى نحو 300 كم، ومع ذخائر دقيقة أحدث مثل صاروخ الضربة الدقيقة الذي يمدد المدى الفعال إلى أبعد من ذلك.

ويدعم القاذف إطلاق قنبلة ذات قطر صغير من الأرض، التي تبلغ مداها ما يقارب 150 كم، مما يتيح توجيه ضربات من مسافات بعيدة.

تكمن الفاعلية العملياتية لنظام هيمارس في دقته، التي تشكل أبرز سماته.

من خلال قدرته على إيصال حمولات دقيقة إلى مسافات بعيدة انطلاقا من منصة عالية الحركة، يفرض النظام معادلة على القوات التي تحتاج إلى نيران سريعة الاستجابة وقادرة على الاستمرار.

يقلل نمط العمل السريع "أطلق-وانتقل" من التعرض لهجمات مكافحة المدفعية ويزيد وتيرة العمليات، بينما يتيح تنوع الذخائر للقادة تكييف التأثيرات ضد الأهداف المساحية أو المواقع المحصنة أو الأصول ذات القيمة العالية.

يمنح هيمارس الولايات المتحدة وحلفاءها العسكريين مزيجا فعالا من المدى والدقة وسهولة النشر، فأعاد تشكيل تخطيط وتنفيذ العمليات البرية.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *