تمارين

الولايات المتحدة والأردن يعمقان علاقتهما الدفاعية في مناورة الغضب العارم 25

2025-10-06

تؤكد مناورة الغضب العارم 25 على شراكة أمنية تمتد لعقود، مستفيدة من تضاريس الأردن وبنيته التحتية لاختبار التكامل السلس بين القوات الأميركية والأردنية في مجالات القتال، اللوجستيات، القيادة والمهام الطبية.

شارك هذا المقال

تنافس أحد مشاة البحرية الأميركية من المجموعة الثانية للوجستيات البحرية مع أحد مشاة البحرية الأردنية من الكتيبة البحرية السابعة والسبعين في تمرين إعادة التعبئة السريعة، وذلك خلال دورة في الرماية القتالية ضمن مناورة الغضب العارم 25 في الأردن بتاريخ 16 تموز/يوليو. [مشاة البحرية الأميركية]
تنافس أحد مشاة البحرية الأميركية من المجموعة الثانية للوجستيات البحرية مع أحد مشاة البحرية الأردنية من الكتيبة البحرية السابعة والسبعين في تمرين إعادة التعبئة السريعة، وذلك خلال دورة في الرماية القتالية ضمن مناورة الغضب العارم 25 في الأردن بتاريخ 16 تموز/يوليو. [مشاة البحرية الأميركية]

تجمع الولايات المتحدة والأردن شراكة دفاعية راسخة تأسست على عقود من التدريب المشترك والأهداف الأمنية المتبادلة.

منذ ثمانينيات القرن الماضي، أجرت القوات الأميركية والقوات المسلحة الأردنية مناورات منتظمة تتكيف مع التهديدات الإقليمية المتغيرة وتعزز قدرتها على العمل المشترك.

ومن بين هذه المناورات تبرز الغضب العارم، وهي مناورة تتكرر تحت إشراف القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، باعتبارها نموذجا بارزا يجسد التماسك العسكري الثنائي.

في تموز/يوليو 2025، أُجريت مناورة الغضب العارم 25 في مناطق التدريب الصحراوية بالأردن، مستفيدة من الجغرافيا الاستراتيجية للبلاد وبنيتها التحتية واستقرارها السياسي.

جمعت المناورات بين التدريب على الخدمات اللوجستية الاستكشافية، الانتشار السريع وعمليات القيادة المشتركة في بيئات صعبة وواقعية.

وشكلت المطارات والموانئ وشبكات الطرق في الأردن، بيئة مثالية لمناورة القوات عبر مسافات طويلة وفي تضاريس متنوعة.

تجسيد التشغيل البيني عمليا

خلال مناورة الغضب العارم 25، جسدت القوات الأميركية والأردنية أعلى مستويات التكامل من خلال عمليات مشتركة في البر والجو واللوجستيات.

وأجروا تدريبا مشتركا في الرماية القتالية وإزالة الذخائر والمتفجرات والإخلاء الطبي، إضافة إلى إجراءات إنقاذ الحياة في ساحة القتال.

وترافقت عمليات الإنزال البرمائي والقتال في المناطق الحضرية وتدريبات إطلاق النار الحي على القوافل، مع إنزالات بالمروحيات ومهام الإسناد الجوي القريب، بما يعكس تنسيقا قويا بين القوات البرية والجوية.

تمثل العامل الحاسم في توحيد التكتيكات ونُظم الاتصالات وإجراءات القيادة.

وأظهرت الوحدات قدرة عالية على التبديل المرن بين أنظمة القيادة الأميركية والأردنية.

وأتاحت التدريبات المشتركة لضبّاط الأركان فرصة تطوير مهاراتهم في التخطيط العملياتي وإدارة مراكز القيادة، ما عزّز انسجامهم في إطار قيادة واحدة.

في المجال اللوجستي، نفذ المشاركون تدريبات على تحريك المعدّات المتمركزة مسبقا من الموانئ إلى عمق الداخل، ضمن بيئة قتالية تحاكي ظروف الطوارئ.

وتعاونت الفرق الطبية من الأردن والولايات المتحدة في تقديم الرعاية للضحايا ومعالجتهم، وتطبيق إجراءات الإخلاء.

عكس هذا التكامل مستوى الثقة والاستعداد الذي ترسخ عبر سنوات من التعاون، ومكّن الجيشين من خوض عمليات معقدة ومستدامة في المنطقة بمرونة عالية وانسجام متزايد.

لم تقتصر مناورة الغضب العارم 25 على تأكيد متانة التحالف الأميركي-الأردني، بل أسهمت كذلك في تعزيز الجاهزية العملياتية لمواجهة التحديات المستقبلية

فمن خلال هذه المناورات المشتركة في مجالات القتال واللوجستيات والطب والقيادة، صقلت القوتان قدرتهما على الاستجابة معا في حالات الأزمات والعمليات الطارئة.

إلى هذا، يعكس إسهام الأردن الدائم في استضافة التدريبات الأميركية مكانته كحليف موثوق وركيزة للاستقرار في المنطقة.

بفضل موقعه الجغرافي بين المشرق وشبه الجزيرة العربية، يشكل الأردن قاعدة استراتيجية تمكّن الجيشين من التحضير لمواجهة أزمات تمتد إلى أكثر من ساحة إقليمية.

في المحصلة، أبرزت مناورة الغضب العارم 25 عبر تدريباتها على الانتشار السريع واللوجستيات بعيدة المدى والقيادة المشتركة، جاهزية تكتيكية عالية وقيمة ردعية استراتيجية للتحالف الأميركي–الأردني في منطقة تتسم بعدم الاستقرار.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *