نشرت المملكة المتحدة والولايات المتحدة هذا العام مجموعتي الحاملات القتالية التابعتين لهما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث نفذتا سلسلة مناورات أبرزت أهمية التنسيق والتعاون متعدد الجنسيات.
توجت هذه الجهود بتمرين تاليسمان سابر 2025 (من 13 تموز/يوليو إلى 4 آب/أغسطس)، وهو مناورات واسعة النطاق أجريت قبالة السواحل الشمالية لأستراليا.
فقد استضافت أستراليا هذا العام النسخة الحادية عشرة من التمرين، بمشاركة 19 دولة وأكثر من 40 ألف فرد.
وشملت الدول المشاركة كندا، فيجي، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، اليابان، هولندا، نيوزيلندا، بابوا غينيا الجديدة، النرويج، الفلبين، سنغافورة، كوريا الجنوبية، تايلاند، تونغا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
شكلت حاملتي طائرات تعملان بالطاقة النووية، الحاملة البريطانية إتش إم إس برنس أوف ويلز التابعة للبحرية الملكية والحاملة الأميركية يو إس إس جورج واشنطن (سي في إن-73)، عمود التمرين الفقري.
حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس جورج واشنطن هي من فئة نيميتز، ويمتد طولها 333 مترا ولديها قدرة إزاحة تصل إلى 104,200 طن، في حين يبلغ طول الحاملة البريطانية إتش إم إس برنس أوف ويلز أكثر من 280 مترا وتزيح 65,000 طن.
استعرضت هاتان الحاملتان قدرات متقدمة في العمليات الجوية، من خلال دمج مقاتلات إف-35 مع القوات البحرية الحليفة عبر منطقة جغرافية واسعة امتدت من داروين إلى بريزبن في الإقليم الشمالي وإقليم كوينزلاند الأستراليين.
قوة الحاملتين ومدى انتشارهما العالمي
تعد حاملة الطائرات البريطانية إتش إم إس برنس أوف ويلز السفينة الرائدة في الأسطول الملكي البريطاني، وقد استوعبت على متنها 18 مقاتلة من طراز إف-35بي، أي النسخة المخصصة للإقلاع القصير والهبوط العمودي من المقاتلة الأميركية الصنع جوينت سترايك فايتر.
وبقيادة مجموعة الحاملة القتالية البريطانية ضمن عملية هايماست، تواصل حاملة الطائرات مهمتها في الانتشار العالمي منذ مغادرتها ميناء بورتسموث في نيسان/أبريل الماضي.
وخلال هذه العملية، أجرت الحاملة تدريبات مع قوات من الهند وحلفاء الناتو وشركاء في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
أما حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس جورج واشنطن، فقد اصطحبت أسطولا يضم نحو 90 طائرة، في استعراض لقوتها ومدى قدرتها العملياتية.
ترسو الحاملة في ميناء يوكوسوكا باليابان، وتبقى جاهزة لتنفيذ انتشار سريع استجابة للأزمات في كل من الشرق الأوسط أو منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
أبرزت العمليات المشتركة قابلية التشغيل البيني بين مجموعتي الحاملات البريطانية والأميركية، لا سيما من خلال استخدام عدة نسخ من مقاتلات إف-35.
وعبر قدرتها على تبادل البيانات في الوقت الحقيقي وتنفيذ مهام هجومية والعمل من على سطح الحاملة، أظهرت هذه الطائرات مدى مرونتها وكفاءتها القتالية.
ومع مواصلة كلتا الحاملتين انتشارهما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يبعث وجودهما المشترك رسالة واضحة بشأن عزم المملكة المتحدة والولايات المتحدة الراسخ، ويؤكد الأهمية الاستراتيجية لوجود بحري قوي للحلفاء في المنطقة.